الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية والمخرَج الصيني

10 يونيو 2011 21:36
في أعقاب الزيارة التي قام بها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل إلى الصين الشهر الماضي، نظمت شركات صينية سلسلة من المراسم في الجارة الجنوبية، بمناسبة إعطاء انطلاقة عدة مشاريع تهدف إلى تنشيط الاقتصاد الكوري الشمالي المحتضر. ويأتي ذلك بعد أن قام النظام الكوري الشمالي بتأجير أجزاء من أراضيه للصينيين، في خطوة تعكس يأسه في الغالب. وتشمل هذه الأراضي جزراً على نهر يالو، بالقرب من المعبر الذي اشتهر في 1950، عندما تدخلت الصين باسم جارها الشيوعي في الحرب الكورية، وموانئ في الجزء الشمالي من البلاد ستمنح الصين إمكانية الوصول إلى بحر اليابان عبر كوريا الشمالية للمرة الأولى. وقد حضر نائب رئيس الوزراء الصيني وانج كيشان، وجانج سونج تاك صهر كيم، أحد هذه المراسم يوم الأربعاء الماضي، بمناسبة إعطاء انطلاقة إنشاء منطقة صناعية على هوانجومبيونج، وهي جزيرة تقع على نهر يالو، يفترض أن تستفيد من الرأسمال الصيني والعمالة الكورية الشمالية الرخيصة. ويقول رجال أعمال يشتغلون في كوريا الشمالية إن مراسم مماثلة كان يفترض أن تتم يوم الخميس الماضي في راجن، وهو ميناء حيث تقوم شركات صينية ببناء منطقة صناعية أخرى، إضافة إلى طريق جديد يؤدي إلى الميناء. وكانت وزارة التجارة الصينية قد أصدرت بياناً صحفياً موجزاً يوم الخميس الماضي يشير إلى أن المسؤولين الصينيين والكوريين الشماليين قد توصلوا إلى اتفاق خلال ثلاثة أيام من الاجتماعات هذا الأسبوع على أن تكون مناطق التطوير الصناعي "موجَّهة من قبل الحكومة، وتقوم على روح المقاولة، وتميل إلى اقتصاد السوق". وقد قامت بيونج يانج بالدعاية لهذه المشاريع، لكن وسائل الإعلام الصينية الرسمية لم ترسل مراسلين لتغطية هذه المراسم مكتفية بنقل أخبار موجزة بناء على بينات صحفية بالأساس. وربما يعكس غياب الدعاية لهذه المشاريع في الصين تردد بكين بشأن التعامل مع جار لا يمكن التعويل عليه ورغبة في تجنب الانتقادات الدولية بسبب دعم بلد يمتلك سلاحاً نووياً وسجلاً سيئاً بخصوص حقوق الإنسان. وفي هذا السياق، يقول جونج هيانج جون، الباحث بالمعهد الكوري للسياسة الاقتصادية الدولية في سيؤول: "إن كوريا الشمالية توجد تحت عقوبات مفروضة من قبل بلدان، مثل الولايات المتحدة، لذلك فإنهم يبحثون عن مخرج ما"، مضيفاً: "الصين هي المكان الوحيد الذي يمكن أن يلجؤوا إليه طلباً للمساعدة". وبالنسبة للنظام الكوري الشمالي، تبدو الاتفاقات مع الصين مثل حل ترقيعي ومؤقت للكم الهائل من المشاكل الدبلوماسية والاقتصادية التي تواجهها، لاسيما أن كيم جونج إيل كان قد حدد عام 2012، حيث تحل الذكرى المئوية لولادة والده، كيم إيل سونج، تاريخاً لكوريا الشمالية لتصبح "دولة قوية تتمتع بالرخاء"، وهو أحدث شعارات البروباجندا الحكومية. ومن جانبه، يقول جون بارك، وهو متخصص في العلاقات الصينية الكورية الشمالية بالمعهد الأميركي للسلام في واشنطن: "في البروباجندا الكورية الشمالية، سيتم تقديم هذا الأمر باعتباره إنجازاً من قبل كيم جونج إيل إذ سيقولون إن هذه هي البذور التي تتحول إلى إصلاح اقتصادي". ويشير بارك إلى أن الشركات الصينية سبق لها أن استثمرت في كوريا الشمالية، لكن بدون نجاح يذكر، إذ يقول: "هناك عدد كبير من الشركات الصينية التي حاولت دخول السوق الكورية الشمالية، لكنها تعرضت للسلب، ثم إن المال الذي جنته كان قليلاً". وتحتاج كوريا الشمالية للتعويض عما كاد يكون انهياراً لعدة مشاريع مشتركة مع كوريا الجنوبية منذ العام الماضي، عندما أدى إغراق سفينة كورية جنوبية ووابل من قذائف المدفعية على إحدى الجزر التابعة لسيؤول إلى وقف التعاون بين الكوريتين. غير أن الحزمة الحالية لا تخلو من فوائد بالنسبة للصين أيضاً. وفي هذا الإطار، يقول رجل أعمال كان في راجن هذا الأسبوع في وقت كانت تجري في الاستعدادات لإعطاء إشارة انطلاق أحد المشاريع على قدم وساق: "إن الشحن عبر الميناء الكوري الشمالي أسرع وأرخص من استعمال السكك الحديدية"، مضيفاً أن "الجميع في راجن متحمس لما يقوم به الصينيون. إنهم يعتقدون بأن ذلك سيجلب الوظائف". باربرا دميك - بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©