صغار على درب الصيام

يتنافس الصغار فيما بينهم لمن يستطيع أن يكمل يومه دون أن يشرب أو يأكل، ويتسابقون مع رفاقهم لكسب الأجر والثواب مع الكبار. فلا يخلو بيت من صائمين صغار لتعم البركة والثواب بإذن الله، ونجدهم يقفون في ساحة المنزل لانتظار لسماع صوت الأذان، ثم يهرعون للطعام وهم يرددون كلمة الأذان، كما نجد البعض يمسك بكأس اللبن والتمرة بيده حين سماع صوت المدفع. تقول الطفلة عائشة خالد العلي، في السنة الثامنة من عمرها، طالبة في الصف الثاني الأساسي: «فكرت أن أصوم لأن جميع إخواني في المنزل صائمون، وأنا أصغرهم وشجعني أخي على الصوم، وقال سيعطيني هدية إذا أكملت الصيام، ولم أفطر سوى يومين، ثم قلت لأخي وأمي لا أريد هدية لأن الصوم لله رب العالمين، وأريد أن أكسب الحسنات مثلكم، وكذلك اقرأ السور القصيرة في القرآن مع أمي وأحافظ على صلاتي». وقالت حمدة فهد بني حماد، في الصف الثالث: «تعودت على الصوم من العام الماضي، ولكن هذا العام فطرت أربعة أيام، فالصوم يعودني على الصبر والتحمل». بدورها تقول مضاوي حمد بن حنيفة في الصف الثاني «أشعر بالفرح لأنني أصوم مع أسرتي، وأساعد أمي في إعداد الفطور، وترتيب المائدة». أما محمد أحمد عبدالله في الصف الخامس الأساسي فيقول: «أمرنا ديننا الإسلامي بالصوم، كما يشجعني والدي على الصوم منذ كنت في الصف الثاني، وأحافظ على صلاة الجماعة في المسجد مع والدي، كما أنني ختمت القرآن الكريم في العام الماضي وفي هذا العام إن شاء الله سأختمه، وينصح زملاءه من هم في سنه قائلاً «الصوم يعلمنا الصبر ويذكرنا بالأطفال المسلمين في الدول الفقيرة الذين لا يجدون الطعام ولا الشراب، وأجسامهم هزيلة من الجوع». ويبتسم مروان محمد 7 سنوات قائلاً «أول سنة أصوم وأشعر بالسعادة، وتحمل الجوع والعطش». أما الطفلة مروة أحمد في الصف الثالث الأساسي، فهي تصوم شهر رمضان كاملاً للسنة الثانية على التوالي دون أن تفطر، وتقول: جميع أفراد أسرتي يصومون وأخي الذي يكبرني يصوم لذلك هو شجعني على ذلك.