الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العقدة القطرية.. تجاه دولة الإمارات (1-2)

24 يوليو 2018 21:44
لا تلتهب النيران من دون وقود، تلك النيران السياسية التي بمقدورها أن تجفف الأخضر وتلتهمه، وقودها الأزمات السياسية بين النظام القطري من جهه ودول الخليج العربي من جهة أخرى، وتتأزم تجاه أبوظبي بصفة خاصة، ترجع مسببات الأزمة الخليجية بين النظام القطري ودول الخليج العربي منذ القطيعة في عام 2017، وتحديداً في الخامس من يونيو، فقد هبت رياح الفتنة التي عصفت بوحدة الأشقاء، وتأرجحت المسببات ما بين الخديعة القطرية والتفوق السياسي لدول الخليج العربي، وهنا تأزمت المشاكل بين الأقطاب المعنية مما آلى للدوحة لإبراز الوجه الخفي لسياساتها تجاه أبوظبي، وبالتالي ظهر للواجهة الوجه القبيح الذي خططت إليه قطر تجاه أشقائها. إن العقدة القطرية تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة ليست وليدة اللحظة.. فبداية هذه العقد من المحرك النفسي الذي تنظر به قطر إلى دولة الإمارات كأنها تنافسها في الرياض عاصمة جارتها الكبرى، فكرت في اللعب بدول المنطقة وإدخال النزاعات والمشاكل الداخلية بينها، فحاولت العمل فوق قدراتها السياسية والاستراتيجية في محاولة تغيير النظام في مصر وإقحام نفسها في دول الثورات العربية ولكنها فشلت. كانت الدوحة تنظر إلى السعودية كأنها راكدة إقليمياً ودولياً، وفشلت أيضاً في أخذ دور المملكة الحيوي والاستراتيجي في الشرق الأوسط تلك الغيرة أدت لاستمرار الدوحة في لعب دور المنافس في التعامل مع جاراتها، وبالتالي ظهرت أوجه التوتر والخلافات على العلاقات القطرية السعودية. وعلى الناحية الأخرى ظهرت مسألة التقارب مع المملكة العربية السعودية بأساليب الشراكة تقريباً في عدة مجالات، وتحاشت الخلافات بينهما، مما أدى إلى استمرار درجة هذا التقارب، وصولاً للاتفاق على رغبة المملكة في تحويل مجلس التعاون الخليجي إلى مجلس اتحاد يضم الدول المعنية. قطر لم تقف صامدة ومكتوفة الأيدي إلا أنها كانت تصر على لعب الدور العسكري والسياسي في أزمة اليمن، الأمر الذي وجدت فيه الدوحة أن دورها محدود وتدخلت في القضية السورية بجماعاتها التي لم تجد سوى العنف والإرهاب، مما أطاح بالقضية السورية من الحلول التي يطمح بها الشعب السوري بزعم العنجهية القطرية لتصدر المشهد ولعب دور البطل الذي يعكس محدودية قواتهم المشاركة في هذه التدخلات. خرجت الخلافات من قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى العلن، وخرجت القرارات القطرية إلى طالع المواجهة المباشرة، عبر قرار دولة الإمارات منع (يوسف القرضاوي) أحد كبار قادة تنظيم الإخوان الإرهابي المقيم في قطر من دخول دولة الإمارات، إزاء التصريحات التي أدلى بها على قناة الفتنة والإرهاب «الجزيرة القطرية» بتهجمه على السياسة الإماراتية، وفور ذلك لم تقف الإمارات أمام هذه الأكاذيب والأباطيل، وقام الفريق ضاحي خلفان مدير عام شرطة دبي (آنذاك) بتفعيل مذكرة اعتقال لدى الإنتربول الدولي لتوقيف القرضاوي بتهم التدخل القسري في الشؤون الداخلية لدولة الإمارات، وتهكمه على السياسات التي تنتعش بها البلاد تقدماً وازدهاراً. إن السياسات الخارجية القطرية تجاه الدول لم تشمل الخليجية فقط، وإنما امتدت ذراعها نحو كثير من الدول العربية، أملاً في وضع النفوذ القطري على هذه السياسات، ومحاولة بناء الأنظمة الجديدة حسب أهوائها، فكان التدخل القوي من الدوحة، خصوصاً في الداخل المصري، نقطة خلاف بين الدولتين، فمن ناحيتها حاولت قطر زعزعة موجة الخلافات الداخلية والتوغل في الشأن الداخلي بجميع أذرعها السياسية والإعلامية، وتوالت التصريحات والمناوشات من الدوحة أملاً في الحصول على أكبر من قدراتها والصعود إلى الواجهة السياسية، حيث كانت تراقب عن كثب تحركات دولة الإمارات وتفاعلها إيجاباً مع موجة التغييرات السياسية التي مرت بها البلاد، إذ كانت تُدير الدوحة سياساتها أمام أبوظبي، خصوصاً في كيف يقف الفأر أمام الأسد دون الفرار. بداية الأزمة المشتركة بين قطر ودول المقاطعة كانت لها خلفية تاريخية، ففي مارس 2014 سحبت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين سفراءها لدى النظام القطري، بسبب ما وصفوه بعدم التزام الدوحة بالمقررات المتفق عليها في إحدى جلسات مجلس التعاون الخليجي، ولكن الداخل يشهد متلازمات لهذه الأزمة في وقت سبق هذه الأحداث التي مرت بمنطقة الشرق الأوسط ودول ثورات الربيع العربي، وعلاقات قطر مع الأطراف التي تزيد من إشعال الفتن وموقفها الإعلامي لقناتها الجزيرة في إبراز حدة التوترات الداخلية وترسيم قطر كأنها راعية لسلام وأمن المنطقة وبالحديث عن الموقف الإعلامي للدوحة، ومن خلال نافذتها في قناة الجزيرة بثت القناة في مايو 2017 تصريحات لأمير قطر انتقد خلالها المشاعر المعادية لإيران، فيما سارع المسؤولون القطريون إلى إنكار هذه التصريحات كقرصنة وكالة الأنباء الرسمية. القضية الإيرانية الإماراتية التي مازال نزاع الماضي يُسطر العلاقة بين البلدين سياسياً، فشبح الماضي يزامن تحديات المستقبل في وضع الحد الكافي لسياسة إيران في المنطقة، فالتوسع الإيراني الشيعي في المنطقة يُنذر بخطورة الموقف، إذ أن الدوحة حريٌ بها أن تنظر للقضية بالميول تجاه شقيقتها الإمارات، فالأمر ليس عناداً أو تعنتاً، تلك القضية المشتركة أقطابها دول الخليج العربي ككل من ناحية وإيران من ناحية أخرى، لوقف التمدد الإيراني في الشرق الأوسط وتقييدها سياسياً وإعلامياً، لذلك فإن التحديات التي تواجه مستقبل مجلس التعاون الخليجي تستدعي تلاحم جميع الأقطاب وبصورة خاصة قطر التي تخفي وجهها الحقيقي الخبيث تجاه هذه القضية، وإن وقفت صامتة أو حياداً، فإن ذلك يشوبها الشبهات تجاه علاقتها بإيران. فهد الحربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©