الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

من يصرف عليهن؟

27 يناير 2017 21:29
أحلى الصباحات هي التي تبدأ بضحكة يجبرك شيء ما على القيام بها كأول مهمة في هذا الوجود. «جميلة» و«زوي» و«نورا» أسماء مستعارة تحبين استخدامها هنا تجاوزاً للإشارة إلى بطلات فيديو يوتيوب حقق رقماً قياسياً في المشاهدة، وربما لا يكون الأخير في سلسلة أفلام نساء من اللاتي لا يذكرنك إلا بفنتازيا طالعة من بيت أبوها رايحة لبيت الجيران! المهم تتفتح حواسك وأنت تستيقظين على القهوة العربية وعلى مشاهدة لقطات من الفيلم لتصرخي «شوفي» هذا صدق وإلا تمثيل؟ ولأنك تعودت على المشاهدة والاستماع، تصيخين السمع لأقوال عدد من النساء الشابات، يقدمن أنفسهن على طريقة الثائرات والمتمردات العصريات، والله أعلم!، كل واحدة تروي بلغة أجنبية تتم ترجمتها إلى العربية تفاصيل أو أسباب هربها من مجتمعها المتخلف. واحدة تسللت تحت جنح الظلام من دون علم ولي أمرها، وسافرت إلى بيت الجيران عبر الحدود مع بلد آخر، وظلت تعاني هناك من حصار نفسي فرضه عليها وضعها كأجنبية إلى أن حصلت على حق اللجوء في بيت الجيران إياه!، الثانية طالبة تدرس في الخارج أجبرتها المعاناة من نظام ولي الأمر على البقاء في بيت الجيران لتطلب اللجوء، والثالثة أقدمت على الإجراء نفسه للتخلص من القيود التي يفرضها المجتمع على المرأة، ومسكينات بقية النساء اللاتي لم يفكرن في الهرب، وفضلن المواجهة في بلادهن. للوهلة، وأنت تدققين في الملامح لا تتصورين إلا أنه جزء من مسلسل قادم في حلقات، عالي التقنية، بإخراج غاية في الإتقان، لمخرج محترف اشتغل عليه ليصبح فيديو يقطع القلب على كل كسيرة من بنات الخليج ذوات الوجوه الهوليوودية. نساء متعلمات بمؤهلات عليا، قمة في الأناقة، ميسورات الحال، يقلن إنهن تنازلن عن الثروة والماديات، يتعاملن مع مكاتب محاماة ومحامين يتقاضون أجوراً مرتفعة جداً، يسكن إما في فنادق راقية أو مع أصدقاء متعاطفين معهن! بينما أنت تسألين.. هؤلاء النساء ممثلات أم متورطات؟ وفي طريقها إلى مكتب خدمات الهجرة والمواطنة لمتابعة طلب اللجوء، تذكر إحداهن أن سبباً رئيساً آخر أجبرهن على مغادرة بلادهن هو السلطة الأبوية والنزعة الذكورية! ما دفعهن إلى الهجرة، بل وإعلان الردة عبر الرسائل. ولأن أفلام الفنتازيا لا تخلو من لمسة رومانسية فهن كن يعشن في عصر الجاهلية «باك وارد» إن جاز وصف الصورة التي يصورن بها ما مررن به و..و... لا علينا، سؤال واحد مضحك وفر عليك الاستماع إلى هذه «الرمسة المخبقة»: هؤلاء النساء من يصرف عليهن؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©