الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عُمان تحافظ على صناعاتها الحرفية بالتدريب والتأهيل

عُمان تحافظ على صناعاتها الحرفية بالتدريب والتأهيل
8 يونيو 2012
تسعى سلطنة عمان لغرس مبدأ الحفاظ على الإرث العماني القديم من خلال قيام الهيئة العامة للصناعات الحرفية العمانية بتقديم أنشطة مجانية لمختلف الشرائح بالمجتمع لتعلم كيفية صناعتها وإنتاجها. في هذا الإطار أطلقت الهيئة مؤخرا برامج التدريب والإنتاج الحرفي والفخاريات بولاية بهلا، وتحرص الهيئة على توظيف معطيات البيئة في مجالات إنتاج الصناعات التقليدية العُمانية من أجل حمايتها من الاندثار بوصفها إرثا حضاريا وموروثا ثقافيا. (مسقط) - يأتي تنفيذ برنامج تدريب وإنتاج الفخار والخزف بولاية بهلا، الذي أطلقته الهيئة العامة للصناعات الحرفية العمانية، بهدف إتاحة الفرص التدريبية والتأهيلية لحرفيي محافظة الداخلية في مجال إنتاج الفخاريات العمانية، إلى جانب تدريب الحرفيين على أحدث الآليات المستخدمة في صناعة الفخار والخزف العماني، حيث سيسهم البرنامج التدريبي في نقل الحرفة إلى الأجيال الشابة، ومساعدتها على إيجاد فرص عمل مجزية إضافة إلى رفع المستوى الاقتصادي للحرفيين، وزيادة عدد المنتسبين إلى القطاع الحرفي، كما سيعمل البرنامج على تأسيس مشاريع صغيرة في مجال حرفة إنتاج وتصنيع الفخار والخزف. محاور التدريب اشتمل البرنامج على عدد من المحاور التدريبية والإنتاجية كالاطلاع على أسس التصميم والزخرفة والتدريب على الأدوات والمعدات المستخدمة في صناعة الفخاريات إضافة إلى التدريب على الطين وتشكيل المنتجات الخزفية والتدريب على تجفيف المنتجات الفخارية، وسيتضمن البرنامج تعلم طرق الرسم والزخرفة والحرق، كما سيتعرف الحرفيون المشاركون على أسس إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتسويق وتنفيذ المشاريع النهائية وفق تصاميم متطورة للصناعات الحرفية. ويعتبر التأهيل والتدريب الحرفي من الارتكازات الأساسية لعملية تطوير القطاع الحرفي حيث تعمل الهيئة على تطوير كافة القدرات والكفاءات العمانية للمنتسبة للمراكز الحرفية، وفق برامج إنتاجية مصممة وفق آليات معتمدة، كما يعد الطين العماني من المواد الخام البيئية المتوفرة بكثرة في مختلف محافظات السلطنة، كما أنه يتوفر بكثرة بولاية بهلا بمحافظة الداخلية، وتشتهر بهُلا بصناعة الفخاريات وفق آليات وطرق ما زال عدد من الحرفيين يحتفظ بمزاولتها حتى الآن، ومواكبة للحداثة التي تطرأ على الأذواق الاستهلاكية قامت الهيئة بإدخال تصاميم لإنتاج نماذج مطورة من الصناعات الفخارية. تعزيز القدرات كما أجرت الهيئة البرنامج التدريبي الخاص بإنتاج الخنجر والمشغولات الفضية بنيابة سناو حيث يقدم مركز تدريب وإنتاج الخنجر والمشغولات الفضية بسناو خدمات تدريبية وإنتاجية متكاملة للحرفيين وذلك بتعريف المتدربين على أحدث الآليات والطرق المستخدمة في إنتاج الخنجر العماني إضافة إلى تطوير المشغولات الفضية العمانية. يهدف البرامج التدريبي إلى تعزيز قدرات المتدربين في مجال صياغة وإنتاج المشغولات الفضية من خلال التعريف بالتقنيات الحديثة المستخدمة في تصميم إنتاج الفضيات، بالإضافة إلى تعريف المتدربين على الطرق التي يتم من خلالها إنتاج مشغولات فضية وفق خاصية التوليف الحرفي، إلى ذلك، قال أحد صائغي المشغولات الفضية محمد الفارسي “تتميز المشغولات الفضية العمانية بجودة في الصنع وحرفة في الإنتاج فالمهنية حاضرة في لمسات كل حرفي عماني باختلاف منتجاتهم الحرفية، وهنالك جماليات يتميز بها كل حرفي عن الآخر وهذا ما يدعم ويسوق المنتجات الحرفية العمانية بشكل أوسع”. وحول تنوع المشغولات الفضية العمانية، قال الفارسي إن “المشغولات الفضية متنوعة ومتعددة حسب نوع الاستخدام فمنها ما تستخدمه المرأة لتزين أعلى الرأس وهو “الشمروخ” ومنها “المرية أم حلق والمرية أم حرز”، وهي عبارة عن عدد من الجوزات الفضية متناسقة في الشكل والتركيب وتستخدم لتجميل منطقة العنق، كما أن المرأة العمانية تستخدم “الغلميات” لتزين الأذنين بالإضافة إلى البناجري لتزين اليدين، كما تلبس المرأة عشرة خواتم لكل أصبع من اليد وهي “الشاهد وأبو كمبوعة والحيسة وأبو قراطة، فيما تستخدم “الحيول” لتزين الأرجل”. أما الرجل العماني فقد تفرد بلبس الخنجر في المناسبات الرسمية والاجتماعية ويعد الخنجر جزءاً أساسياً في الزي الوطني وهناك عدة أنواع من الخناجر هي الخنجر السعيدي والخنجر النزواني والخنجر الصوري، ونجد أن بعض العصي “البواكير” وهي عبارة عن عصي خشبية عليها نقوش مزخرفة يضاف إليها قطع من الفضة تزيد من قيمتها وجمالها، وعادة ما يتزين الأطفال بالتلاحيق وهي مشغولات فضية تستخدم للبس في منطقة الخصر وبها أماكن لحفظ الملحقات. الدعم الحكومي فيما يتعلق بالأشكال الجمالية والرسوم الإبداعية التي تشتهر بها حرفة الصناعات الفضية، أوضح الفارسي بأن تلك النقوش مستوحاة من البيئة العمانية الأصيلة والتي تزخر بالكثير من المشاهد الطبيعية الجميلة والتي تثري مخيلة الحرفي وتمده بالأفكار والرؤى، والذي يقوم بدوره بترجمتها في مشغولاته الفضية. وأضاف أن “التاريخ العماني الممتد عبر الأزمان كان له الأثر الأكبر في تطور صناعة الفضيات وانعكس ذلك التطور على حرفة صناعة الفضيات من خلال تعدد المنتجات الفضية وتنوعها فأصبحت لدينا باقة متنوعة من الصناعات الفضية تختلف حسب استخدامها”. وحول دعم الحكومة، قال الفارسي إن الهيئة الحرفية تقدم لنا كل الدعم والمساندة والهيئة سباقة في قيادة زمام المبادرة خصوصاً في مجالي التأهيل والتدريب وفي حقيقة الأمر فإن مركز صناعة الخنجر والمشغولات الفضية خير شاهد على اهتمام الهيئة وحرصها الدائم على الحفاظ على حرفة الصناعات الفضية. وأضاف “إننا كحرفيين نجد كل العناية والاهتمام من قبل القائمين والمشرفين على الصناعات الحرفية في كل المجالات، كما أن الهيئة العامة للصناعات الحرفية تعزز مشاركاتنا الخارجية والداخلية والتي بدورها تثري عمل وإنتاج الحرفي العماني”. وأشار الفارسي إلى مدى الاستفادة التي تكونت لديهم من خلال الاشتراك في البرامج التدريبية والتي تنفذها الهيئة بهدف تقديم خدمات التدريب والتأهيل للعاملين في مجالات الصناعات الحرفية وتوفير الدعم الفني للحرفيين في تلك المجالات، حيث قال إن “البرامج التدريبية التي تنفذها الهيئة والمخصصة للحرفين أسهمت في تطوير قدراتنا الإبداعية والفنية”. وفي إطار اهتمام الهيئة العامة وعنايتها للمشغولات الفضية، أنشأت الهيئة مركزا لصناعة الخنجر والمشغولات الفضية بمسقط ويعمل المركز على تأهيل وتدريب الحرفيين على إنتاج مختلف التصاميم الفضية، ويهدف المركز إلى تدريب الشباب العماني على صناعة فضية ذات هوية عمانية، ورفد السوق المحلي بالمنتجات الفضية العمانية، بالإضافة إلى رفع تعزيز مستوى الدخل لدى الأيادي الوطنية التي تعمل في مجال صياغة المشغولات الفضية. ثروة وطنية برع العمانيون في صناعة الأخشاب وتفننوا في صناعة السفن، إلى ذلك، قال حسون العريمي إن “الصناعات الحرفية العمانية تتفرد بتقانة في الصنع وجودة في الإنتاج كما أن المنتجات الحرفية تحتاج إلى ملكات إبداعية تختلف من حرفي إلى آخر، ومن هنا نجد تفاوتا في المنتجات الحرفية كما أن هناك خيارات متعددة ترضي جميع المهتمين بالحرف العمانية”. وفيما يتعلق بالمواد المستخدمة في صناعة الأخشاب، قال حسون العريمي إن معظم تلك المواد تجلب من البيئة العمانية وذلك ما يميز السلطنة كونها تحتوي على مواد طبيعية متعددة ومتنوعة نظرا إلى التنوع الجغرافي والذي انعكس إيجاباً على توفر المواد والخامات الأولية المستخدمة في صناعات الحرفيات العمانية. وعما إذا كانت الصناعات الحرفية العمانية هي مهن متوارثة. قال “في حقيقة الأمر نحن نعمل باستمرار على تعزيز وترسيخ هذه الحرف والتي تعد ثروة وطنية ورصيدا فكريا وحضاريا للسلطنة، مشيرا إلى أن الصناعات الحرفية تحمل بين طياتها تاريخا عريقا لهذا الوطن المعطاء عبر قرون مضت، كما أن الصناعات الحرفية تربط ذاكرة الماضي بواقع الحاضر المزدهر والذي وجد فيه الحرفي العماني كل الرعاية والاهتمام من قبل الهيئة العامة للصناعات الحرفية. وحول الصناعات النسيجية، قال محمد الداودي، صاحب مصنع نسيح، إن معظم هذه المنتجات مستوحاة من البيئة العمانية. وأضاف أن تباين الألوان وانتقائها يرجع في الأساس إلى مهارة الحرفي العماني، ومدى وضوح الرؤية الفنية التي يعمد من خلال نسجه إلى ترجمتها في قطعة النسيج حيث إن النساج يجمع عدداً من العناصر الفنية في وحدة مكتملة من التدريجات اللونية لتخرج بعد عملية النسج منتجات حرفية لليد العمانية بصمة إبداعية عليها. وأوضح الدوادي أن مهنة الصناعات الحرفية هي مهنة متوارثة عبر الأجيال. وقال “نأمل أن يتواصل لدى الأجيال القادمة من الأبناء والأحفاد إتقان الصناعات الحرفية والتي تمثل مصدر دخل بالإضافة إلى كون المنتجات الحرفية تعد رمزاً حضارياً تميزت به السلطنة”. وأشار إلى أن حرفة صناعة النسيج بشقيها نسيج المنسوجات القطنية أو الصوفية تقوم على تفنن النساج وإبداعه في نسج النقوش والألوان التي تتكون منها منسوجاته بمختلف أنواعها حيث تشكل المنسوجات لوحة ومفردة فنية تتكامل فيها العناصر وتسهم في إبداع جمالية المنتج الحرفي”، مؤكدا أن كل ما يحتاجه الحرفي في حرفة النسيج يحصل عليه من البيئة المحلية ابتداء من أدوات النسيج وانتهاء بالمواد الخام التي تدخل في صناعة المنتجات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©