مناطق درامية جديدة تعيد اكتشاف النجوم الرواد والشباب

مرت أدوار عدد كبير من الفنانين والفنانات في دراما رمضان مرور الكرام طوال النصف الأول من الشهر الفضيل ولم تترك أي أثر يذكر، بينما حققت أدوار فريق آخر نجاحاً لافتاً علي الصعيدين النقدي والجماهيري وجاء تجسيدهم لأدوارهم بمثابة إعادة اكتشاف لقدراتهم الفنية والإبداعية. ويأتي في مقدمة هؤلاء سميرة احمد ومحمود ياسين في مسلسل “ماما في القسم” تأليف يوسف معاطي وإخراج رباب حسين، حيث قدما دورين مهمين غلبت الكوميديا والتراجيديا في آن واحد عليهما، ففي الوقت الذي أجادت فيه سميرة تقديم شخصية “فوزية” السيدة الصارمة التي تواجه اي خطأ بالشدة والحزم، وتملك مدرسة خاصة وتدخل صراعات كبيرة مع أولادها الذين يرفعون قضية حجر عليها، قدم محمود ياسين دوراً مهماً لمدرس لغة عربية تخرج على يديه العديد من الطلبة، ويعمل عقب احالته الى المعاش مديراً للمدرسة التي تملكها “فوزية”. وخرجت سميرة أحمد بدورها في المسلسل من نوعية أدوار نمطية ظهرت فيها بصورة السيدة المثالية وكررتها في عدد من مسلسلاتها الأخيرة ومنها “إمراة من زمن الحب” و”أميرة في عابدين” و”احلام في البوابة” و”دعوة فرح”. وواصلت ليلى علوي تألقها من خلال دورها في مسلسل “كابتن عفت” أمام عابد فهد واسامة عباس وتأليف محمد رفعت وإخراج سميح النقاش، حيث برعت في تجسيد شخصية الأرملة التي تعول ولديها وأباها، وبمرور الأحداث تعمل مدربة في احد مراكز الشباب، وجاء اختيار ليلى للنص موفقاً وانقصت وزنها كثيراً من أجله وكانت اكثر توفيقاً في تقديم العمل 15 حلقة فقط لتبتعد عن المط والتطويل. «برة الدنيا» وعاد شريف منير بعد غياب بدور متميز أجاد تجسيده ببراعة يؤكد أنه يملك مخزوناً من موهبة التمثيل وذلك في مسلسل “برة الدنيا” حيث قدم شخصية “بركات” الشاب الذي يعيش حياة هانئة ورومانسية ألى أن تتوفى زوجته فيصاب بصدمة عصبية يدخل على اثرها مستشفى الأمراض العقلية ويعيش مع المجاذيب في الشوارع قبل ان يعود الى طبيعته ليجد نفسه في موقف صعب يتطلب وقوفه بجوار طفلة صغيرة وأمها الأرملة الشابة ضد طليقها وعائلته، ويتحول من شخص سلبي هائم على وجهه إلى شخص ثائر، كما برز في المسلسل ذاته الممثل محمد الشقنقيري الذي قدم شخصية “منسي” صديق “بركات” بمهارة وسيكون محطة مهمة في مشواره الفني بعد ان لفت إليه أنظار الجميع، ورغم أنه شارك من قبل في بطولة عشرات المسلسلات الى جانب مسلسلين يعرضان حالياً هما “أغلى من حياتي” و” اختفاء سعيد مهران”، فإن دوره في “بره الدنيا” هو الأقوى. كما قدم احمد زاهر في “برة الدنيا” دوراً جديداً عليه تفرغ له تماماً ورفض من اجله المشاركة في اعمال اخرى واطال شعره ولحيته كـ “نيولوك” لشخصية رجل الاعمال الشاب الذي يسلك طرقاً غير مشروعة لزيادة ثروته. الأم الانتهازية ورغم حصر كريمة مختار منذ بداية مشوارها في ادوار الأم الطيبة الحنون، فقد غيرت جلدها تماما هذا العام وجسدت شخصية الأم الانتهازية التي لا تتورع عن دفع ابنتها للزواج ممن يملكون المال في مسلسل “زهرة وازواجها الخمسة”. وجاء اختيار اياد نصار لتجسيد شخصية مؤسس جماعة الاخوان المسلمين الامام حسن البنا في مسلسل “الجماعة” موفقاً بصورة كبيرة، خاصة وان اسماء كثيرة رشحت للشخصية ذاتها وواجه اختياره للدور طوال الفترة الماضية انتقادات كثيرة بدعوى أن الشخصية كان يجب إسنادها الى ممثل مصري، ومع عرض الحلقات وضح تقمص اياد للشخصية بكل تفاصيلها ونقل نبضها في كل حالاتها، وظهر اهتمامه وتفرغه لتجسيدها في ردود الفعل التي تمحورت حول الإشادة بادائه بعيداً عن أي انتقادات للعمل، وهو نفسه اعتبر الشخصية في بداية تصوير المسلسل البداية الحقيقية له في مصر رغم أنه شارك بأدوار جيدة في عدد من الاعمال. باروكة صابرين وبعيداً عن الانتقادات التي طالت صابرين من البعض بسبب تمثيلها بالباروكة بدلاً من الحجاب فإنها اجادت كثيراً في تجسيد شخصية المرأة الصعيدية للمرة الاولى في مشوارها في مسلسل “شيخ العرب همام”أمام يحيى الفخراني وإخراج حسني صالح، وساعدتها قماشة الشخصية كثيراً على ابراز قدراتها التمثيلية حيث تنوعت مشاهدها بين التراجيديا والكوميديا والرومانسية، وتألق في نفس المسلسل ايضاً عمرالحريري الذي قدم لأول مرة شخصية الصعيدي “والد همام”، علماً بأنه مات في الحلقة السابعة، الى جانب أنه ترشح لتجسيد الشخصية في اللحظات الاخيرة بدلاً من عبد الله فرغلي الذي صور مشاهد قليلة قبل وفاته. كما قدم محمد وفيق الذي اشتهر بأدواره الجادة دوراً كوميدياً للمرة الاولى في مشواره من خلال مسلسل الست كوم “نص انا ونص انت” امام عبلة كامل واخراج رائد لبيب، وجاء اداؤه موفقاً خاصة وان الأحداث اعتمدت على كوميديا الموقف بين زوجين ينفصلان عقب زواج آخر ابنائهما ونظراً لعدم وجود سيولة معهما يقرران اقتسام الشقة التي يعيشان فيها. ورغم تقديم خالد الصاوي لشخصية الضابط في أكثر من عمل فني فإنه تفوق على نفسه في الشخصية ذاتها في مسلسل “اهل كايرو” أمام رانيا يوسف وتأليف بلال فضل واخراج محمد علي. وتكرر الأمر مع احمد صلاح السعدني الذي قدم شخصية ضابط شرطة يتعاطف مع فتاة ريفية تتهم بجريمة قتل شقيقها في مسلسل “قضية صفية” أمام مي عز الدين وطارق لطفي وتأليف ايمن سلامة واخراج احمد شفيق. وبعيداً عن الحالة المتميزة تأليفاً وتمثيلاً واخراجاً لمسلسل “الحارة” وتفوق جميع العناصر فيه فإن اداء نيللي كريم جاء متميزاً رغم قلة مشاهدها، حيث أجادت تقديم شخصية ابنة الحارة الشعبية الفقيرة التي تتميز بالبساطة ولا تستخدم أي مساحيق أو أدوات تجميل.