الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتب الأطفال في الوطن العربي أزمة بالإنتاج وندرة في القراءة

كتب الأطفال في الوطن العربي أزمة بالإنتاج وندرة في القراءة
10 يونيو 2011 20:59
قدر أصحاب دور نشر عربية أن حجم إنتاج المواد الخاصة بأدبيات الطفل في الوطن العربي يقل بنسبة 60% مقارنة بالدول الغربية، مرجعين سبب ذلك إلى ضعف ثقافة القراءة لدى الأسرة العربية، وعدم قيام المدارس بدورها في تعزيز ثقافة القراءة لدى الأجيال الناشئة، بالإضافة إلى قلة وعي الأسرة في تربية الأبناء على مدى أهمية القراءة بدلا من اللجوء إلى الوسائل الترفيهية. اعتبر أصحاب دور النشر ومختصون في ثقافة الطفل أن أدبيات الطفل هي النتاج العلمي والأدبي والثقافي الموجه إلى الطفل وتساعده على تنمية مهاراته العقلية والفكرية والإدراكية، بمختلف الوسائل التي تكون في إصدارات مطبوعة كالصور والنصوص والألعاب العلمية. كما أكد هؤلاء الذين التقتهم «الاتحاد»، على سعيهم لتطوير نتاجاتهم من أدبيات الطفل وفق دراسات علمية، إلا أنهم يواجهون تحديا أكبر وهو تحدي الثورة الرقمية أو الألعاب الترفيهية التي أصبحت تحل محل الكتاب التقليدي. إنتاج ضئيل وقال محمد ميهوب مدير المبيعات بدار كلمات للنشر والتوزيع، إن حجم إنتاج أدبيات الطفل في العالم العربي ضئيل للغاية، وذلك بسبب عدم الطلب الجماهيري على هذه النتاجات، وبالتالي يصبح العرض محدوداً. موضحا أن الإقبال على القراءة لدينا ضعيف مقارنة بالدول الغربية، لأن التشجيع من قبل الأهل أوالمدرسة ضعيف، وفي بعض الأحيان يعود إلى أسباب أخرى مثل محدودية إمكانيات الدولة، أو الاهتمام بالمواد التكنولوجية، وهناك بعض الألعاب التي تحكي قصصا مناسبة للأطفال ولكن عن طريق (e-book)، فمحاولة مواكبة الطفل للتكنولوجية فكرة جيدة، فقد تتطور الكتب لتصبح إلكترونية، ولكنها لن تلغي بالتأكيد الكتب المطبوعة، التي تتمتع بشعور حسي مختلف. وتقول الناشرة والرسامة جلنار حاجو في دار نشر الأصابع الذكية «إن حجم الإنتاج قليل ومتواضع لأن الأسر العربية تركز في إنفاقها على توفير مستلزمات الحياة الأساسية، وتعتبر أن القراءة وشراء أدبيات الطفل غير ضرورية، وقد تعدها من الكماليات، مقدرة نسبة اهتمام الأسر العربية بهذه النتاجات بأنها لا تتجاوز 10%». وتضيف: هذا مؤشر غير إيجابي ويؤثر على الطفل، ويستلزم هذا الأمر دعما من الجهات المعنية بالثقافة من خلال إنشاء برامج خاصة تعزز قيمة القراءة لدى الأجيال الناشئة.» وتوضح جلنار أن هناك نقصاً في الوعي وقلة رغبة في القراءة لدى الأجيال الناشئة، وحل هذه المشكلة يستدعي توجها حكوميا ومجتمعيا لنشر الكتب وتعزيز قيمة القراءة، مشيرة إلى أنه من الضروري أن تقوم الأسرة بدورها في غرس قيمة القراءة لدى الأبناء. وحول انتشار التقنيات الإلكترونية محل الكتب الورقية قالت جلنار إن التطور التقني في هذا المجال سيكون مرغوباً من قبل الناس، لتصبح الكتب إلكترونية، لكنها ترى أن هذا الأمر سيؤدي إلى فقدان العلاقة الحسية بين القارئ والكتاب. الإنتاج يتزايد ومن جانبه يقول ميشال، يعمل مندوب مبيعات في دار سمير للنشر، إن نسبة الإنتاج لا تقارب ربع ما تنتجه دول الغرب، واتفق معه أنس سعد في دار الرقي للنشر، موضحا أن سبب ذلك يعود إلى قلة الاهتمام وعدم الشعور بأهمية هذه الأدبيات لدى الأطفال وإدراك أهمية بناء عنصر الثقافة والفكر العلمي، حتى أن الأطفال لم يتعودوا على القراءة منذ الصغر، نتيجة غياب دور الأهل في توعيتهم وتثقيفهم. ويوضح ناصر حمدي في شركة أغادير للنشر والتوزيع قائلا: حجم الإنتاج متوسط للأدبيات ويتزايد بشكل مستمر، وذلك بسبب اهتمامنا برغبات الطفل وكيفية تنشئته بطريقة مثالية. وأشار حمدي إلى أهمية القراءة لأنها مستقبل الطفل، كما أن كل المجتمعات تهتم بثقافة الطفل، لأنه عندما يقرأ يستقطب العديد من المهام العقلية والحسية التي لا يستطع أن يدركها عند بلوغه لسن معين، فالطفل يحتاج إلى توجيهات من الكبار ليتجه نحو تغذية عقله بالقراءة. أوراق جذابة ويقول أشرف شاهين، من البرج ميديا للنشر والتوزيع، إن هناك تغيرات في كتب أدبيات الطفل، حيث شجعت الدول العربية إنتاج كتب الأطفال، وبالرغم من أن حجم الإنتاج ضعيف ومحدود إلا أن المستقبل يشير إلى انفراجة في إنتاج أدبيات الطفل. واتفق محمد إسماعيل مدير نهضة مصر للنشر مع رأي شاهين، موضحا أن الطفل يتأثر من خلال الصور والكلمات التي تصل إليه، وكلما كانت إيجابية تمده نحو الأفضل، ورؤية الطفل إلى الأوراق الملونة والجذابة قد تحرك مشاعره كثيرا، وذلك بحسب دور كل لون ووظيفته ودوره في تنشيط خلايا التركيز. معرض الكتاب ومن جانبها أوضحت أم حمدان، معلمة في إحدى المدارس، أن متابعة الطفل صعبة جدا بالنسبة لها فهي تمكث في دوامها منذ الصباح حتى وقت الظهيرة، وبذلك تعود إلى بيتها وهي في حالة إرهاق شديدة، ولا تجد الوقت الكافي لاختيار كتب مناسبة لأطفالها، خاصة أن إنتاج أدبيات الطفل قليل ومحدود، لذا لابد أن تقوم الحضانات والمدارس بدور أكثر فاعلية من أجل تثقيف الأطفال. كما أن الأسعار قد تكون مناسبة في بعض الأماكن، ولكن في أغلب الأحيان تكون هناك مبالغة فيها، خاصة في المكتبات الخاصة، أما بالنسبة لمعرض الكتاب في أبوظبي، فكان فريدا من نوعه في عرض جميع الكتب بمجالاتها المتعددة والأسعار المناسبة. وقالت أم عبدالله «ربة بيت»: إن متابعة الأبناء خطوة مهمة لتأسيسهم، فالقراءة تساعدهم على اكتشاف مواهبهم وتنميتهم عقلياً، ولكن لا املك الوقت الكافي لامتلاك هذه المهمة، وأحاول بكل الطرق من أجل تعويدهم على هذه الأمور». وأكدت أن حجم الإنتاج متوسط في الوطن العربي ولكنه يتزايد خلال السنوات الأخيرة إلى حد ما، خاصة وأن القراءة تسهم في بناء الشباب من جميع النواحي، لخلق جيل مثقف وواع. موضحة أن أسعار بعض الكتب مبالغ فيها، إلا أن المعارض تتميز بالأسعار مناسبة في كثير من الأحيان. وقالت إنها في آخر زيارة لها لمعرض الكتاب في أبوظبي، استمتعت كثيرا بهذه الفعالية، وشهدت العديد من أنواع الكتب في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقصص والكتب المفيدة. قصص الأنبياء وأضاف عبدالله العلوي، طالب بمعهد التكنولوجية التطبيقية، أن هناك ندرة في إنتاج أدبيات للطفل، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بالقصص والحكايات التي تستهدف الطفل، لأنها تؤثر إيجابيا في حياته، وتكسبه العديد من المبادئ وتنمي إدراكه العقلي والحسي. ويختلف سالم البلوشي «طالب» مع الرأي السابق قائلا، إن هناك مؤشرات تؤكد زيادة حجم إنتاج أدبيات الطفل في الوطن العربي، ويمكن الاهتمام بقصص الأنبياء، لأخذ العظة والعبرة منها، شرط أن يكون أسلوبها مبسطا حتى يستوعبه الصغار. لا أحب القراءة أما محمد خليفة العزيز «طالب»، فيرى أن حجم إنتاج أدبيات الطفل مناسب، حيث إنه يعود إلى رغبات المجتمع والثقافة السائدة، وما يميل إليه الإدراك الفكري والذهني لدى الأفراد. في حين يخالفه الرأي عبدالله الهاجري ويرى أن حجم الإنتاج متوسط، وكلما حاولنا تربية الطفل على القراءة بطريقة إيجابية، تكون النتائج إيجابية والعكس صحيح، ويجب أن تكون ثقافتنا عربية وليست مترجمة من الأجنبية وذلك بإشراف عام من قبل المختصين. وأشار الطالب الهاجري إلى أن ميوله ليست قراءة الكتب، بل منذ صغره مستمع للقصص والروايات، ويفضل الاستفادة تأتي من استماع أي حديث أفضل مما أن يقرأ، فوالدته كانت تقرأ له وهو المستمع لذا محمد يصنف تحت الفئات المستمعة للمعلومات وهذا ما نشأ عليه منذ صغره، ويفضل أن تتطور الكتب لتصبح تكنولوجية ليستطع الشخص كشف مواهبه وقدراته والتطلع على العالم الخارجي. وأضاف الهاجري أنه لا يحب القراءة لأنه لم يعتد عليها منذ الصغر، وذلك بسبب قلة التوجيه من قبل الأهل، فأصبح لا يقرأ إلا الصحف أو أي أرواق يراها دون أن يحمل كتابا يقرأه، وفي بعض الأحيان يحاول قراءة كتب معينة تروق له، ولكن دون جدوى فلا يستطع متابعة قراءتها إلا لبضع ساعات، ويفضل أن تتطور الكتب إلى أن تصبح تكنولوجية لأنها ستصبح أسهل من حيث القراءة والفهم أما المطبوعات فهي ليست ممتعة في وقتنا الحالي. مجتمعنا غير مثقف تقول الاستشارية النفسية نادية بو هناد، بمركز سيكولوجيا للاستشارات، إن مجتمعنا غير مثقف بل متعلم، فمستوى الأبناء الثقافي ضعيف بالنسبة للسابق، حيث كان يوجد علم وثقافة، أما الآن فالتكنولوجيا مسيطرة على كل الأمور، بالإضافة إلى قلة التوعية من قبل الأهل، فالابن بطبيعته إذا لم يشهد من هم أكبر منه يقرأون، فلن يقبل على اقتناء كتاب وقراءته، فهو لم يجد من يشجعه على ذلك!. وتوضح بو هناد، أنه منذ فترة نشرت كتابا في إصدار جديد، ولكنها تفاجأت بأن نسبة الإقبال على قراءة الكتاب بسيطة جدا، فاستنتجت أن مجتمعنا وإن كان يرفع «شعار الثقافة» لكن الاستجابة منعدمة من قبل المجتمع، فهناك فئات كثيرة حصلت على شهادات عليا، ولكن لا يقبلون على القراْءة ولا يهتمون بالثقافة، ولا بمحاورها بل يعملون دون أي علم أو ثقافة، ويلهثون فقط وراء الكسب المادي، ومن أقصر طريق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©