السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فراشات» الباليه المائي نجوم على طريق الكبار

«فراشات» الباليه المائي نجوم على طريق الكبار
8 يونيو 2013 21:26
بعد تدريب دام أكثر من ستة أشهر، استطاعت مجموعة من الفتيات اكتساب لياقة بدنية، وقوة تنفس تحت الماء، وإتقان بعض الحركات الأساسية في السباحة التوقعية «الباليه المائي»، حيث خضعت مؤخراً أكثر من 18 لاعبة لبرنامج النجوم الدولي «ستارز» الذي طبق أول مرة في الإمارات، بحيث تُعتبر كندا هي الرائدة في هذا المجال إلى جانب إسبانيا، وروسيا، وأقيمت البطولة في المسبح الأولمبي تحت إشراف اتحاد السباحة الإماراتي. (أبوظبي) - تنافست المشاركات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 5 سنوات و13 سنة أمام لجنة تحكيم على إتقان الحركات الفردية المطلوبة منهن، واستطاعت أغلبهن تحقيق نقاط مميزة، وحصلن في نهاية الحدث الذي دام أكثر من ساعة ونصف على شهادات تحمل أسماءَهن من توقيع اتحاد السباحة الإماراتي. ودشّن هذا الحدث انطلاقة صحيحة للسباحة التوقيعية على يد المدربة غادة كمال الدين طه التي مارست اللعبة لمدة فاقت 13 سنة، وسبق لها وشاركت ضمن المنتخب المصري في بطولة البحر الأبيض المتوسط، وحصلت على أكثر من ميدالية ذهبية في هذه الشأن، كما دربت المنتخب المصري للسباحة التوقيعية لمدة طويلة، وبدعم من أيمن سعد سكرتير أول اتحاد السباحة الإماراتي إلى ذلك تتحدث غادة عن الفكرة وعن احتياجات التدريب وقوته والتحديات التي تواجهها، والإضافات التي ستقدمها هذه اللعبة للفتيات، والمكتسبات التي ستحققها، كما ستتحدث عن أحلامها التي اختزلتها في الصعود بهذا الفريق إلى أعلى المستويات والمشاركة به في المحافل الدولية، وتمثيل الإمارات أفضل تمثيل. بطولات دولية وتقول المدربة غادة كمال الدين طه الحاصلة على شهادة إعداد نفسي رياضي إنها حصلت على الكثير من الميداليات الذهبية والفضية في هذه اللعبة،إن الهدف من هذه البطولة هو تدشين السباحة التوقيعية في الإمارات بشكلها الدولي المعروف وعلى المستوى نفسه، موضحة أنها ترغب بشدة في إنشاء منتخب إماراتي قوي يشارك في بطولات دولية، مؤكدة أن كل الإمكانيات متوفرة لهذا الموضوع من حيث خبرتها الطويلة التي تحوز عليها، حيث دربت المنتخب المصري سنوات عدة، كما دربت إحدى فرق السباحة التوقيعية في جنوب إفريقيا وحصلت بها على ميدالية ذهبية في إحدى البطولات، وأن هذه اللعبة تتطلب جهداً كبيراً من المدرب ومن المتدرب، لافتة إلى أن الاستمرارية والمواظبة تشكل جانبا أساسيا في النجاح، إن احتواء اللاعب وتفهمه ودعمه نفسيا يساعد على حب اللعبة وعشقها. وفي جانب آخر تشير إلى أن الباليه المائي له احتياجات أكبر من الباليه العادي، لافتة أن هذه اللعبة كلما كانت ممارستها في سن صغير كلما كان أمر خلق أبطال في المستقل سهلاً. خطة عمل وترى غادة كمال الدين طه التي تدرب فريقين، فريق في أبوظبي بنادي الجزيرة وفريق في دبي في المسبح الأولمبي، أن دعم الأهل مهم جداً للسير بهذه اللعبة إلى الأمام، إلى جانب حب البنات لهذه اللعبة الذي يعتبر الأهم، وأن متطلبات السباحة التوقيعية تختلف عن باقي الرياضات وخاصة الباليه العادي، وأنها تحتاج إلى دخولها في سن صغير، حيث يسهل تشكيل الجسم والعمل عليه بطريقة مرنة. وتتابع: إذا كان السن صغيراً، فإن الجسم يكون ليناً، ويعطي نتائج واضحة وممتازة بعد فترة من التدريبات، كما أن الجسم المتناسق والوزن الأقل يتجاوب بشكل جيد مع التدريبات التي تتطلب جهداً كبيراً، وقبل الالتحاق بالمجموعة، فإنني أقوم باختبار تنفس للفتاة، بحيث يلزم توافق عضلي وتوافق تنفسي، إلى جانب ذلك، فإن اللعبة تجمع بين جميع فنون السباحة وتتطلب إتقان كل ألعابها، ويلزمها الصبر والتأني وعدم الاستعجال من طرف المتدرب والأهل، أما فيما يخص المدرب فيجب أن يكون له تصور وخطة تدريب واضحة، كما يجب أن تكون له القدرة على احتواء اللاعبات لتحقيق الانسجام التام بين الجميع. تحديات اللعبة أما عن التحديات التي تواجه المدربة كمال الدين طه فتشير إلى أنها تتمثل في الخمول والكسل، وعدم الإقدام على الرياضة بشكل كبير من طرف البعض رغم الإمكانيات المتوفرة من حيث التجهيزات الكبيرة، كما أن بعض الأهالي يستعجلون النتيجة، مؤكدة أن العمل على صناعة بطل يتطلب بعض الصبر والتدرج في الوصول إلى الهدف، حيث يتضمن تطبيق «برنامج النجوم الدولي» مراحل عدة، حيث تحصل اللاعبات في المرحلة الأولى وبعد اختبار النجمة الأولى، الذي يتطلب إتقان الحركات الأساسية. وأضافت: بعد الحصول على هذه النجمة أو اجتياز مرحلة «ستار وان»، فإننا سنبدأ بالاستعراضات التي تنقسم إلى الفردي والزوجي والجماعي الذي يتكون من 8 لاعبات، ثم «الكومبو» الذي يتكون من 10 لاعبات، حيث تؤدي اللاعبات حركات فردية وزوجية وجماعية، ثم يتآلف الجميع في استعراض واحد. مستويات دولية ولتحقق البنات نتائج واضحة وليصلنا إلى مستويات دولية، تطالبهن بأن يتدربن من 3 إلى 4 ساعات يوميا، وفيما يخص النتيجة التي حصلت عليها مع المجموعتين، مجموعة أبوظبي ومجموعة دبي فإنها دربت اللاعبات 6 أشهر بحصة ساعتين في الأسبوع، وترى مستقبلا أنها غير كافية، خاصة أنها تطمح إلى إيجاد فريق يمثل الإمارات مستقبلا في المنافسات الدولية، وستعمل على تحقيق ذلك بإذن الله، خاصة أنها لاحظت أن اللاعبات استطعن إتقان إلى حد جيد ما علمته لهن واجتزن البطولة بجدية واهتمام ومسؤولية، هذا جانب مهم في الموضوع ويشجعها للعمل أكثر وبحماس، لأن حب اللعبة وعشقها يساعد على التألق، كما أن كل لاعبة من المجموعة لها مؤهلات نفسية وبدنية تختلف عن الأخرى، بالإضافة إلى روح التنافس التي تسود بينهن مما أعطى نتائج طيبة وجعلهن يحزن على إعجاب ورضى لجنة التحكيم التي تكونت من عضو من الاتحاد السباحة الإماراتي وحكمة هولندية في المجال ذاته. إصلاح الأفكار والسلوكيات تنهج المدربة غادة كمال الدين طه طريقة تدريب مختلفة، بحيث تطمح إلى إيجاد علاقات جيدة مع المجموعة، باحتوائها وتفهمها، وتقول في ذلك «أحب كل اللاعبات، وقد بنيت بيني وبينهن علاقة مودة وصداقة، وأنا هنا أقول أن تدريب سيدة له جانب إيجابي، بحيث تغدق على البنت من حنان الأمومة وتتفهم مشاعرها وتكون قريبة منها، كما أن الفتاة لا تخجل وتبوح ببعض أسرارها، وهذا يساعد على إصلاح بعض الأفكار والسلوكيات، ومن جانب آخر فإنني أوضح أن البيئة الرياضية في بعض الدول العربية طاردة نتيجة العنف الذي يمارسه بعض المدربين على اللاعبين، سواء من حيث الإحباط النفسي، والتلفظ ببعض الكلام غير المشجع، أو من حيث القسوة والعنف في التدريب دون رسم خطة واضحة، وهذا يؤدي إلى ابتعاد اللاعب عن اللعبة بعد وصوله لسن 16 سنة أو أقل، بحيث يبدأ في رفض هذه الممارسات، بينما الصحيح هو أن نتيجة التدريبات يجب أن تظهر في هذا السن ويصبح اللعب بطلًا وفي أوج عطائه. ثقة في النفس لفتت المدربة إلى أن البداية جيدة وأنها ستركز مستقبلاً على تدريب أقوى يستغرق ساعات إضافية، مؤكدة أنها ستعمل على تأليف بعض الاستعراضات على صوت الموسيقى تتطلب ساعات أطول، وتضيف أنه بعد البلوغ ستحتاج الفتيات تمارين على حمل بعض الأثقال، وذلك لتحقيق قوة طفو على الماء بمرونة دون إظهار الإجهاد والإعياء أثناء الطفو، بالإضافة إلى تمارين المقاومة وتمارين للأرجل، لبناء عضلاتها، لتحقيق العلو بمرونة دون إظهار أي مجهود، بحيث كلما ظهر ذلك للجنة كلما احتسبت أخطاء». وعمّا تكتسبه الفتاة والإضافات المادية والمعنوية التي تحققها لاعبة الباليه المائي، تقول إن اللاعبة تتمتع بثقة عالية في النفس، تشعر بتميزها على غيرها، كما تعلي تركيزها سواء في حياتها العادية أو الدراسية بما ينعكس عليها بشكل إيجابي، ناهيك عن اكتسابها لجسم رشيق ورائع، نتيجة ممارسة الرياضة، موضحة أن اللاعبة تشعر بأهميتها في المجتمع، وفي المدرسة عندما تكون صغيرة، بالإضافة لذلك، فإن اللعبة وعشقها يبعد الفتيات خلال فترة المراهقة عن الأفكار والممارسات السلبية، وتبني شخصية مختلفة تماماً. لاعبة السباحة التوقيعية تحتاج 11 عاماً لتصبح بطلة دولية ترى غادة كمال الدين طه أن لاعبات الباليه المائي تتفاوت إمكانياتهن البدنية والنفسية، مقدرة الفروق بين اللاعبات، وأن المدرب الجيد يستطيع استغلال الجانب الإيجابي في كل شخصية. وتضيف: عندما نتحدث عن السباحة التوقيعية، فإننا نتحدث عن تدريبات لمدة طويلة، وعن قدرات وإمكانيات للجانبين، للمدرب والمتدرب على حد سواء، فمثلاً عندما تدخل طفلة لا يتجاوز عمرها 5 سنوات للباليه المائي، فإننا نتوقع منها أن تصبح بطلة دولية عندما يصبح عمرها 16 سنة، مع العلم أنها تجتاز عدة بطولات محلية، وهذا يلزمه الجهد والصبر من الجانبين، مع مراعاة الفروق بين الأشخاص والشخصيات، فهناك مثلاً من تستجيب بعد الشهر الأول من التدريبات ويتوضح أن لها موهبة، بينما هناك من تجدها في نفس المجموعة، ولكن تقدمها بطيء، وهناك من تكون متفوقة في الحركات، بينما هناك من تكون ممتازة في الاستعراض على أنغام الموسيقى، وعلى المدرب الجيد أن يستغل هذه الفروق لخلق فريق منسجم». وتقرأ المدربة شخصية بعض اللاعبات لديها في الفريق، وتقول «بحكم تخصصي النفسي، فإنني أستطيع الوصول، لكن كل واحدة من اللاعبات وأعرف نوعية شخصياتهن ومن ثم أجد طريقة للتواصل معهن، فمثلاً الطفلة الصغيرة ندى ذات عمر 5 سنوات، فإنها كانت في البداية عنيدة ولا ترغب أبداً في النزول إلى الماء، وتعاملت معها بطريقة مختلفة عن الباقيات، بحيث بدأت أجازيها بحلويات، وبقبلة كلما كانت مطيعة وتستجيب لما أقول أثناء التدريبات، وبعد ذلك بفترة قصيرة تغير سلوكها، وباتت ترغب في إرضائي وتخاف على مشاعري، وبعد ستة أشهر من التدريبات فإنها حصلت على النجمة الأولى إلى جانب باقي اللاعبات، بل نالت إعجاب اللجنة، بحيث كانت تفهم وتعرف أسماء الحركات الفردية والتي تجاوزت عشر حركات، حيث أدتها اللاعبات بشكل فردي أمام اللجنة، أما اللاعبة آية 7 سنوات، فإنها تتصرف كطفلة صغيرة، تشعر بالبرد أثناء التدريبات أو الجوع، لكن عندما كانت أمام اللجنة، فإنني شعرت أنها مسؤولة وقادرة على إقناع اللجنة، رغم أن اسمها حتم عليها أن تتصدر الممتحنات، وتبدأ بالحركات الفردية قبل الباقيات، وهناك فروق أيضاً في بناء الجسم، بحيث تعتبر مثلاً هاجر الأولى من حيث بناء الجسم وتناسقه في المجموعة، حيث تتمتع بجسم ممشوق، بينما هبة فإنها فاجأتني أمام اللجنة، وكانت أحسن من المتوقع وأظهرت لي أنها بطلة في المستقبل لأنها تتمتع بحس المسؤولية وتستجيب كلما سمعت كلمة تشجيع وكلما شعرت أنها تحت الأضواء، وهكذا تتكامل المجموعة، ونحاول أن نخرج منها الأجمل والأفضل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©