لندن تتظاهر ضد تميم: ارحل لا نريد أموالك الملوثة بالدماء

شادي صلاح الدين (لندن) شهدت العاصمة البريطانية، أمس، تظاهرة حاشدة أمام مقر البرلمان البريطاني، تنديداً بزيارة أمير قطر تميم بن حمد، مرددة هتافات طالبت برحيله، ووصفت وجوده في المملكة المتحدة بـ «العار الكبير». ورفع المتظاهرون الذين توافدوا إلى لندن من شتى المدن، لافتات كتب عليها «لا نريد أموالكم الملطخة بالدماء»، و«النساء يقفن ضد قطر»، «خذ الإرهابيين وارحل يا تميم»، «لا أموال للإرهابيين»، «الجزيرة تلهم الإرهاب»، وغيرها من الشعارات المنددة بالنظام القطري الإرهابي. كما ردد المتظاهرون هتافات ضد تميم، وأعربوا عن استيائهم الشديد لاستقبال الحكومة البريطانية ممثل نظام الحمدين. وقال المعارض القطري خالد الهيل الذي شارك في الوقفة الاحتجاجية أمام مبنى البرلمان لـ «الاتحاد» «إن رسالة التظاهرة هي أن على هذا النظام المجرم التوقف فوراً عن دعم الإرهاب، وأن يعترف فوراً بأنه أجرم في حق شعبه، وفي حق الأمتين العربية والإسلامية». داعياً رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى معالجة كل أوجه القلق التي عبرت عنها المعارضة القطرية في مناسبات مختلفة، وأن تسأل النظام القطري عنها فوراً، وأن تضع حداً لجميع التجاوزات القطرية. وكان الهيل قال في تغريدات على حسابه في «تويتر»: «إن النظام القطري يقوم بعدد كبير من الانتهاكات، وفي مقدمتها دعم الإرهاب، من تنظيمات وأفراد، ولا يحترم حقوق العمال ولا الوافدين». وأضاف «إن تميم يستغل زيارته في هذا التوقيت لتنفيذ أجندته الخبيثة»، مشيراً إلى تمويل النظام القطري، منظمات إرهابية. وتابع قائلاً «هناك محاولات للتشويش على المظاهرات المعارضة لوجود أمير قطر، حيث تم شراء مرتزقة من قبل نظام قطر». وأكد الهيل أن الوقفات الاحتجاجية التي تم تنظيمها، هدفها الاعتراض على زيارة أمير الإرهاب تميم إلى لندن. وأضاف في تصريحات لـ «بوابة العين الإخبارية»، أن تميم لن يستطيع أن يخدع العالم، فهو لا يخدع إلا نفسه، وتابع قائلاً: «المال القطري لن يستطيع شراء البريطانيين». وأضاف «إن هذه الزيارة محاولة بائسة للتشكيك بالاتهامات الموجهة للنظام بدعم الإرهاب، وبصفة خاصة لتفنيد التقارير الإعلامية التي كُشف النقاب عنها مؤخراً، والتي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، تمويل النظام القطري جماعات إرهابية في العراق». من جهته، قال الإعلامي والكاتب الصحفي المعتصم الحارث الضوي خلال مشاركته في التظاهرة لـ «الاتحاد»: إن التظاهرة تأتي بدعوة من عدد من المنظمات الحقوقية في بريطانيا، لتؤكد أن قطر أصبحت دولة بوليسية تعاني اعتقالات للمعارضين فيها، إضافة إلى انتهاكات بحق العمال المهاجرين هناك. وأضاف أنه على المستوى الدولي، أصبحت قطر دولة منبوذة في العالم بسبب سياسات رعاية المتطرفين، وتدخلها المستمر في شؤون الدول الأخرى، واستخدام ثرواتها لتمويل الإرهاب، والتي تخطت طبقاً للإحصائيات التي كشفت عنها وسائل الإعلام البريطانية مؤخراً أكثر من مليار دولار. وأكد أن الرسالة التي أوصلها المتظاهرون أنه لا مكان لممثل دولة ترعى الإرهاب على الأراضي البريطانية، وأن الحكومة ارتكبت خطأ كبيراً باستضافة مثل هذا الشخص غير المسؤول على أراضيها. وقال المتظاهر مارتن ليبلين لـ «الاتحاد» «إنه من العار أن يوجد مثل هذا الرجل (تميم بن حمد) في لندن»، مشيراً إلى أن المملكة المتحدة طالما أعطت المثال الجيد لمكافحة الإرهاب ومحاربته، فكيف تقوم بذلك وهي تستقبل أمير الدولة الوحيدة المدانة من قبل العديد من دول المجتمع الدولي بممارسة الإرهاب ودعمها الحركات الإرهابية. وأضاف «أنا هنا لأنني ضد القمع، والسلطات القطرية لها تاريخ أسود طويل في ممارسة الإرهاب الفكري وقمع حريات شعبها وتمويل المتطرفين، ويجب على جميع الدول التكاتف ضد هذه النظام وإيقافه عند حده»، فيما قالت الناشطة ليزلي سكوت إن زيارة أمير قطر تعتبر ضربة قاصمة للحريات في هذه البلاد، متسائلة «ما هي الرسالة التي ستخاطب بها بريطانيا العالم الحر بعد استقبالها أمير دولة يدعم الإرهاب، ويستضيف المتطرفين في بلاده».