الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرجعيات الثقافية والدينية (3-4)

24 سبتمبر 2017 22:13
لقد استعمرنا الغرب طويلاً، وعمل وقبل خروجه على تقسيمنا، ولكن هذا في حد ذاته ورغم مضي عقود من الزمن لم يعد كافيا لديه، وابتدعت نظريات جديدة كانت من وحي واقع تلكم الحقبة المظلمة، من خلال إعادة إحياء فكرة ربط الدين بالسياسة، وكانت المحاولات مبكرة جداً ومن قبل ظهور حركات التحرر الوطني في عالمنا العربي، ومن قبل خروج الاستعمار من بلداننا بشكله ومفهومة التقليدي القديم، والتي كانت بداياتها خلق ما سمي اصطلاحاً «بالإسلام السياسي» ومنها تنظيم جماعة الإخوان المسلمين والتي تم تكريسها لتكون منظمة عالمية ترعاها دول غربية ولا تزال ليومنا هذا، تؤمن بضرورة إعادة دورها وإحيائه من جديد، ليكون الذراع الموازية لأيدلوجية التمدد الفارسي والدولة الدينية والتي تم لها النجاح برعاية غربية هيأت الخميني والشارع الإيراني وحملته على متن طائرة فرنسية، وبعد تهيئة مسرح الأحداث لتقبل الوافد الجديد، وقد كان، لتكون بداية لمرحلة جديدة شهدنا فصولها الأولى وما نزال. منذ تلك التواريخ المفصلية والتي صبروا عليها طويلاً بدا الأمر يؤتي أُكُله من خلال الحرب العراقية الإيرانية وتمدد النفوذ الإيراني وتصدير ثورته وإضعاف العراق والقضاء عليه كقوة إقليمية وتحت مظلة دينية طائفية، وهذا كله لم يكن بعيدا عن حركة تطور وتغلغل وانتشار حركة الإخوان المسلمين كقوة متنامية وفاعلة الأرض في الكثير من بلداننا العربية والإسلامية، من خلال المد الشعبوي لها تحت غطاء ديني أيضا، وجاءت بعدها ثورات ما سمي بالربيع العربي لتؤصل واقعاً جديدا على الأرض لنظريات الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة ولتتحول النظرية إلى التطبيق ومقياس مدى نجاحاتها وإخفاقاتها، لغرض تصحيح المسار، وكما شاهدنا لتخلق واقعاً جديداً مأسوفاً عليه من خلال تكريس مفهوم الدولة الدينية وإعادة ربط الدين بالسياسة كقوة سلطوية شمولية. كل هذا كان تهيئة ومقدمة لما حدث وسيحدث، اليوم لكثير من بلادنا التي تعاني من هذا المد والذي أطلق عليه مصطلح الإسلام السياسي لتحكمنا بشريعة وقوانين وثقافة زائفة وهجينة ومسمومة، ولتكون المرجعيات الدينية هي مرجعياتنا الفكرية والثقافية لتعود بنا إلى عصور الظلام وعصور ما قبل النهضة، وهذه كانت هي الوعود التي تعهد حملة لوائها على جناحي هذه الحركة «جماعة الإخوان وولاية الفقيه» بها أمام أسيادهم الذين صنعوهم وأمام التاريخ. مؤيد السامرائي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©