الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تثقيف أبنائنا

24 يوليو 2018 21:44
من المهم جداً أن نثقف أولادنا عن أمورنا الحياتية، وأن نعلمهم أبجديات الحياة من أجل أن يتعايشوا مع أوضاعهم، ويتأقلموا من ظروفهم، ويعلموا بما يدور حولهم، ويميزوا الخبيث من الطيب، ويسعوا بكل ما أوتوا من قوة إلى بناء مجتمعهم، والارتقاء بواقع حالهم، حتى يصبحوا نعم الجيل الصالح المتفاني لخدمة الوطن الغالي. ومن أهم أوجه التثقيف، تثقيف أبنائنا الأسوياء عن أبنائنا وإخوتنا وأحبتنا من أصحاب الهمم، فقلما نجد من يهتم بتثقيف أولاده عنهم، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة فتوراً واضحاً في معلومات أبنائنا عن هذه الفئة، وعن كيفية التعامل معها وكسب قلوبهم الصغيرة البريئة، وإليكم قصة واقعية حدثت معي شخصياً عن هذا الموضوع: كنت في أحد الأيام جالسة مع ابني نتابع أحد التقارير الميدانية المعروضة على إحدى القنوات، يتحدث هذا التقرير عن ذوي الاحتياجات الخاصة في أحد مراكز الدولة، وعن فعالياتهم واحتفالاتهم، وقد كان لجميع الأطفال من فئة (الشلل الدماغي - متلازمة داون - الشلل الجسدي وغيرهم) الدور الأكبر في التقرير وفي الاحتفال، وبينما كنت مندمجة في متابعة التقرير سمعت ابني يقول وبكل براءة: «أنا أخاف منهم»، الجملة التي جعلتني أشعر بالغضب وبالخجل في آنٍ واحد، ومع هذا فابني لا يعي ما يدور حوله، ولكن الخجل الذي انتابني لأنني لم أفكر في تثقيف أسرتي بشكل جيد جيداً عن هذه الفئة، التي تحمل في قلوبها الكثير والكثير من المشاعر الإنسانية الصادقة، فأجلست ابني في حجري، وقلت له بصوت واضح وحنون: «أبناؤنا من أصحاب الهمم هم إخوتنا وأحبتنا في الله، وهم أصدقاؤك وزملاؤك يلعبون ويأكلون مثلما أنت تفعل، إلا أن الله تعالى ميَّزهم قليلاً عنا، ولله في خلقه شؤون». المغزى: درس بسيط وتجربة عملية من واقع حال، مغزاها بأننا يجب أن نبدأ بتثقيف أولادنا الصغار عن فئة ذوي الحاجات الخاصة، فنحن مقصرون كثيراً حيالهم، ويمكننا سد فوهات التقصير هذه عن طريق البدء بتوعية أبنائنا وبناتنا عنهم، فهم يستحقون كل تقدير واحترام منا، وليس هنالك أي عيب من دمج أولادنا معهم، فكل منهم سينهل من الآخر، وكل منهم سيساعد الآخر في بناء مجتمع متكامل متوافق، بعيد عن الأمية والجهل، قريب من دائرة العلم والتقدم والرقي، من أجل أن ننشئ جيلاً متحضراً متقدماً، لا يفرق بين سوي وذوي حاجة خاصة فيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©