أصيلة تستعيد ذكرى بلند الحيدري

محمد نجيم (الرباط) استحضر منتدى أصيلة الدولي، ذكرى الشاعر العراقي الراحل بلند الحيدري، وذلك في حفل توزيع الجائزة التي تمنحها مؤسسة أصيلة وتحمل اسم هذا الشاعر الكبير الذي كان من أبرز أصدقاء هذا المهرجان، منذ تأسيسه. وقد أكد الأمين العام لمنتدى أصيلة ومُؤسسه محمد بنعيسى، أن الشاعر الراحل بلند الحيدري هو من حثه على إحداث جائزة للشعراء الشباب، وقد تحقق ذلك بعد سنوات من رحيله، وقال بنعيسى في كلمته «هذه اللحظة هي لحظة تعبير عن الوفاء لواحد من الذين ساهموا بأفكارهم وكتاباتهم في موسم أصيلة الثقافي». وتوقف الشاعر اللبناني شوقي بزيغ الذي حضر حفل تسليم الجائزة، عند أهم المحطات الحياتية والظروف التي صنعت هذا الشاعر والإكراهات الحياتية التي عاشها بصمت، مشيراً إلى أن بلند الحيدري لم يُكمل تعليمه في مقاعد الجامعة، شأنه في ذلك شأن جيل الأربعينيات من القرن الماضي، ولم يحتك بجيل الرواد في مدونة الشعر العراقي إنما عاش عصامياً وعمل بمفرده على صقل موهبته الشعرية، ونحتها بأدواته الخاصة. وتوقف بزيغ عند الظروف السيئة التي رافقت حياته وجروحه الحياتية الكثيرة، منها ما أثر بشدة على نفسيته وهي انفصال والديه وتشرده في سن مبكرة، ليواجه قدره وحيداً، وهذا ما شكل روح التمرد في شخصيته وشعره. كما توقف بزيغ عند لغة الشاعر الراحل، إذ اعتبرها مبنية على الاقتصاد في التعبير والاسترسال واستعمال البحر المتدارك في أغلب ما كتبه من شعر، وقصائده تعكس حالته النفسية وقلقه الوجودي. أما الشاعر المغربي المهدي أخريف، فأشار في ورقته إلى أن الشاعر بلند الحيدري، وهو أحد أبرز الأسماء في سماء القصيدة العربية الحديثة إلى جانب أدونيس ونازك الملائكة والسياب ودرويش. وقد تسلم الفائزان بجائزة بلند الحيدري للشعراء الشباب: الشاعرة المغربية نسيمة الراوي والشاعر التونسي محمد العربي جائزتيهما من أمين منتدى أصيلة الدولي محمد بنعيسى، بحضور أعضاء لجنة التحكيم التي ترأسها الشاعر البحريني علي عبدالله خليفة والمكونة من: الشاعر الأردنية مهى عثوم، والشاعرة التونسية آمال موسى، والشعراء المغاربة: محمود عبد الغني ومحمد بودريك، ومزوار الإدريسي. ومن بين الفائزين بجائزة بلند الحيدري للشعراء الشباب في دوراتها السابقة: عبد السلام الموساوي، وياسين عدنان، وإكرام عبدي، وعبد الرحيم الخصار، وسكينة حبيب الله، والمصري أحمد بخيت، والعراقي علي أشلاه، والإماراتية خلود المعلا، والكويتي محمد هشام المغربي، وقد تقرر رفع سن الترشيح للجائزة إلى 40 سنة بدل من 35 سنة.