الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التأكيد على ضرورة احترام المقدسات الإسلامية

16 ابريل 2006

خــالــد البــدري:
بدأت أمس أعمال مؤتمر الحوار الإسلامي الدنماركي الذي تنظمه مؤسسة طابا للدراسات الإسلامية في فندق الميلينوم في أبوظبي وتناول المؤتمر خلال جلسة عمله العديد من التصورات والاطروحات التي يمكن أن تحقق التوافق والتسامح بين البشر وتعزيز التواصل الفكري والحضاري بين المشاركين الذين ضموا نخبة من المتخصصين والباحثين الدنماركيين· وقد أثرت المناقشات الحية وتبادل الآراء المؤتمر بالنقاش الحر بين المشاركين وسط تباين في وجهات النظر واتفاق في أحيان أخرى·
واعتمد المؤتمر في طريقة إصداره للتوصيات التي من المقرر أن تصدر في نهاية أعماله على تبيان النواحي التي تم الاختلاف عليها والنواحي التي تم كذلك الاتفاق عليها بحيث يشكل الحوار نموذجا جيدا للوصول إلى الغاية التي ينتهجها المؤتمر وهي عرض الصورة الصحيحة للإسلام ·
الحوار
وأكد الداعية الحبيب على الجفري في كلمته للمؤتمر على الحاجة الماسة إلى الحوار خصوصا أننا في قرية كونية واحدة وإذا لم نقر بالاستجابة للحوار فهذا الأمر يكون له دلالة خطيرة على ضعف الصلة بمنهج الإسلام مشيرا أن هناك أحيانا أصواتا ترتفع بعدم الاهتمام بقيمة الحوار وهذا أمر يجب الابتعاد عنه ·
وقال : ليست قضية الإساءة إلى رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي التي جعلتنا ننظم هذا الحوار لكن الافتراء الذي حدث على رسولنا الكريم هو الذي جعلنا نشحذ الهمم لإيضاح الرسالة الإسلامية الصحيحة والحقيقة أن الحوار هو منهج من مناهج الإسلام ·
وأضاف أن المشكلة ليست مشكلة تفاهم بين الغرب والمسلمين ولكن المشكلة تتعلق باستيعاب الغرب للمسلمين واستيعاب المسلمين لما ينبغي أن يكونوا عليه موضحا انه من بين المشاكل عدم التعامل الكافي مع وجود المسلم في الغرب على أنه جزء منه حيث انه لابد من إعادة النظر في هذا الجانب ·
وأكد على ضرورة الاهتمام بالنظرة إلى استقرار المسلمين في الغرب لأن هذا الاستقرار جزء من استقرار أوروبا باعتبار أن هناك أعدادا كبيرة من المسلمين تعيش في أوروبا ·
وأضاف إن 200 ألف مسلم في الدنمارك عدد لا بأس به لذلك لابد من الاهتمام بهم والتجاوب الكافي معهم ·
تحامل على الإسلام
وقال إن هناك تصورا تراكميا لدى المسلمين أن هناك تحاملا على الإسلام في أوروبا فإن هذا التراكم جاء من خلال الاستخدام السيئ للتعبير عن الرأي والصورة التي ترسخ في عقل الأوربي أن المسلم مقلق وهذا جزء من التخوف الذي تسببه الحملات الإعلامية ·
وقال إن الضغط النفسي الذي يعيشه المسلمون هـــو الشـــعور بأنهــم غير مقبولين ولهذا لابد من علاج هذا الأمر مشيرا إلى أننا لابد من أن نتفق على عدم عمل نوع من أنواع الاستفزاز لمشاعر المسلمين مرة أخرى وان نجعل الحوار الصادق هو المنهج وان يرتفع مستوى الاهتمام بوجود المسلم في الغرب إلى حد إمكانية مناقشة قضاياهم في الاتحاد الأوروبي ·
البوطي : عدم تقديس الحق بعد معرفته عبث
'عدم تقديس الحق بعد معرفته عبث'·· 'التقديس ثمرة لحرية البحث وليس مصادرة لها' بهذه العبارات بدأ فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي رده على سؤال حول كيفية البحث عن مخرج للاختلافات الفكرية في المجتمع الإسلامي ووجود أناس يتجاوزون المنهج العدل إلى التطرف كيف نجمع شملهم تحت مظلة القرآن يوضح أنه فيما مضي عندما كان المسؤول عن حماية الإسلام في المجتمعات هو الدولة الإسلامية كانت هي التي تمارس دور الحارس الأمني وكانت مهمة رعاية ونشر الإسلام يعود إلى القائمين على الدولة الإسلامية ولم تكن هناك مرجعيات متعارضة واليوم الدولة الإسلامية التي كانت ترعي الإسلام انطوت وحلت مكانها دول مهمتها سياسية أما موضوع الإسلام أصبح لديها في الدرجة الثالثة أو الرابعة وفي هذا الجو شعر المهتمون بالإسلام انه أصبح يتيما فهب أمثالنا من العلماء لحماية الإسلام ونظرا لأنهم مجتهدون في الأفكار لابد أن يختلفوا لذا هناك المرجعية الواحدة تحولت الى مرجعيات ومن هنا وجد الإفراط والتفريط والإرهاب·
وأضاف البوطي إن منظمة المؤتمر الإسلامي حلت محل الدولة الإسلامية الواحدة والمأمول من منظمة المؤتمر الإسلامي أن تأخذ صلاحيات وان تمتص التناقضات والتطرف بواسطة مجموعة من العلماء المتخصصين ·
التقديس
وأضاف الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي: يرى بعض الأخوة الغربيين أن المسلمين يذهبون في تقديس قرآنهم ونبيهم مذهباً يحرمهم من التمتع بحرية الرأي، وربما رأوا أن الأولى بالمسلمين أن ينزلوا رسول الله عن الرتبة القدسية التي يتبوؤها في أفئدتهم، إلى حيث لا يبدو في أنظارهم أكثر من زعيم في قومه ولت زعامته مع ذهاب عصره· فما الذي ينبغي أن نقوله لهؤلاء الأخوة؟
نقول لهم: إن تقديسنا للإسلام ومصدره ونبيه خاتم المرسلين، إنما تم في نهاية رحلة طويلة من البحث والنقد، وبعد افتراض كل الاحتمالات الممكنة في تفسير الإسلام والقرآن وظاهرة الوحي وتحليل شخصية محمد صلى الله عليه وسلم والاعتماد على منهج الاستقراء التام لها·
فلماذا وصلنا من هذه الرحلة إلى النهاية ذاتها التي وصل إليها الرعيل الأول من قبل، وثبت لدينا بالحجة العلمية أن الإسلام ليس إلا شرعة رب العالمين، شرف بها عباده في الأرض، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن إلا الأمين على نقل هذه الشرعة إلينا، وأن القرآن ليس إلا وحي الله المنزل عليه لفظاً ومعنى، كان لابد لنا عندئذ من اليقين بأن الإسلام حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فقد تنزل من عند الله على عباده·
وهل رأيتم عاقلاً لا يحمله عقله على تقديس الحق؟
وهل التأبي على تقديس الحق إلا تعبير غير مباشر عن تقديس الباطل؟
وأظن أننا جميعاً نعلم أن تقديسنا لشيء ما إنما يعني تنزيهه عن السوء وعصمته من الخطأ·· فهل هناك شيء غير الحق أولى منه بالتقديس، أي التنزيه عن السوء والخطأ؟
وهكذا، فإن دعوة بعض الناس إيانا إلى إبعاد سمة التقديس عن الإسلام ورسله، لاسيما آخرهم الذي أرسل إلى الناس كافة ليتيسر لنا- فيما يتصورون- أن نفتهم إلى ذلك كله بالنظر، وبالبحث والنقد، دعوة متأخرة جداً، فقد اقتحمنا إلى ذلك سائر ألوان البحث والنقد، قبل أن ينبهونا إلى ذلك، تماماً كما اقتحم كل فرد ممن أصبحوا يسمون أصحاب رسول الله، سائر سبل الفحص والنقد والافتراضات المختلفة في تفسير شخصية، قبل إيمانهم به، وما يقيننا اليوم بقدسية هذا الدين ونبيه، إلا القرار الأخير الذي انتهينا إليه من رحلتنا النقدية هذه·
ودونكم فانظروا إلى ترجمة عمر وخالد وعمرو وعكرمة ومصعب 'هؤلاء من أبرز أصحاب رسول الله' تجدون أن إشراقة الإسلام في حياة كل منهم إنما تفجرت من أحشاء ظلمات تلك المعارضات والانتقادات·
غير أن المعارضة التي كانوا يمارسونها، كانت' على قسوتها وشدتها' منهجاً نقدياً للوصول إلى معرفة الحق، ثم إلى الانضباط به· أي فلم تكن معارضتهم هدفاً بحد ذاته، يقبعون منه في سجن أبدي لا محيص لهم عنه، دون أي نظر إلى الحق ومساره، كما يحبه لنا أولئك الذين رأيهم التنكر لقداسة الحق بحد ذاته مهما ثبت أنه الحق، والانطواء في سجن معارضته ومقاومته، مهما ظهر لهم أن عملهم هذا باطل من الفعل والقول·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©