الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فلسطين 2011.. الباب لا يزال موصداً

فلسطين 2011.. الباب لا يزال موصداً
1 يناير 2012
رفرف علم فلسطين بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» في باريس، لكن باب عضويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لا يزال موصداً، فالولايات المتحدة التي وعدتها بمفتاح حل الدولتين أبقت «القفل» في يد إسرائيل التي استغلت انشغال العالم بثورات 2011 لتوسع حدود دولتها الاستيطانية على حساب قضم «دولة الغيب» التي تنتقل من عام إلى عام أكثر ضعفا وابتعادا عن سلام غد ليس لناظره قريب. بدأ العام بقرار إسرائيلي في 18 يناير لبناء 122 مسكنا في الأحياء الاستيطانية بالقدس الشرقية، تبعه فضيحة فلسطينية في 24 يناير بعد كشف وثائق سرية عن المفاوضات تظهر تنازلات قدمتها السلطة الى اسرائيل. في وقت لجأت الولايات المتحدة الى استخدام حق النقض «الفيتو» في 19 فبراير لإحباط مشروع قرار إدانة الاستيطان بعد إعلان اسرائيل عن بناء المزيد من المساكن للمستوطنين في القدس. وتبنت «كتائب الأقصى» التابعة لحركة «فتح» في 12 مارس المسؤولية عن هجوم مسلح استهدف مستوطنة قرب نابلس في الضفة الغربية مما أسفر مقتل 5 مستوطنين، وهو الأمر الذي استغلت حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تداعياته للإعلان في اليوم الثاني عن موافقتها على بناء مئات الوحدات الاستيطانية في الضفة. وخرج عشرات آلاف الفلسطينيين بتظاهرات في غزة ورام الله في 15 مارس للمطالبة بإنهاء الانقسام وسط دعوة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقاء في غزة لتحقيق المصالحة، الأمر الذي ووجه بتصعيد اسرائيلي تمثل بغارات جوية مكثفة على قطاع غزة في 16 و22 و23 مارس أسفرت عن سقوط 15 شهيدا بينهم 5 أطفال واستدعى ردا من الفصائل الفلسطينية عبر اطلاق صواريخ على بئر السبع واشدود. وشهد أبريل المزيد من التصعيد من جانب حكومة نتنياهو تمثل بإقرار بناء 942 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية وإعطاء الضوء الأخضر لتوسيع اربع مستوطنات في الضفة إضافة الى تكثيف القصف البري والبحري والغارات الجوية على قطاع غزة حيث سقط 17 شهيدا. في وقت أعلنت الإدارة الاميركية في 20 أبريل رفضها خطط الفلسطينيين السعي اى اعتراف بالدولة المستقلة في الامم المتحدة قبل التوصل إلى اتفاق سلام مع اسرائيل. وخدم التصعيد الإسرائيلي كلا من «فتح» و»حماس» في إعادة الحوار المقطوع بينهما حيث وقعا في 3 مايو مع الفصائل الفلسطينية اتفاق المصالحة في القاهرة تمهيدا لتشكيل حكومة انتقالية تعد لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة خلال عام. واكد عباس طي الفلسطينيين صفحة الانقسام السوداء الى الأبد وخير نتنياهو بين الاستيطان والسلام، كما أعلنت «حماس» استعدادها لدفع أي ثمن من اجل المصالحة وقبولها بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس. لكن نتنياهو رد باعتبار الاتفاق «ضربة قاسية للسلام» وسعى الى تخريب المصالحة عبر دعوة عباس الى إلغاء الاتفاق مع حماس واختيار السلام مع اسرائيل. كما عمد الى إقرار مخطط لبناء 386 وحدة استيطانية في القدس. وشهد 15 مايو مواجهات دامية مع اسرائيل على 3 جبهات في الذكرى الـ63 لنكبة فلسطين حيث سقط 4 قتلى و170 جريحا برصاص قوات الاحتلال بعد عبور متظاهرين حقل الألغام في هضبة الجولان المحتلة، وسقط 10 قتلى و 100 جريح برصاص قوات الاحتلال على الحدود اللبنانية مع اسرائيل، وسقط 3 قتلى وأصيب 282 بنيران قوات الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية. وتراجع اوباما عن الالتزام بالقرارات الدولية المتعلقة بعملية السلام ليعلن في 22 مايو «ان اسرائيل وفلسطين يرجح ان يتفاوضا بشأن حدود تختلف عن حدود 1967 مع مبادلات للأراضي يتفق عليها للأخذ في الاعتبار الواقع السكاني الجديد (المستوطنات) وتضمن حق الفلسطينيين في حكم انفسهم في دولة ذات سيادة متواصلة جغرافيا. بينما اقر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك مشاريع بناء في مستوطنتين بالضفة الغربية، وتعهد نتنياهو بعدم العودة إلى حدود 1967. وعلى الوتيرة نفسها، أقرت الحكومة الاسرائيلية في 19 يونيو توسيع 2000 مسكن للمستوطنين في القدس الشرقية، واقترح نتنياهو شرطين تعجيزيين للقبول بحدود 67، هما الاعتراف بـ»يهودية اسرائيل» وحل قضية اللاجئين خارج الحدود. بينما أعلنت السلطة الفلسطينية انطلاق القطار الفلسطيني الى الجمعية العامة للامم المتحدة لطلب الاعتراف بالدولة المستقلة. وأقرت اسرائيل في 4 و15 أغسطس بناء 2500 وحدة استيطانية في القدس الشرقية. وشهدت ضربة موجعة في 18 أغسطس حيث قتل 7 اسرائيليين و7 مسلحين بثلاث هجمات بالقرب من منتجع إيلات، وعمدت الى تصعيد ردها بغارات على قطاع غزة أسفرت عن سقوط 15 شهيدا بينهم طفلان، كما قتل في اليوم الثاني خمسة مصريين بينهم ثلاثة من حرس الحدود عندما أطلقت طائرة اسرائيلية صاروخا بالقرب من الحدود المصرية، كما سقط 11 شهيدا بغارات اسرائيلية على غزة في 25 أغسطس. وفي 2 سبتمبر، طردت تركيا السفير الاسرائيلي ومسؤولين اسرائيليين كبارا وعلقت الاتفاقات العسكرية بين البلدين بعد يوم من ظهور تقرير للأمم المتحدة برأ اسرائيل من استخدام القوة في غارة على سفينة «مافي مرمرة» المتجهة الى غزة في 2010 مما أسفر عن مقتل تسعة أتراك. في وقت تصدى الرئيس الاميركي للطموحات الفلسطينية بالدولة المستقلة معلنا في 21 سبتمبر امام منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة معارضة ما وصفه بـ»سلوك الفلسطينيين طريقا مختصرة لحل النزاع مع اسرائيل»، ومعتبرا «ان المحادثات فقط تقود لإقامة دولة فلسطينية وليس القرارات». لكن السلطة الفلسطينية تمسكت بالمضي في طلب العضوية بالأمم المتحدة، وأكد عباس الذي لا يزال ينتظر استكمال الاجراءات داخل المنظمة الدولية للرد على الطلب الذي توعدته أميركا مسبقا بـ»الفيتو» «ألا عودة للمفاوضات إلا بالشرعية الدولية ووقف الاستيطان بشكل كامل». بينما رفضت اسرائيل ما وصفته بالشروط الفلسطينية لاستئناف المفاوضات وقرت في الوقت نفسه بناء 1100 وحدة استيطانية في القدس الشرقية وسط دعم أميركي لقرارها عدم وقف الاستيطان. وتتم في 18 أكتوبر وبشكل مفاجئ المرحلة الاولى من صفقة الاسرى بين «حماس» واسرائيل بالإفراج عن 477 فلسطينيا مقابل الجندي الأسير جلعاد شاليط، وسط وعد عباس بالإفراج عن دفعة جديدة قريبا وتوعد نتنياهو المحررين بالقتل إذا عادوا الى العمل المسلح. وشنت الطائرات الإسرائيلية في 29 و30 اكتوبر غارات على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 12 فلسطينيا. وفي 31 أكتوبر، فازت فلسطين بعضوية كاملة في منظمة اليونسكو بموافقة 107 دولة من بين 173 ورفض 14 وامتناع 52 عن التصويت..ووصفت «السلطة» القرار الذي حضرت تنفيذه برفع العلم في مقر المنظمة في باريس 13 ديسمبر بانه تاريخي يشكل بداية اعتراف الأمم المتحدة بالدولة المستقلة. بينما حذرت اسرائيل الدول المؤيدة واعتبرت القرار اضرارا بفرص محادثات السلام. وطرحت اسرائيل في 15 نوفمبر عطاءات لبناء نحو 800 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية. بينما اعلن عباس وابرز قياديي «حماس» خالد مشعل في 24 نوفمبر عن اتفاق شامل لبدء شراكة فلسطينية جديدة لتفعيل المصالحة وتم تحديد موعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 4 مايو المقبل. بينما ردت اسرائيل بخطة جديدة لبناء 119 وحدة استيطانية شمال الضفة الغربية. وودعت عملية السلام 2011 بدعوة وجهها وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الى إسرائيل في 3 ديسمبر للعودة إلى «المائدة الملعونة» لمحادثات سلام وتسوية صراعها التاريخي مع الفلسطينيين، واتخاذ خطوات دبلوماسية لمعالجة عزلتها المتزايدة في الشرق الاوسط. بينما دخلت فلسطين قضية مركزية في حملات المرشحين لانتخابات الرئاسة الاميركية بإعلان أحدهم هو نيوت جينجريتش المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الجمهوريين «ان الفلسطينيين مجموعة إرهابيين وشعب تم اختراعه»..ولا نزال ننتظر السلام!.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©