رانيا حسن (دبي)
يستهل الكاتب د. علي القحيص روايته (مضارب التيه)، عن دار «مدارك للنشر»، بوصف دقيق لبيئة البادية الصحراوية، واصفاً قسوة الطقس فيها، والذي انعكس بدوره على سكان هذه المنطقة، حيث نجد شخصية الأب، باعتباره أبرز شخصيات العمل، يتمتع بقوة الشخصية، والتأثير على الآخرين، كما يتصف برجاحة العقل، إلا أنه قاسي القلب مع ابنه «عذاب»، الذي فقد أمه لحظة مولده، أما زوجته الثانية فهي الأفعى كما يجسدها «عذاب» في رسوماته دائماً، بسبب ما تقوم به من تعنيف وقهر وظلم له.
مشاهد عديدة يصورها الكاتب تزيد من معاناة «عذاب» حتى تتحول حياته تحولاً كاملاً من خلال موهبته في الرسم التي يكتشفها معلمه، غير أن هذا التحول الذي حمله إلى النجاح والمناصب فيما بعد لم يجعله ناقماً على ماضيه ومن فيه، بل ظل يحمل لوالده وإخوته محبة وعطاء لا حدود له، من دون أن يفسد قلبه الحقد.
يقول د. علي القحيص:
«تعمدت إغفال الزمن في الرواية، وتركت ذلك الأمر للقارئ، ولكن الرسالة غير المباشرة هي ضرورة مراجعة المجتمع نفسه مع اليتيم الذي فقد الحب والحنان، وكأنها صرخة يحملها اليتيم تجاه المجتمع وقسوته». يذكر أن المؤلف د. علي القحيص من مواليد 1960 بالسعودية، حصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية في مجال عمله الصحفي، وتعد روايته «مضارب التيه» هي العمل الروائي الثاني بعد روايته «الكليجا».
عدد اليوم
