الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تربويون: المعلم الخصوصي يربح المال ويخسر مكانته

تربويون: المعلم الخصوصي يربح المال ويخسر مكانته
8 يونيو 2015 23:45
قال سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم: «إنه مع دخول فترة الامتحانات النهائية، تنتشر ظاهرة الدروس الخصوصية، وهو أمر لا يؤيده المجلس، حيث إنه على المعلم أن ينجز عمله على أكمل وجه في الفصل الدراسي وفي المدرسة وليس خارجها». وبين أن لجوء الطالب إلى الدرس الخاص يدل على أن هناك قصورا في معلم المدرسة وانه لا يقوم بواجبه بشكل كامل، داعيا المعلمين إلى ضرورة الابتعاد عن إعطاء دروس خصوصية للطلبة خارج الحرم المدرسي، حيث إن ذلك يعتبر مخالفا للعقد المبرم بينهم وبين وزارة التربية والتعليم، كما أن لجوء المدرسين إلى إعطاء دروس خصوصية من أجل العائد المادي يقلل من شأن المدرس، ومكانته أمام الطلاب وهو أمر يؤثر على سير العملية التعليمية بشكل سلبي. وأشار الكعبي إلى أن أولياء الأمور يلعبون دوراً هاما في الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية، حيث إن امتناعهم عن تشجيع مثل هذه الظاهر سيساهم في التقليل من انتشارها. وأضاف: «كانت منطقة الشارقة التعليمية تنظم برامج ودروس تقوية للطلبة، والطالبات في العام الماضي من خلال فصول تدريسية على مدار العام ولجميع المراحل التعليمية بدءا من المرحلة الابتدائية ووصولا إلى المرحلة الثانوية وبرسوم رمزية تصل إلى 250 درهما، بهدف الحد من ظاهرة الدروس الخصوصي في جمعية المعلمين وهو أمر إيجابي، حيث إن ذلك يحد من تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية». وأوضح أن مركز دروس التقوية الذي كان يتبع للمنطقة له دور في جانب رعاية الطلبة المتفوقين، ليتمكنوا من الحصول على معدلات أعلى، فضلا عن علاج حالات تدني المستوى التحصيلي لبعض الطلاب، وتخفيف الأعباء المالية عن أولياء الأمور، حيث تعتبر رسوم المركز رمزية إذا ما قورنت بالمراكز الأخرى، موضحا بأن المدرسين العاملين فيه هم من ذوي الكفاءات العالية ويقومون بتدريس المنهاج المقرر من الوزارة بإشراف ومتابعة من إدارة المنطقة. مخالفة تربوية ومهنية أما حسن علي مدير منطقة عجمان التعليمية فقال: «الدروس الخصوصية ينبغي ألا يكون لها وجود في الساحة التعليمية، بل تمثل مخالفة تربوية ومهنية وفق القوانين التعليمية، ولذا فإن مزاولتها تقود صاحبها إلى المساءلة القانونية ووقوعه تحت طائلة عقوبة صارمة تصل أحياناً إلى حد الفصل من الخدمة لأنها تسيء للمعلم والمدرسة معاً، إضافة إلى ما يترتب عليها من أضرار مالية تلحق بآباء الطلاب وطالب الآباء بالإبلاغ عن أي معلم يثبت تورطه في تقديم هذه الدروس الخصوصية لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده، مشيراً إلى أن القرارات لا تجدي نفعاً ما لم تجد تعاوناً جاداً من الآباء الذين يتعين عليهم التوقف عن استقبال المعلمين في بيوتهم، وأيضاً الإبلاغ عن المعلمين الذين يقدمونها». وأضاف، أن المنطقة اتخذت تدابير وإجراءات عدة للحد من الدروس الخصوصية باعتبارها ممنوعة بحكم القانون وتخالف ميثاق أخلاقيات المعلم الذي وضعته الوزارة والذي يحظر على المعلم إعطاء الدروس الخصوصية. وقال: من ضمن أبرز التدابير مشروع الرعاية الإضافية التي تنفذه المنطقة منذ 10 أعوام للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية والرسوب ورفع التحصيل الدراسي للطلاب والذي أدى لتراجع نسبة اعتماد الطلاب في عجمان.. إن مركز «أبو ذر الغفاري» يقدم خدمات تعليمية متميزة للطلبة، برسوم رمزية وهو مركز غير ربحي، تم تأسيسه بهدف رفع المستوى، إضافة إلى تخفيف الأعباء المادية على أولياء الأمور عوض إزهاق أموالهم في الدروس الخصوصية، والإشراف على الخدمات التعليمية وتقويمها. واعتبر حسن أن نظام الثلاثة فصول وتقسيم المناهج على ثلاثة أقسام خفف العبء على الطالب في مذاكرة كميات بسيطة، فضلا عن أن الطالب في الصف الثاني عشر على دراية كاملة بمستواه ويتوقع النسبة التي قد يحصل عليها حيث إنه على علم بثلثي درجات الامتحان النهائي والتي حصدها من امتحانات الفصل الأول والثاني بما ألغى ما يسمى فالسابق رهبة الامتحان. سلاح ذو حدين أكد سالم السلومي موجة مادة الجيولوجيا بمنطقة رأس الخيمة التعليمية، أن الدروس الخصوصية ظاهرة موجودة وسلبية وسلاح ذو حدين إما يستفيد منها الطالب أو تضره، موضحا أن الطالب يلجأ للدروس الخصوصية بحثا عن الإجابة وفهم المادة والبحث عن المعلومة الغائبة وتكون إيجابية إذا قام المعلم بواجبه والغرض من اللجوء إليه، وتكون سلبية إذا اعتمد عليها الطالب اعتمادا كليا وإذا كان المعلم غير مؤهل لذلك، معللا أن السبب وراء ظهور الدروس الخصوصية في السنوات الماضية بكثرة هي وزارة التربية والتعليم التي ألغت دور التوجيه الرقابي المتابع لدور المعلم داخل الفصل، والذي كان بمثابة المرآة للوزارة لنقل وضع الميدان التعليمي. وأوضح السلومي، أن السبب وراء ظهور الدروس الخصوصية غياب الضمير الوظيفي لدى بعض المعلمين الذين بدؤوا يهملون دورهم في الرسالة التعليمية الأمر الذي انعكس سلبا على فهم الطالب وحصوله على المعلومة بشكل واضح، وذلك لعدم وجود رقيب عليهم وإلغاء الوزارة لدور التوجيه في المتابعة وتجديد عقد المعلم الذي كان يحدد أداءه واتقانه للعمل ويجعله على محك الأهداف والغاية من عملية التعليم والقيام بواجبه على أكمل وجه، ونتيجة طردية لتلك التداعيات تغيب المعلومة عن الطالب فيبحث عنها بالدروس الخصوصية لسد الثغرة التعليمية. وبين أن عدداً من المعلمين في المنظومة التعليمية يمتهنون هذه الوظيفة البديلة لأسباب كثيرة منها ضعف وتدني الرواتب مقارنة بارتفاع المعيشة حاليا خصوصا مسألة الإيجارات ناهيك عن عدم وجود غياب رقابة حقيقية عليهم، مكررا أن وظيفة التوجيه في المدارس كانت مرآة للوزارة وغيابها جعل الرؤية غير واضحة. ونوه بأن الدروس الخصوصية ظاهرة موجودة في الميدان التعليمي ولابد من الاعتراف بها، مؤكدا أن هناك تربويين وممثلين من منظومة التعليم يلجأون لها ويعتمدون عليها بشكل واضح وعلني أيضا.قال عدنان عيسى مدير مدرسة النهضة الخاصة بأبوظبي: «إن الدروس الخصوصية عادة ما يحتاجها الطلاب المقصرين أو الذين أهملوا الدراسة وفي الأيام الأخيرة قبل الامتحانات يحتاجون إلى جرعات من الدروس الخصوصية حتى يضمنوا تعويض التقصير في التحصيل على مدار الفصل الدراسي». وأضاف أن ظاهرة الدروس الخصوصية سلبية وتنشط قبيل الامتحانات ومعظم التربويين يرفضون هذه الظاهرة، مرجعاً السبب الرئيس في هذه الظاهرة يرجع إلى الطالب نفسه نتيجة الإهمال والتقصير واللجوء إلى هذه الطريقة لتعويض ما فقده من نقاط تحصيل. وأشار إلى أن مدرسته تقدم الدعم التعليمي من دون مقابل وذلك بهدف رفع مستوى الطلاب بالمدرسة وضمان الجودة التعليمية، لافتا إلى أن إدارة المدرسة لا تسمح بإعطاء مجموعات تقوية للطلاب نظير مبالغ مالية. ولفت عيسى إلى أن إدارة المدرسة تبلغ أولياء الأمور في حال تدني مستوى أبنائهم وضرورة المتابعة لهم وتقديم الدعم التعليمي خلال اليوم الدراسي لسد الثغرات وزيادة مستوى التحصيل لهم ما يمنع الحاجة إلى اللجوء إلى الدرس الخصوصي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©