مملكة الدمى اليابانية في الأوبرا المصرية

القاهرة ـ جميل حسن:
تعرف اليابان من أين تدخل قلوب الناس في انحاء العالم، وتعي أن الإغراق في المحلية هو قمة العالمية، لذلك تبعث الى العالم رسالة تعارف تحملها الدمى والعرائس التي اشتهرت بها بلاد الشمس المشرقة على مر العصور· فقد جابت عرائس اليابان الدنيا طولا وعرضا، وحطت رحالها مؤخرا في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة لتحكي من خلال أشكالها وألوانها وأحجامها قصة الحضارة اليابانية وتقاليد وقيم هذا الشعب المهذب الذي صنع معجزة حضارية استمدها من جذوره وتراثه وقيمه التاريخية·
ولقي معرض الدمي اليابانية اقبالا منقطع النظير من المصريين ونظمته مؤسسة اليابان الثقافية التي تأسست قبل 34 عاما لتحمل على عاتقها مهمة تعريف الشعوب بالثقافة اليابانية حيث ترى المؤسسة أن الدمى هي سفير اليابان المتجول في العالم باعتبار هذه الدمي ذات عمق ضارب في تاريخ اليابان وتنتمي جميعها الى عائلة 'نينجيو'، وكل فرد من هذه العائلة يمثل حقبة تاريخية في اليابان التي اشتهرت بعلاقة خاصة مع الاطفال من خلال ابداعاتها في صنع اللعب بكل اشكالها، كما تعيد الدمى اليابانية الى الذاكرة تاريخ مهرجانات قديمة كانت ومازالت تنظم في توقيت معلوم من كل عام وترمز الى الخصب والنماء أو الزواج أو العلاقات الاسرية الحميمة، وهناك مهرجانات تحضرها الاناث فقط وأخرى للذكور وثالثة للنوعين معا، كما تمثل الدمى المدن والمناطق اليابانية التي تنتمي اليها· وتصنع هذه الدمى من الصلصال أو الخشب أو القماش وتختلف ازياؤها واشكالها والوانها، كما تختلف احجامها وما ترمز اليه وكلها في النهاية تحكي تاريخ أمة عظيمة صنعت حضارة عالمية برؤية غارقة في المحلية، وتحمل معها رسالة حوار الحضارات·