الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

طريق «التتويج الملكي» يبدأ من «دورتموند»!

طريق «التتويج الملكي» يبدأ من «دورتموند»!
26 سبتمبر 2017 02:18
عمرو عبيد (القاهرة) لا تؤثر العثرات المحلية كثيراً على مسيرة ريال مدريد الأسطورية في الكرة الأوروبية والعالمية، ففريق القلعة البيضاء يظهر نهماً شديداً لحصد هذه الألقاب، مهما كان وضعه في الليجا أو الكؤوس المحلية الإسبانية، صحيح أنها بطولات مهمة إلا أن المجد الأوروبي لا يضاهيه أي نجاح آخر مهما كان، واعتاد الفريق الملكي مداواة جراحه المحلية بحصد الكؤوس العالمية التي يبدو أنها بمثابة الإكسير المذهل الذي يدفع الفريق نحو التعافي السريع واستعادة عنفوانه، ليستمر في تحطيم كل الأرقام القياسية متربعاً على عرش الكرة الأوروبية والعالمية بفارق كبير عن أقرب منافسيه، مما يجعل حلم اللحاق به أو مجاراته هو ضرب من المستحيل ! ويتأكد ذلك خلال السنوات القليلة الماضية، إذ حصد البلانكوس 8 بطولات عالمية خلال 4 سنوات فقط، مقسمة إلى 3 ألقاب في دوري الأبطال ومثلها في السوبر القاري ولقبين في كأس العالم للأندية، وهو الأقرب للفوز بمونديال الأندية في ديسمبر المقبل بالإمارات، وخلال الفترة نفسها لم ينتزع محلياً إلا بطولة واحدة لليجا وأخرى لكأس الملك ومثلها للسوبر الإسباني، وكأن الريال فقد اهتمامه بالبطولات المحلية تاركاً إياها لمنافسيه، في حين تفرغ هو لحصد كنوز الألقاب العالمية بطريقة مثيرة وشرسة وبطموح تخطى كل الحدود. ورغم البداية المتعثرة للفريق في الدوري الإسباني، فإنه يعد المرشح الأول والأقوى لاقتناص لقب أوروبي ثالث على التوالي، سيكون أسطورياً في حال تحقيقه، ويظهر بروسيا دورتموند كعقبة معتادة في طريقه، لكنها ليست سهلة على الإطلاق، فالفريق الألماني العنيد اعتاد في المواسم الأخيرة على أن يظهر كند حقيقي ومجهد للبطل الأوروبي، وخير دليل على ذلك هو أن الأسود والأصفر استعصى كثيراً على الميرنجي في ملعبه، سيجنال إيدونا بارك، حيث التقى الفريقان 6 مرات هناك لم ينجح خلالها الريال في تحقيق أي انتصار بعد أن خسر ثلاث مرات وتعادل في مثلها ولا تزال الهزيمة القاسية بالأربعة في نصف نهائي نسخة 2012/‏‏‏‏ 2013 عالقة في الأذهان، بعدما أقصت تلك الخسارة الفريق الملكي من البطولة آنذاك. كما تكشف الأرقام الإجمالية لمواجهات الفريقين عن ندية كبيرة للغاية، إذ تقابلا 12 مرة من قبل كانت الغلبة للريال في 4 مباريات مقابل فوز دورتموند في 3 بينما انتهت خمس منها بالتعادل، واهتزت الشباك البيضاء 16 مرة مقابل 18 هدفاً في مرمى الألمان، ليثبت أسود الفستيفاليا أنه خصم عنيد للريال عبر التاريخ لا يستهان به أبداً. ومع ذلك، يشعر عشاق الميرنجي بالتفاؤل عندما تلقى القرعة بالمارد الأصفر في طريق صاحب الأرقام القياسية الأوروبية، حيث تُوِّجَ الملكي بثلاثة ألقاب في آخر 20 عاماً شكلت نصف حصاده القاري في تلك الفترة بعدما نجح في تجاوز عقبة دورتموند، وهو ما حدث في الموسم الماضي رغم أن الريال لم يتغلب عليه بعدما تعادلا في مواجهتي دوري المجموعات بنتيجة واحدة ذهاباً وإياباً، وهى 2/‏‏‏‏2، وقبلها نجح ريال مدريد في تخطي منافسه الألماني خلال مواجهتي ربع نهائي 2013/‏‏‏‏2014 بعد الفوز عليه ذهاباً بثلاثة أهداف، أنقذته من الهزيمة في الإياب بهدفين دون رد، ليواصل طريقه نحو اللقب في النهاية، وباستثناء تألق دورتموند في موسم 2012/‏‏‏‏2013 وعدم نجاح الريال في نسخة 2002/‏‏‏‏2003، كان فوز الملكي بلقب 1997/‏‏‏‏1998 على حساب يوفنتوس بعدما مر من عقبة دورتموند في نصف النهائي، بالفوز ذهاباً بنتيجة 2/‏‏‏‏0 قبل التعادل إياباً من دون أهداف. رغم فوز بروسيا دورتموند على ريال مدريد 2/‏‏‏‏ 1 في سيجنال إيدونا بارك، خلال المواجهة الأولى من مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا في نسخة 2012/‏‏‏‏ 2013، لم يتخيل أحد على الإطلاق هذا السيناريو الخارق والجنوني الذي حدث في نفس الملعب بعد 6 أشهر فقط، وتحديداً في أبريل 2013، حيث تقابل الغريمان للمرة الثالثة في ذلك الموسم الأوروبي في مباراة ذهاب نصف نهائي هذه النسخة، ومع انتهاء الشوط الأول بالتعادل بهدف لكل فريق كانت كل الأمور تسير بشكل طبيعي ومنطقي للغاية، حتى انفجر ماكينة الأهداف البولندية، روبرت ليفاندوفسكي ليسجل ثلاثة أهداف متتالية خلال 17 دقيقة من عمر الشوط الثاني، بعد هدفه الأول المبكر في الدقيقة الثامنة من بداية المباراة، و حصد ليفاندوفسكي سوبر هاتريك تاريخي في شباك الميرنجي ألقى به خارج البطولة؛ لأن فوز كتيبة البرتغالي جوزيه مورينيو في الإياب بهدفين نظيفين لم يكفِ لتجاوز عقبة الأسود والأصفر تحت قيادة الألماني يورجن كلوب! ويبدو أن تلك الرباعية التاريخية كانت بمثابة صفعة قوية دفعت الفريق الملكي إلى الاستفاقة والنهوض من كبوته الأوروبية التي طالت كثيراً، ففي الموسم التالي كان التتويج العاشر للريال بلقب دوري الأبطال بعد غياب دام لمدة 12 عاماً، وخلال مسيرته الظافرة في نسخة 2013/‏‏‏‏ 2014 عبر البلانكوس من بوابة دورتموند هذه المرة بعد تخطيه في ربع النهائي، ثم زاد الريال من أرقامه القياسية بتحقيق البطولة الحادية عشرة في موسم 2015/‏‏‏‏ 2016 وأتبعها بلقب ثانٍ على التوالي في النسخة الماضية، تحت قيادة الداهية الفرنسي زين الدين زيدان، ليتوج الميرنجي بثلاثة ألقاب خلال 4 مواسم، تلت هزيمته القاسية على يد الفريق الألماني العنيد، فهل يستمر انتقام المارد الأبيض في هذه النسخة الجديدة؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©