أفران المايكرويف فوائد ظاهرية وأضرار خفية

دخلت أفران المايكرويف إلى المطابخ منذ سنة 1965 في أميركا وبعض الدول الغربية ثم انتشرت في باقي دول العالم. ولايكاد يخلو مطبخ بيت في عصرنا الحالي من فرن مايكروويف. وتعتمد هذه الأفران سريعة التسخين على استخدام طاقة عالية من الموجات الكهرومغناطيسية ذات طول موجة بين الموجات اللاسلكية والأشعة تحت الحمراء، وتنقل حرارتها عند اختراقها لنسيج خلوي. وتخترق هذه الموجات جزيئات الطعام فتحدث فيما بينها اهتزازاً، وعندما تتحرك هذه الجزيئات تخلق حرارةً أكبر بسبب التفاعلات البينية بين هذه الجزيئات، فتنتقل هذه الحرارة إلى جميع ذراتها ليصبح الطعام جاهزاً للأكل بعد لحيظات قليلة. شهدت أجهزة أفران المايكرويف تطوراً وتغيراً مع مرور الوقت، على مستوى الشكل وتقنيات صنعها وأحجامها وأغراض استخدامها، إلى أن أصبحت في وقتنا الراهن من ضرورات الأدوات الكهربائية المطبخية. غير أن خواص فرن المايكرويف من حيث تسهيل عمل الطباخات وربات البيوت وكسب الوقت والجهد لا تخلو من شوائب سلبية ومخاطر ينبغي على الجميع معرفتها. سنسلط الضوء في الأسطر التالية على إيجابيات المايكرويف وسلبياته حتى تكتمل في أذهاننا الصورة ونكون على بينة مما نستخدم ونستهلك. ويمكن إيجاز الإيجابيات في الآتي: الطبخ فوراً وبسرعة إذا كنت تشكو من قلة وقتك بسبب ظروف العمل أو تربية الأبناء أو انشغالات أخرى، فإن فرن المايكرويف هو الحل. فكل ما عليك فعله هو ضبط الفرن حسب المدة التي يحتاجها الطعام لينضج ويطبخ ثم الانصراف إلى حال سبيلك لتتمة ما كنت قد بدأته، وسيخبرك المايكرويف بمجرد أن يصبح الطعام جاهزاً للأكل من خلال جهاز إنذاره. الكمية المرغوبة فقط لست مضطراً إلى طبخ كمية كبيرة من الطعام مرة واحدة ثم توزيعها على أكثر من وجبة، وإنما يمكنك طبخ ما تريد أكله بالضبط والاحتفاظ بالباقي طازجاً في الثلاجة لاستخدامه عند الحاجة. دون دخان أو بقع بما أن فرن المايكرويف هو وعاء كهربائي مغلق، فإنك لن تضطر لتحمل البخار والدخان الذي عادة ما يرافق عملية الطبخ على موقد الغاز. ولا داعي للقلق أيضاً بشأن بقع الزيت المتطايرة أثناء الطبخ أو غيرها من المواد التي ترتسم وتلتصق على جدران المطبخ القريبة من الموقد الغازي. فعال وناجع عند الطبخ في موقد الغاز العادي، تضيع الحرارة بشكل كبير وتنتقل إلى الجو فترتفع معها حرارة المطبخ والأماكن المجاورة له. وهذا الأمر لا يحدث عند استخدام فرن المايكرويف بفضل خاصيته التحويلية للحرارة وحصرها داخل وعاء الفرن دون انتشارها إلى الخارج. ويمنحك المايكرويف الفرصة لطبخ الطعام كلما رغبت في الأكل، وبنسبة السخونة التي تريدها بالضبط دون الحاجة إلى انتظار الطعام أن يبرد، أو الاضطرار إلى إعادة تسخينه. كما يساعدك على تفكيك الأطعمة المجمدة بسرعة وإعدادها. وقت أقل ومتعة أطول بفضل سرعته في الطبخ وقدرته على التسخين بشكل فوري، يجعلك المايكرويف تعد الطعام في وقت أقل وتستمتع به أكثر. أما سلبيات فرن المايكرويف، فهي كالآتي: كميات محدودة إذا كان الشخص يرغب في طبخ كميات أكل كثيرة لمناسبة أو أخرى، فإن المايكرويف لا حول له ولا قوة، وحتى إذا رغب في أن يجرب ووضع طعاماً كثيراً داخله للطبخ أو التسخين، فإن محاولته تبوء بالفشل وتجعله ينتظر وقتاً أطول مما لو كان استخدم موقد الغاز العادي. وبالتالي فالمايكرويف هو أنسب لطبخ وتسخين الكميات القليلة والمحدودة من الأكل. تسخين زائد للسوائل يسخن المايكرويف السوائل بشدة، وبعض السوائل تنفجر أوعيتها في حالة بلوغ كثافة وضغط عال، ولذلك ينصح بتسخين حليب الأطفال في الموقد وليس في فرن المايكرويف. بكتيريا وجراثيم يحتفظ الطعام المطبوخ أو المسخن في المايكرويف ببعض البكتيريا والجراثيم بسبب قصر مدة التسخين أو الطبخ التي لا تتيح قتل جميع البكتيريا والجراثيم كما يحدث في الطبخ على الموقد الغازي. وهو ما قد يشكل خطورة على صحة الشخص. السرطنة وتغيير الخواص يؤثر المايكرويف بسبب طريقة عمله القائمة على استخدام الموجات اللاسلكية والأشعة تحت الحمراء على خواص المكونات الغذائية للأكل وتماسكه، كما أنه يمكن أن يسرطن بعض المكونات الغذائية أو يسممها، لا سيما إذا كانت تطهى باستخدام مواد بلاستيكية أو أوعية تقبل عناصرها للتحول والامتزاج بمكونات الطعام. ضياع لذة قرمشة إذا طبخت الكعك في المايكرويف، فإنك لن ترى اللون البني الخفيف الذي يعلو سطح الكعك المحمر، ولن تحلم بقضم قشورها أو حوافها المقرمشة اللذيذة. ويرجع سبب ذلك إلى أن المايكرويف يطبخ الطعام ويسخنه من الداخل. البلورات الجليدية إذا كان الطعام الموضوع في المايكرويف مجمداً، فإن بعض بلوراته الجليدية قد تظل على حالها ولا ينال الطعام من ثم نصيبه من الطبخ، وهو ما يؤثر على مذاقه، إضافةً إلى تأثيره سلباً على الصحة بسبب احتوائه في حالته هذه على البكتيريا التي تتواجد عادةً في الطعام النيئ أو البارد. طبخ غير متكافئ إذا كان طبق الطعام يحتوي على كميات مختلفة الكثافة، فإن احتمالات عدم نضجه أو سخونته بنفس الدرجة تتزايد، ولذلك يفضل أن تكون محتويات الطعام على نفس الدرجة من الكثافة. وإذا وضعت بعض أنواع الفطائر والكعك التي تكون بها حشوات رطبة أو مبللة، فإنها يمكن أن تصير رخوة وتمتد النداوة إليها بالكامل، ولذلك فإن الطبخ التقليدي العادي يظل أنسب للفطائر والكعك والحلويات. وينصح خبراء التغذية والأطباء باستخدام مواقد الغاز أو المواقد الكهربائية العادية وعدم استخدام أفران المايكرويف إلا استثناءً، أو استخدامها بشكل معتدل، وذلك للاستفادة القصوى من القيمة الغذائية للطعام ولتفادي أي نوع من الآفات الصحية، وللتلذذ أيضا بقرمشة الطعام وحوافه شبه المحروقة. عن موقع lifestyle.iloveindia.com