السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شعار «مصنوع يدويًا» يضمن توفير وظيفة في مواجهة الأتمتة

شعار «مصنوع يدويًا» يضمن توفير وظيفة في مواجهة الأتمتة
25 يوليو 2018 21:16
بقلم: جاي ريتشاردس تنبأ الخبراء بانتشار الأتمتة في كل القطاعات، واستبدال العمال بالآلات، ما يهدد بأن يصبح نصف السكان عاطلين عن العمل. ويبدو أن هذه التوقعات تتبع المنطق الاقتصادي الأساسي، وهو أن النمو الاقتصادي هو الحصول على المزيد من الناتج من مصروفات أقل. وأجور العمال هي مصدر الإنفاق الأعلى في معظم القطاعات، ونحن الآن بصدد استنباط أشكال قوية من الأتمتة، ستزيد حجم الإنتاج مع دقة متناهية. لذلك، فإن كثيرا من السكان سيصبحون عاطلين عن العمل قريبا. هذا الاستنتاج بسيط للغاية، هناك اختلال في المستقبل، لكن اتجاهات أخرى قد تقضي على نقص فرص العمل. على سبيل المثال، كلما أصبحت السلع رخيصة الثمن أكثر من أي وقت مضى، ارتفعت القيمة الاقتصادية للإنسان، خاصة الذين يملكون مهارات في العمل الحرفي. وقدمت «ستاربكس» أدلة مبكرة على أن نهاية العالم الآلي ليست حتمية. قبل 50 عاما، لم يتوقع أحد أن يقرر المقيمون في العالم المتقدم أن ينفقوا أكثر بكثير على القهوة مع استمرار انخفاض تكاليف النمو وشحن البن، حيث يمكنك حاليا عمل فنجان قهوة لائق في المنزل مقابل 20 سنتا، أو شرب قهوة بلا حدود في مطعمك المحلي مقابل 1.50 دولار. لكن خبراء القهوة في «ستاربكس» يقدمون تجارب مختلفة لشرب القهوة، حيث يتم اختيار وتدريب صنّاع القهوة بعناية، وبالتالي تزيد المصروفات، ما يعني زيادة أسعار بيعها. فهل يمكن استبدال صنّاع القهوة ليحل الروبوت محلهم؟ أشك في ذلك. هناك بالفعل قهوة ممتازة من صنع الآلات في المكاتب أو النوادي من دون مقابل أو بمقابل بسيط، برغم ذلك، يشتري الأعضاء القهوة من الخارج قبل دخولهم. من الواضح أنهم يشترون شيئًا أكثر من مجرد قهوة عندما يفعلون ذلك. مثال آخر، قبل 40 عاما، من كان يتوقع أن العملاء في مطاعم البرجر يريدون أن يعرفوا المزارع التي تزود المطاعم بالبرجر والبطاطا وأسماء أصاحبها؟ خلال نصف القرن الماضي، كانت المزارع الصغيرة تخسر مقابل المزارع الكبيرة، التي كانت إنتاجيتها الكبيرة ضخمة وبتكاليف أقل. ومع انخفاض أسعار المواد الغذائية، زاد الطلب على المنتجات الزراعية العضوية المكلفة بدرجة كبيرة، مثل هذا التوجه دفع لاستثمار أكبر في المزارع الأصغر التي تنتج المواد الغذائية العضوية، فهناك طلب متزايد على لحم البقر الذي يتغذى على العشب الطبيعي فقط، والدجاج الذي يترك للحركة والطعام بشكل طبيعي وبحرية، وغيرها من المحاصيل الزراعية التي لا تتلقى أي مواد كيماوية قبل حصدها. «إتسي»، منصة على الإنترنت مقرها في بروكلين، نيويورك، توسعت بشكل كبير في عمليات البيع والشراء فهي تعتمد على السماح للأشخاص بعرض منتجاتهم المصنوعة يدوياً عبر منصتها مقابل 20 سنتًا فقط عند إتمام عملية البيع، وتعد هذه المنصة حلقة للربط بين الحرفيين الصغار والسوق العالمية، يذكر أنه عام 2016 كان هناك 1.7 مليون بائع و 28 مليون مشتر عبر منصة «إتسي». أراهن على أن مثل هذه الأسواق على شبكة الإنترنت ستنمو، ولن تتقلص. نعم، بعد 20 عاما من الآن، قد تتعامل الآلات مع معظم عمليات الزراعة والنقل بالشاحنات والقيادة وعمل المصانع الروتينية والتعدين. وستقدم الأتمتة البضائع أرخص لكل شخص، لكن سيتم إنفاق أي توفير ناتج عن ذلك على دعم العاطلين عن العمل. سيمتلئ الاقتصاد بالسلع والخدمات، فالمساعدون في المنازل، الطهاة، البناؤون، البستانيون، المربيات، المساعدون الشخصيون، المدرسون، الخياطون، المدربون الرياضيون وغيرهم من العمال المفصولين قد يصبحون موظفين ومستشارين للأغنياء الذين يعيشون بيننا. وسيكون كثيرون آخرون مثل خبراء صناعة القهوة اليوم، ليسوا أغنياء، ولكن ليسوا عاطلين عن العمل أيضا. العمل لن يختفي، ولكن سيستغرق الأمر بعض الوقت للتكيف مع أوضاع العمل الجديدة التي ستأتي بعد سيطرة الأتمتة على أسواق العمل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©