السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرنسا تمنع «تحركات مشبوهة» للأصول التونسية لديها

فرنسا تمنع «تحركات مشبوهة» للأصول التونسية لديها
16 يناير 2011 00:26
عواصم (وكالات) - دعت فرنسا أمس، إلى إجراء انتخابات حرة بأسرع ما يمكن في تونس، وقالت إنها اتخذت خطوات لمنع أي تحركات مشبوهة للأصول التونسية في فرنسا. في حين، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان أمس، أن فرنسا تقدم “دعماً كبيراً” لرغبة الشعب التونسي “في الديمقراطية”، متخذاً لأول مرة بوضوح موقفاً مؤيداً للانتفاضة الشعبية في تونس، ودعا إلى تنظيم “انتخابات حرة” في أقرب وقت. وذكر مكتب الرئيس ساركوزي في بيان “اتخذت فرنسا الخطوات الضرورية لضمان وقف التحركات المالية المشبوهة فيما يتعلق بالأصول التونسية في فرنسا إدارياً”. وقال البيان، الذي صدر بعد أن اجتمع ساركوزي بعدد من الوزراء الرئيسيين في مكتبه لإجراء محادثات بشأن تونس، “فرنسا مستعدة لتلبية أي طلب لضمان تحقيق العملية الديمقراطية بطريقة لا يمكن الطعن فيها”. وفرّ الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي ظل رئيساً لتونس لأكثر من 23 عاماً، “المستعمرة الفرنسية السابقة”، إلى السعودية أمس الأول في مواجهة احتجاجات حاشدة. وحتى أمس الأول، اقتصر موقف باريس على “الأخذ علماً بالفترة الانتقالية الدستورية” في تونس مع التعبير عن رفضها استقبال الرئيس السابق بن علي. وقبل رحيل بن علي انتقد رئيس الوزراء فرانسوا فيون “الإفراط في استعمال العنف” من الشرطة التونسية ضد المتظاهرين. وقال ساركوزي إن “سياسة فرنسا تقوم على مبدأين مهمين: عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة ودعم الديمقراطية والحرية”. وأضاف أن فرنسا “تدعو إلى الهدوء وإنهاء أعمال العنف وتنظيم انتخابات حرة في أقرب وقت”. وتابع البيان “في هذه المرحلة الحاسمة لتونس، تبدي فرنسا استعدادها للتجاوب مع كل مطلب مساعدة كي تتم العملية الديمقراطية بشكل لا غبار عليه”. وخلص البيان إلى القول “أخيراً اتخذت فرنسا إدارياً الإجراءات الضرورية لتجميد كل التحويلات المالية المشبوهة، التي تخص أرصدة تونسية في فرنسا. وهي تحت تصرف السلطات الدستورية للرد من دون تأخير على كل طلب يخص الأرصدة التونسية في فرنسا”. من جهتها، انتقدت الصحف الفرنسية أمس، صمت السلطات الفرنسية وعبرت عن قلقها على مستقبل تونس بعد مغادرة رئيسها البلاد. وسخرت صحيفة “ليبيراسيون” اليسارية من “الخليفة المضحك لبورقيبة العظيم ورئيس شرطة أحد أشرس الأنظمة في المنطقة”، معتبرة أنه “لم يكن سوى رجل جبان وعندما أبلغه الشعب بصرفه، غادر يجر ذيول الهزيمة”. أما صحيفة “لا ريبوبليك” التي تصدر في البيرينيه، فأشارت إلى أن الثورة التونسية “حدثت من دون فرنسا، فرنسا الإليزيه والدبلوماسية، حيث أرادت وزيرة الخارجية تقديم دعم خبرتها الأمنية إلى نظام بن علي”. وأضافت أن تصريحات بعض المسؤولين الفرنسيين ومن بينهم رئيس الحكومة فرنسوا فيون ووزيرة الخارجية ميشال اليو ماري و”صمت” الرئيس ساركوزي ستؤثر إلى حد كبير وتشكل “عاراً”. من جهتها، عبرت صحيفة “لومانيتيه” الشيوعية عن ارتياحها، لأن تونس كسرت القيود. وقالت إن “الدم الذي سال مجدداً ممزوج بالكلام المعسول أجج الغضب”. وعبرت “الفيجارو” اليمينية عن تخوفها من “العملية الانتقالية السياسية الحساسة” بعد رحيل بن علي. وقالت إن “إعادة الهدوء إلى الشوارع والجدل إلى الساحة السياسية في بلد كان الرأي العام فيه مقموعاً يحتاج إلى برودة أعصاب”. وأخيراً كتبت صحيفة “سود ويست” أن “شعلة بشرية أشعلت الحريق. إنها شعلة محمد البوعزيزي (26 عاماً) البائع المتجول، الذي صادرت شرطة فاسدة عربته”. وبوجه عام، دعا الغرب إلى عملية انتقالية سلمية في تونس بعد رحيل بن علي، الذي كان أحد حلفائه في المنطقة. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أشاد”بشجاعة” الشعب التونسي ودعا “كل الأطراف إلى المحافظة على الهدوء وتجنب العنف”. كما استنكر القمع ضد المدنيين ودعا الحكومة التونسية إلى “احترام حقوق الإنسان وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في المستقبل القريب تعكس الإرادة والتطلعات الحقيقية للشعب التونسي”. من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف في تونس إلى “ضبط النفس” و”حل المشاكل بشكل سلمي تجنباً لفقدان مزيد من الأرواح وتصاعد العنف”. من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى “حلول ديمقراطية دائمة” في تونس كما دعا إلى الهدوء بعد الإطاحة ببن علي. وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج السلطات التونسية إلى أن تبذل ما في وسعها لإيجاد حل “سلمي” للأزمة وإلى إجراء انتخابات حرة ومزيد من الحريات السياسية في هذا البلد. وفي السياق، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قلقها من أسوأ اضطراب تشهده تونس خلال العقدين، وقالت قبل اجتماع مع أعضاء كبار آخرين في حزبها الحاكم (المسيحي الديمقراطي) في ماينتس، “الوضع في تونس خطير للغاية، ويكشف أن الركود جعل صبر الناس ينفد تماماً”. وقالت ميركل “سنعمل على استخدام نفوذنا للتأكد من أن الأمور ستسير هناك بصورة سلمية وتجنب وقوع عدد كبير من القتلى بقدر الإمكان”. من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الألماني ونائب المستشارة جيدو فيسترفيله إنه تم تشكيل فريق أزمات لمساعدة الألمان الذين يقضون عطلاتهم في تونس. إلى ذلك، أعلنت إيران إنها تأمل في أن يعود الأمن والاستقرار لتونس عما قريب، في أعقاب فرار بن علي وتغير موازين القوة السياسية في البلاد، ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا” عن رامين مهمان باراست الناطق باسم الخارجية قوله “التطورات في تونس شأن داخلي .. لكننا نأمل أن تستعيد البلاد الاستقرار الأمني في فترة وجيزة من خلال اعتدال كل الأطراف السياسية المشاركة”. وأضاف المتحدث “المهم بالنسبة لإيران هو أن تسود إرادة الشعب بالطرق السلمية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©