الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مرايا لونية متعاكسة وإيقاعات متناظرة

مرايا لونية متعاكسة وإيقاعات متناظرة
24 يوليو 2018 21:38
غالية خوجة (دبي) ماذا عندما ترسم الألوان ضياء صلاة الفجر؟ وكيف يكون الإنسان عالَماً مصغراً لذاكرة وطنه، وتربته الأولى التي يثبتها العلم الحديث من خلال شريط المورثات (DNA)، وعلاقة المكونات الفيزيولوجية بدرجات الأرض بين خطوط الطول والعرض؟ وما علاقة الذاكرة الجمعية بالذاكرة الفردية ومنتوجها في الزمنين الحاضر والآتي؟ حول هذه التساؤلات تدور بعض الأعمال الفنية الأوزبكستانية التي تعرض بين فترة وأخرى في العديد من الغاليريهات في الإمارات العربية المتحدة، ومنها غاليري أنداكولوفا Andakulova Gallery الوحدة رقم (18/P4 level)، داماك بارك تاورز، المركز المالي العالمي بدبي، والتي استضافت أعمال العديد من الفنانين الأوزبكستانيين، منهم الفنان يورا يوسينوف Yura Useinov، الذي يرى ضوء صلاة الفجر منعكساً على لوحته المعتمدة على الحرير ومواد أخرى، كما تنعكس ألوان الطاقة الموحية بالطمأنينة واليقين، والمؤلفة من لون الضوء المشوب بالزهري الذي تدور حوله تدرجات الأزرق والأحمر والبرتقالي والترابي، بشكل يبدأ دائرياً ثم يتمدد كما الأثر المتبقي من المجرد منا على المكان، وفي الكون، ليملأ الجهات، ويترسب متحركاً كما الأشعة في الأرض. ومنهم الفنان يورستانبك شيغاييف Yuristanbek Shygaev الذي تبدو لوحاته أحداثاً وشخصيات وذكريات وأشكالاً متداخلة، بعضها يحكي عن التفاصيل اليومية، والمنمنمات الطبيعية، وبعضها يحكي عن الدواخل الإنسانية وما تحمله من موروث تاريخي ومكاني وتقليدي وخرافي متصل باللحظة المعاصرة الجوانية والموضوعية، وغالباً ما يكون اللون الأساسي هو الأحمر وتدرجاته المضمخة بالأسود أو الأبيض، إضافة إلى انشغالات الألوان الأخرى بعناصر اللوحة وإيحاءاتها وتداعياتها المنبثقة من الذات. بينما تأتي تجربة الفنان تيمور إرنست أحمدوف Timur Ernst Akhmedov، بمعرضه الفردي الحالي بعنوان (المشكال/Kaleidoscope)، والمستمر لغاية (19) سبتمبر القادم، تجربة تركيبية رمزية تفتح الغموض على الأحلام الأسطورية الممزوجة بالسوريالية الهائمة على مسرح العالم اللا نهائي، تلك المنصة التي تظهر فيها شخصيات غير واقعية، يضم الفنان إليها شخصيته ليتحرك بينها بشكل واضح أو خفي، من خلال حركة المنظار الفني للألوان وحركة الخطوط والتكوينات الفراغية والكتلية التي تمنح المتلقي أشكالاً مختلفة مع تغيير مكانه الذي يرى اللوحة منه، وما تعكسه مع كل حالة يلمع فيها الظل، ويهطل منها الضوء، تماماً، مثل الدلالات النصية، وهي تعبر من خلال المرايا المتعاكسة والمعاني المتناظرة، أمّا أجمل لوحة تعكس هذه الإيقاعات المتلألئة بتدرجات الأزرق والأحمر وما بينها من الأسود والأبيض والرمادي، فهي لوحة (ذات مساء صيفي) ـ وهي «بروشور» المعرض ـ التي تتلون بموسيقا العازف والمغني وأحلام الموج وذكريات النبض مع الحب والمكان والزمان، لتتركنا نتساءل: هل هي الرومانسية الأوزبكستانية المعاصرة؟ أم هي خرافة الوجدان، ذات مساء، تشفع له الموسيقا؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©