الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أم وابنتها تتحديان القيود الاجتماعية

7 نوفمبر 2016 20:35
تسدد راضية بانو ابنة التاسعة عشرة لكمات متتالية إلى منافستها، لكن هذه الأخيرة هي أمها، وهما يشكلان ثنائياً غريباً ينشط على حلبات الملاكمة في مدينة كراتشي في باكستان المحافظة. وتتواجه الأم وابنتها المحجبتان مرتديتين ملابس رياضية خلال مباراة ترويجية لنادي باك شاهين للملاكمة في ضاحية لياري المضطربة في المدينة الباكستانية الكبرى. وتوضح راضية بانو بعد المباراة أنها بدأت تمارس الملاكمة السنة الماضية بعد دفن أسطورة هذه الرياضة الأميركي محمد علي الذي تصفه بأنه «الشخصية المفضلة» لديها. وتدل باسمة إلى ملصق كتبت عليه عبارة شهيرة للملاكم النجم جاء فيها «حلق كالفراشة والسع كالنحلة». وبدأت المغامرة عندما طلبت الفتاة إذن والدتها حليمة عبدالعزيز للانضمام إلى هذا النادي الجديد وهو الأول المخصص للنساء في باكستان. وقد أظهرت حليمة تردداً في بادئ الأمر نظراً إلى كلفة التسجيل المرتفعة على هذه الأرملة البالغة 35 عاماً والتي تربي بمفردها أولادها الأربعة. كذلك ثمة عائق يتمثل في المجتمع المحافظ الباكستاني غير المتقبل للنساء اللواتي يمارسن مثل هذه النشاطات. وتدرك حليمة جيداً هذا الواقع إذ تقول «أعتقد أن جميع الرجال يستحيلون وحوشاً عندما تخرج امرأة بمفردها من منزلها»، مضيفة «لكني لم أرد تخييب أمل (راضية) لأني أرغب في أن تنجح في حياتها» لافتة إلى أن زوجها كان رجلاً طيباً يشجع ابنته على ممارسة الرياضة. وتشير ابنتها راضية إلى أن «الرجال يعتقدون أنهم أقوياء وفي استطاعتهم ضرب النساء وإرغامهن على ملازمة المنزل»، مردفة بالقول «أعتقد أن الشخص إذا ما كان قوياً عليه حماية الآخرين وليس ضربهم». وقد كان شغفها بالملاكمة، وهي تتدرب عليها في المنزل أيضاً، معدياً إذ إن والدتها انضمت إليها وسجلت هي أيضاً في النادي. في صبيحة كل يوم، تغادر راضية منزلها باكراً متوجهة إلى وظيفتها كعاملة استقبال في مدرسة. بعدها تنتقل إلى الجامعة حيث تتابع دروساً في التجارة. وتقام التدريبات على الملاكمة في المساء. ويضم البرنامج تمارين للقفز على الحبل وألعاباً بالكرات ومعارك مصغرة مع الأعضاء الآخرين وهن حوالي عشرين شابة. ويعاني النادي ضعفاً في التجهيزات إذ يضم فقط حلبة وثلاث كرات لكم وكيساً للملاكمة في إحدى الزوايا. كذلك يؤكد مؤسس النادي المدرب يونس قنبراني أن قلة من الملاكمات ينجحن في تسديد قيمة الاشتراك الشهري. ويقول «نفتقر حتى لغرفة ملابس سليمة كي تتمكن الفتيات من تغيير ثيابهن. كذلك ليست لدينا أغلفة مطاطية مناسبة على حبال الحلبة». هذه الصعوبات تضاف إليها ممانعة كثيرين لوجود مثل هذا النادي أصلاً. ويقول «في فترة من الفترات أراد أشخاص مهاجمة النادي لإرغامي على إغلاقه. لكني مصمم على مواصلة مهمتي». ودفع قنبراني، وهو مدرب ملاكمة منذ أربعة عقود، بابنتيه وغيرهما من النساء في العائلة إلى الانضمام للنادي. ويقول «أريد لابنتي أن تكونا على مستوى عالمي وترفعا علم باكستان في بلدان أخرى». وتحظى مبادرته بدعم شخصيات من عالم الملاكمة إذ إن أبطالاً دوليين سابقين عدة زاروا النادي لتشجيع الرياضيات الشابات. ويقول أحد هؤلاء وهو شير محمد الحائز ميدالية برونزية في الألعاب الآسيوية لسنة 1993 «لا تنقصنا المواهب في باكستان. لكننا نعتمد على مبادرات ارتجالية ونلجأ إلى حلول بديلة لتعويض النقص في الموارد». ويمثل هذا الدعم مصدر إلهام حقيقي لراضية وحليمة. وتأمل الوالدة في بلوغ مستوى يسمح لها بتدريب شبان على الملاكمة في حين تحلم ابنتها بأن تنافس في الألعاب الأولمبية وتحرز ميدالية ذهبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©