الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زلزلة تضرب قطر

24 سبتمبر 2017 22:12
منذ نعومة أظفارنا ونحن نردد في محافل الوحدة والاتحاد (خليجنا واحد وشعبنا واحد) نعم لأننا واحد، تآلفت قلوبنا وشعائرنا بل ودماؤنا في أواصر امتدت على ضفاف الخليج العربي، وأينعت في واحات المصير المشترك. فالإنسان الخليجي استنطق بيئته في صنع مأمن ومرسى وكيان للوحدة الثقافية والحضارية في رسم ملامح مستقبلية من أجل تقوية المصالح المشتركة بمفهومها الشامل، وفي العدد الثالث من دورية آبل، عبدالعزيز (2004م) والتي تصدر باللغة العربية: ترى أن دول الخليج عملت جاهدة وبأفق استراتيجية منذ بداية تأسيسها في البناء والتنمية الاقتصادية والتي كانت الخطوة الأولى لفتح المزيد من المساحات في خلق مستقبل سياسي واحد، ينطلق من مصلحة الأجيال القادمة في عموم المنطقة. إن الوحدة الخليجية التي تأسست عام 1981م بين دول الخليج العربية الست وهي: المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وسلطنة عمان، وقطر نبعت من تشابه هذه الدول إلى حد بعيد في النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، كما أنها تواجه ذات الأطماع والأخطار المتماثلة نوعاً ما. ويبقى الاتحاد الفعلي في إطار يحتفظ بحق هذه الدول والتي تعتبر كاملة السيادة تتمتع باستقلالية وحرية في ممارسة سلطاتها، بحيث تحترم المصالح في نظم وقوانين وسيادة دول التعاون ليضيف ذلك تكاملاً واعياً مدركاً لأمور الدفاع في الشؤون الداخلية والخارجية على حدة. ومع كل هذا التهافت والتلاحم لتكوين الكيان الأعظم والأقوى في الخليج، تأتي النزعة (القطرية) لتجتث الوحدة الخليجية بتجاهل متعمد وغير منطقي، فلا تزال قضية التناقض التي تمارسها الشقيقة قطر تعد عائقاً في التوجهات الوحدوية الخليجية، والتي لا تنسجم مع الأحداث الساخنة التي تشهدها المنطقة. وإنْ قبلت (قطر) الانعزال عن أي مشروع اتحادي خليجي، سيعني ذلك التخلي عن مكاسب العقود الثلاثة من التعاون والتاريخ المشترك، ومن شأنه زلزلة توازنها وضعف كيانها الوحدوي مع تقلص القدرة، وانكماشها في التعامل مع بيئتها الاستراتيجية ووحدة وإرادة شعبها. إن حصر الولاء في وطن صغير على حساب الولاء للخليج العربي وأمنياته المستقبلية، يضعف القدرة على مواجهة التحديات الأمنية الداخلية والإقليمية على بقية دول الخليج العربية، والتي تدعو بضرورة إلى بناء كيان سياسي أكبر وأقوى في الخليج. من أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «انطلاقاً من إيمان الشعب العربي في الخليج بوحدة روابط الدين واللغة والعادات والتقاليد والآمال والمصير المشترك، وإدراكاً لأهمية الموقع الاستراتيجي للمنطقة وللحفاظ على أمنها واستقرارها، سعى قادتها إلى تحقيق أماني هذا الشعب لزيادة التنسيق وتوسيع آفاق التعاون في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية والتي توجت بقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية». فهل تقرعين الشقيقة قطر باستقرار موطنها؟ أم تزلزل دولتها؟! نادية الحوسني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©