سرمد الطويل، باسل الخطيب، وكالات (عواصم)
كشفت خلية الأزمة الوزارية التي شكلتها الحكومة العراقية عقب اندلاع الاحتجاجات المطلبية العارمة في المحافظات الجنوبية للمطالبة بتحسين مستوى الخدمات، ومنها الطاقة الكهربائية، عن تخصيص 400 مليون دينار لتدريب 40 ألف باحث عن العمل (عاطل)، في إطار مساعي رئيس الوزراء حيدر العبادي لاحتواء الأزمة، من خلال تقديم حلول لمعاناة سكان جنوب ووسط البلاد. وفيما ارتفعت حصيلة قتلى التظاهرات منذ 8 يوليو الحالي، إلى 14 ضحية، و745 جريحاً من المدنيين والقوات الأمنية، سادت أجواء من الهدوء الحذر في محافظات ومدن جنوب العراق أمس، مع دخول مهلة أسبوع حددها شيوخ العشائر للحكومة، حيز التنفيذ، من أجل تحقيق مطالب المتظاهرين.
وفي تطور لافت، وقع 16 عضواً من أعضاء مجلس محافظة البصرة، في جلسة استثنائية، على كتاب رسمي، يطالب الحكومة الاتحادية بالموافقة على إنشاء «إقليم البصرة»، مؤكدين أن البصرة «تعاني من مشاكل كثيرة لا تستطيع الحكومة المحلية إنجازها بسبب الضائقة المالية والروتين» وأشاروا إلى أن البصرة التي تعد سلة العراق الاقتصادية، يشرب سكانها «الماء المالح».
وقال وكيل وزارة الكهرباء والماء الكويتية، محمد بو شهري، أن الوزارة تبرعت للعراق بعدد 17 مولداً كهربائياً متنقلاً بطاقة إجمالية تبلغ 30 ألف كيلو وات، وذلك للتخفيف من الأزمة الكهربائية التي تعانيها مدينة البصرة.
أمنياً، قتل 3 مسلحين اقتحموا صباحاً مقر محافظة أربيل كبرى عاصمة إقليم كردستان، بتبادل إطلاق نار مع قوات الأمن الكردية، ما أسفر أيضاً عن مقتل أحد الموظفين، فيما أعلن جهاز مكافحة الإرهاب المحلي، التعرف إلى هويات المهاجمين، مبيناً أنهم أكراد من مواليد 2002، وهم طلاب مسجلون في المرحلة الإعدادية.
ووسط توقعات باتخاذها التظاهرات الاحتجاجية مساراً تصاعدياً خلال الأيام المقبلة، اغتال مسلحون مجهولون المحامي جبار عبدالكريم الذي تطوع للدفاع عن المتظاهرين المعتقلين بمحافظة البصرة جنوبي العراق. وقال عضو نقابة المحامين في البصرة عقيل مهاوي: «إن المحامي عبد الكريم اغتيل بأكثر من 15 طلقة نارية على أيدي مسلحين مجهولين أمام مركز شرطة الهادي وسط المحافظة». وأشار مهاوي إلى أن عبد الكريم كان قد تطوع للدفاع عن المتظاهرين الذين تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات التي انطلقت في البصرة في 8 يوليو الجاري، وامتدت إلى مدن عراقية عدة، مؤكداً أن نقابة المحامين لم تعرف حتى الآن ما إذا كان سبب اغتيال هو دفاعه عن المتظاهرين المعتقلين الذين يقدرون بالعشرات، أم بسبب عمله محامياً.
وفي محاولة لمنع تصاعد الغضب والاحتجاجات المطلبية، بحث العبادي، أمس، مع وفود من محافظات الديوانية وكربلاء وواسط وبابل الواقع الخدمي، وبحضور «خلية الأزمة» المؤلفة من 9 وزارات منوط بها تنفيذ الإجراءات والتنسيق مع المسؤولين المحليين بشكل مباشر، لتنفيذ جميع القرارات الحكومية بعيداً عن الفساد المالي والإداري، وإطلاق الحصص المالية الخاصة بتلك المناطق.
وفي الأثناء، أعلنت خلية الإعلام الحكومي أن وزارة الكهرباء أعادت تشغيل 3 مشاريع لنقل الطاقة بمحافظة البصرة. وقالت الخلية في بيان: «الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية، إحدى تشكيلات وزارة الكهرباء، أنجزت 3 مشاريع كانت متوقفة، بناءً على الخطة التي تتبعها وزارة الكهرباء، بعد زيارة الوفد الوزاري إلى محافظة البصرة، والتي تقوم على تحويل المشاريع المحالة من قبل مجلس المحافظة والمتوقفة نتيجة تلكؤ الشركات المنفذة».
على الصعيد الأمني، تمكن 3 مسلحين، صباح أمس، من اقتحام مبنى محافظة أربيل، بعدما أطلقوا النار وأصابوا شرطياً، واحتجزوا رهائن، باعتداء يشبه أسلوب «داعش» قبل انتهاء العملية بقتل المهاجمين بعد 4 ساعات من الاشتباك بينهم وقناصة الأمن الكردي، ما تسبب أيضاً بمقتل موظف وسقوط عدد من الجرحى. واقتحم المسلحون المبنى من بوابته الرئيسة ومدخل جانبي، وهم يحملون مسدسات وبنادق إيه.كيه-47 وقنابل يدوية.
وقال طاهر عبد الله، نائب محافظ أربيل: «إن المسلحين اقتربوا من مدخل المبنى قبل الثامنة صباحاً بقليل وأطلقوا النار، حيث سيطروا على الطابق الثالث، واحتجزوا عدداً غير محدد من الرهائن، ورددوا «تكبيرات»». وأفاد مسؤولون أمنيون بأن اثنين من المهاجمين نفذا تفجيرين انتحاريين، لكن محافظ أربيل نوزاد هادي قال: «إن أياً منهم لم يفجر نفسه».
قال مصدر أمني: «نعتقد أن المهاجمين (دواعش) بسبب الأساليب التي اتبعوها باقتحام المبنى من البوابة الرئيسة». وفي وقت لاحق، أصدرت قوات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان بياناً، أكدت فيه أن المهاجمين الثلاثة هم من مواليد سكنة منطقة قلات بمدينة أربيل، وجميعهم طلاب في المرحلة الإعدادية، مبينة أن أعمارهم تتراوح بين 16 و18 عاماً.
عدد اليوم
