الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ولاية أوباسانجو الثالثة مثار جدل في نيجيريا

17 ابريل 2006

قبل أقل من أسبوعين قال الرئيس النيجيري أوليسيجون أوباسانجو، إنه لا يزال متردداً إزاء السعي للحصول على دورة رئاسية ثالثة· وإن فعل وتمت المصادقة على قرار كهذا من قبل المشرعين والناخبين على حد سواء، فإنها ستعطي فرصة كبيرة لترسيخ الإصلاحات التي بدأها خلال السبع سنوات الماضية من رئاسته· وفي تعليقاته المعلنة حول ما أصبح اليوم مادة خصبة للحوار السياسي الساخن في نيجيريا، أكد 'أوباسانجو' في حوار أجري معه مؤخراً، التزامه بالعملية الديمقراطية الجارية في بلاده· ولذلك فإنه سيرجئ قرار ترشيح نفسه لدورة رئاسية جديدة، عقب مصادقة الجمعية الوطنية على مشروع قرار بإجراء تعديل دستوري، يسمح للرئيس بالترشح لدورة رئاسية تمتد لأربع سنوات أخرى·
وكان 'أوباسانجو' الذي ترشح للمنصب الرئاسي في عام ،1999 قد أمضى القسط الأعظم من فترة رئاسته الممتدة منذ ذلك التاريخ، في خفض الديون ومحاربة الفساد وإصلاح الاقتصاد النيجيري غير المتوازن على رغم ضخامته· وقال إن معظم المبادرات والمشروعات التي بدأها لم تكتمل بعد، مع العلم بأن فترة رئاسته الثانية، موشكة على الانتهاء في العام المقبل ·2007 وأكد 'أوباسانجو' أن من الأهمية بمكان ترسيخ المبادرات التي دشنت خلال الفترة الماضية، سواء على مستوى التشريع أم المؤسسات· وقد نقل عنه هذا التصريح من مزرعته الواقعة خارج مدينة لاجوس، العاصمة التجارية لنيجيريا·
يجدر بالذكر هنا أن موضوع ترشيح 'أوباسانجو' لدورة رئاسية ثالثة، قد سيطر على الساحة السياسية في نيجيريا، أكثر الدول الإفريقية كثافة سكانية، وأقواها نفوذاً في منطقة غربي إفريقيا الحافلة بالاضطرابات والنزاعات· ذلك أن نيجيريا تعد من كبريات الدول المنتجة والمصدرة للنفط العالمي، فضلاً عن كونها خامس دولة مصدرة للنفط إلى الولايات المتحدة الأميركية· ويقول المعارضون للفكرة إن في تعديل الدستور خصيصاً، بغية السماح للرئيس 'أوباسانجو' بالترشح لدورة رئاسية إضافية، ما يقوض التجربة الديمقراطية النيجيرية المهزوزة والضعيفة أصلاً، بل وربما يؤدي إلى المزيد من تمزيق النسيج الوطني والاجتماعي لدولة تتنازعها الانقسامات والخلافات الدينية والعرقية سلفاً· كما يزعم المنتقدون أيضاً أن القوى المؤيدة لـ'أوباسانجو' مرتبطة بممارسات الفساد السياسي وشراء الذمم والأصوات، مشيرين في ذلك إلى تقديمها آلاف الدولارات الأميركية للمشرعين والقانونيين -بدلاً من العملة المحلية المتذبذبة السعر في أسواق المال- وذلك حرصاً منها على كسب تأييد هؤلاء المشرعين والقانونيين ووقوفهم إلى صفها· وكما يقول السيناتور 'يوشي شوكوميرجي'، عضو حزب 'الشعب الديمقراطي'، الذي يتزعمه الرئيس 'أوباسانجو'، في حديث له من مكتبه الخاص في العاصمة أبوجا: إن الديمقراطية نفسها أضحت في خطر· وحين لا يجد الناس الوسائل القانونية والشرعية التي يعبرون بها عن آرائهم، فإنهم لاشك واجدون وسائل أخرى للتعبير· يذكر أن 'شوكوميرجي' وغيره من المعارضين لفكرة الدورة الرئاسية الثالثة لـ'أوباسانجو'، عمدوا مؤخراً إلى تكوين 'حركة '2007 وهي عبارة عن ائتلاف حزبي تعددي· ومن جانبه استهجن الرئيس 'أوباسانجو' الاتهامات التي تروج حول ارتباطه بالفساد والرشاوى، قائلاً إن كل الذين يعرفونني جيداً، يدركون أني لا أدفع فلساً واحداً من خزينة الدولة لشراء ضمير أحد·
وفي استطلاع عام للرأي المحلي، شمل بعض النيجيريين الذين التقيناهم في الأسواق والأماكن العامة، لمسنا حماساً شعبياً فاتراً لفكرة الدورة الرئاسية الثالثة، قائلين إن أوضاع حقوق الإنسان، وكذلك الاقتصاد الوطني للبلاد، لم يشهدا تقدماً يذكر في ظل رئاسته خلال الفترة الماضية· لكن وعلى نقيض ذلك تماماً، فإن من رأي 'فيستوس أوديميجو'، المدير التنفيذي لكبرى الشركات المساهمة في قطاع الصرافة النيجرية، أن عهد 'أوباسانجو' يعد حلماً لأي رجل أعمال جاد طموح ومتطلع· والسبب أن سياساته تعود بالنفع على البلاد عامة، إلى جانب كونها مفيدة جداً لحملة الأسهم وللعملاء على حد سواء· ومن العدل والحكمة أن يعطى فرصة رئاسية ثالثة لإكمال ما بدأه· جاء ذلك التصريح عبر مكالمة هاتفية صحفية أجريت معه في مكتبه بمدينة بنين· إلى ذلك قال السيناتور 'كولا إف· أوجانويل' عضو الحزب السياسي للرئيس: لقد حققت نيجيريا إنجازات كبيرة ملموسة في عهد 'أوباسانجو'، ليس أقلها خفض نسبة كبيرة ومقدرة من الديون العالمية المتراكمة عليها، فضلاً عن اتخاذها خطوة كبيرة باتجاه نيل العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولي· يضاف إلى ذلك كله، علاقات 'أوباسانجو' القوية والراسخة بكافة القادة والزعماء الغربيين، بمن فيهم الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي التقاه الأسبوع الماضي· وقال إن 'أوباسانجو' أصبح رمزاً نيجيرياً ثابتاً في أذهان القادة الغربيين·
لكن على أية حال، فقد حذر 'جون دي· نيجروبونتي' مدير الاستخبارات القومية الأميركية، من مغبة إجراء أي تعديل على الدستور النيجيري، بغية تمديد الفترة الرئاسية لـ'أوباسانجو'· ومن رأيه أن أي خطوة كهذه، من شأنها أن تسفر عن حدوث اضطرابات وقلاقل سياسية عرقية دينية لا حد لها· ذلك هو ما نقلته عنه وكالة 'أسوشيتد برس' أثناء حديث له في جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ الأميركي مؤخراً· هذا ومن المتوقع إجراء اقتراع قريباً -خلال الأشهر القليلة المقبلة- حول ما إذا كان سيتم تعديل الدستور أم لا لذلك الغرض، مع العلم بأن المصادقة على التعديل، تتطلب موافقة ثلثي أعضاء الجمعية الوطنية العامة· وبعد ذلك، يخضع القرار لاقتراع مماثل في الجمعيات الولائية الوطنية كذلك·
ويقول الرئيس 'أوباسانجو' -وهو رئيس مسيحي لدولة تتمزقها النزاعات الدينية بين المسيحيين والمسلمين- إن الرب وحده سيقرر ما إذا كان سيجري تمديد فترته الرئاسية أم لا· وستكشف الأشهر القليلة المقبلة عن مشيئة الرب وإرادته·
كريج تيمبيرج
مراسل صحيفة واشنطن بوست في 'أوتا' نيجيريا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة 'لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست'
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©