إعداد - عدنان عضيمة:
في تقرير مهم نشر قبل أيام، يطرح خبير في الأجهزة الإلكترونية التساؤل التالي: من منّا يستطيع أن يحدد بدقة الفوائد والأضرار التي ينطوي عليها استخدام مئات الأجهزة الإلكترونية التي تقذف بها المصانع والمختبرات في صلب حياتنا؟· فما هي الأضرار الحقيقية التي تترتب على استخدام الكمبيوتر والموبايل والتلفزيون والعشرات من الأجهزة والأدوات الأخرى؟·
ويقول التقرير أن الخبراء والمهندسين دأبوا على ارتكاب الأخطاء الفادحة في حق مستخدمي ابتكاراتهم عندما تعمدوا عدم الإفصاح عن الأضرار المترتبة على استخدامها· والأمثلة والقرائن الدالّة على هذا أكثر من أن تعّد أو تحصى· وربما كانت شاشات التلفزيون والكمبيوتر التقليدية من أكثر هذه الأجهزة خطورة بالرغم من أن شركات تصنيعها لم تكن تجد لها بديلاً على الإطلاق، وهي التي باعت منها عشرات المليارات خلال نصف القرن الماضي·
وفي الشاشات التقليدية التي تستظهر الصور بالمسح الإلكتروني بواسطة ما يعرف باسم 'أنبوب أشعة الكاثود' يتم تصويب شعاع من الإلكترونات باتجاه الشاشة ليقوم بمسحها بسرعة كبيرة حتى يظهر فيها حالة إضاءة كل نقطة بصرية من السطح المطلي بمادة الفلورسنت التي تتوهج وتضيء عند اصطدام الإلكترونات بها مما يؤدي إلى ظهور الصورة حتى لو كانت متحركة· وبالنظر للمسافة الكبيرة نسبياً التي ينبغي أن تقطعها الإلكترونات حتى تصطدم بالشاشة وهي تحمل الطاقة الكافية لقدح مادة الفلورسنت، فلقد تحتم أن تكون شاشات التلفزيون والكمبيوتر التقليدية سميكة وثقيلة·
وتكمن خطورة الشاشات التقليدية في حزم الإلكترونات التي تتحرر من الشاشة وتنتقل إلى المشاهدين الجالسين أمامها دون أن يستشعروها، وخاصة منهم أولئك الذين يشاهدون البرامج التلفزيونية عن قرب شديد· وكثيراً ما تنطلق هذه الإلكترونات في أجسادهم وتستقر هناك على شكل شحنات كهربائية ساكنة يمكنها أن تسبب أضراراً صحية فادحة على الدماغ· ويشتكي خبراء الصحة العامة من أن الشركات المعنية ومختبرات البحوث الطبية لم تفِ هذه الظاهرة الصحية حقها من البحث حتى تقف على مدى فداحة هذه الأضرار بالرغم من أن الشاشات التقليدية هذه بدأت تختفي لتفسح المجال أمام الشاشات المسطحة التي تعمل بمبدأ مختلف تماماً يعرف باسم 'الاستظهار بالبلورات السائلة' LCD.
ويبدو بوضوح أن الشاشات المسطحة جاءت في الوقت المناسب لتخلص البشر من الأضرار الكبيرة للإلكترونات لأنها تستخدم شريحة رقيقة من البلورات السائلة التي تتغير خصائصها بتغير فرق الكمون (الجهد) الكهربائي المؤثر عليها· وهذا يعني أن هذه الطريقة الجديدة لا تؤدي إلى تحرر الإلكترونات من سطح الشاشة على الإطلاق ولا تسبب الأضرار للبشر· وكتب للعديد من الشركات التي عمدت إلى استغلال هذه الفكرة أن تستأثر بالكثير من العوائد المالية ث كثمن لحرصها على تجنيب الناس الأخطار الكامنة وراء استخدام الشاشات التقليدية·
ونحن نرى اليوم كيف أن الشاشات المسطحة التي تعمل بتكنولوجيا الاستظهار بالبلورات السائلة أصبحت شائعة الاستخدام في أجهزة الكمبيوتر والتلفزيون· وهي التي سبق استخدامها على نطاق واسع في الشاشات الصغيرة التي تستظهر الأرقام على الساعات الإلكترونية والآلات الحاسبة·
عدد اليوم
