أنقرة (أ ف ب)
بعد 13 عاما بقي خلالها سيد تركيا بلا منازع، تلقى الرئيس المحافظ رجب طيب اردوغان في الانتخابات التشريعية أول نكسة سياسية كبيرة أسقطت أحلامه بالهيمنة، وإن كان يبقى الزعيم السياسي الأكثر شعبية وهيبة في بلاده منذ مصطفى اتاتورك مؤسس الجمهورية، غير أن خططه لإعادة إحياء رئاسة قوية على صورة عهد سلفه القديم أحبطت لفترة طويلة.
ومنذ انتخابه في أغسطس الماضي والرئيس الجديد يعمل على استعادة مقاليد السلطة من خلفه رئيس الوزراء احمد داود اوغلو، داعيا إلى إصلاح دستوري يعزز صلاحيات الرئاسة. وقال المحلل السياسي والأستاذ الجامعي سيف الدين غورسيل «إن الناخبين الأتراك اعلنوا له بشكل واضح انهم غير موافقين على الانتقال إلى نظام رئاسي».
![]() |
|
![]() |
والقصر الضخم والفائق الفخامة الذي انتقل إليه اردوغان في الخريف الماضي وقد بلغت كلفته حوالى 500 مليون دولار اصبح رمزا لـ «جنون العظمة» الذي ينعته به منتقدوه ولـ «الفساد» الذي يأخذونه عليه. غير أن اردوغان الذي كان والده ضابطا في خفر السواحل يسلط الضوء دائما على أصوله المتواضعة حيث نشأ في حي شعبي من إسطنبول.
![]() |
|
![]() |
وبعد أن أعيد انتخابه في 2007 و2011 مع نحو 50 بالمئة من الأصوات، بدا اردوغان يحلم بتولي الرئاسة وبالبقاء على رأس البلاد حتى 2023 للاحتفال بمئوية الجمهورية التركية. لكن السيناريو شهد تعقيدات في يونيو 2013. فقد نزل على مدى ثلاثة أسابيع اكثر من ثلاثة ملايين ونصف من الأتراك إلى الشارع ليحتجوا على سياسته. لكن اردوغان الذي يصفه مريدوه وخصومه بـ «السلطان» الجديد، لم يتزعزع. فجاءت النتائج ضده.