الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شراكة استراتيجية في قطاع الطاقة والنفط والغاز

شراكة استراتيجية في قطاع الطاقة والنفط والغاز
23 يوليو 2018 23:31
بسام عبد السميع (أبوظبي) توجت زيارة فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية إلى الإمارات، خلال الفترة من 19-21 يوليو الجاري، الشراكة الاستراتيجية في قطاع الطاقة والنفط والغاز بين الإمارات والصين، وذلك عبر توقيع بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، اتفاقية إطارية للتعاون الاستراتيجي مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية، ما يشكل انطلاقة نفطية جديدة تدعم التعاون وتحقق التنمية. وتستند الاتفاقية التي تم توقيعها خلال زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية، إلى الشراكة القائمة حالياً بين أدنوك و(سي إن بي سي)، وتؤسس لبناء آلية مشتركة تهدف إلى بحث سبل تعزيز التعاون في مختلف مجالات القطاع، بما في ذلك الاستكشاف والتطوير والإنتاج، والتكرير البتروكيماويات، والحفر وخدمات الحقول النفطية، وتوريد النفط الخام وتخزينه، ونقل التكنولوجيا، والأبحاث والتطوير. فرص الاستثمار وبموجب الاتفاقية الإطارية، تبحث أدنوك مع (سي إن بي سي) فرص الاستثمارات الصينية المحتملة في عدد من المشاريع في مجال التكرير والبتروكيماويات في أبوظبي، بما في ذلك مصنع للزيوت العطرية، ووحدة تكسير خليط المواد الخام والمشتقات، ومصفاة جديدة. وستناقش الشركتان كذلك فرص الشراكة في واحد أو أكثر من أصول التكرير والبتروكيماويات التابعة لـ (سي إن بي سي) في الصين، وذلك ضمن استراتيجية أدنوك للنمو العالمي. وفي مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، ستبحث أدنوك و(سي إن بي سي) إمكانات العمل المشترك المحتملة في أبوظبي، بما في ذلك المناطق الست التي تم طرحها لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز من خلال مزايدة تنافسية في وقت سابق من العام الجاري، وكذلك إمكانية تأسيس مركز تقني مرتبط مع امتياز شركة الياسات للعمليات البترولية المحدودة (الياسات) التي تمتلك (سي إن بي سي) حصة 40% فيها، وذلك لتسهيل عملية نقل المعرفة والتكنولوجيا. كما ستجري مناقشات بين الجانبين حول إمكانية تخزين إنتاج أدنوك من النفط الخام في الصين، وترتيبات إمداد النفط الخام على المدى البعيد، وفرص إبرام شراكة تجارية لمنتجات أدنوك المكررة والبتروكيماوية. وتعد مؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي إن بي سي) أكبر منتج ومورد للنفط والغاز في الصين، وهي كذلك واحدة من أكبر مزودي خدمات حقول النفط في العالم، وتساهم (سي إن بي سي) في إنتاج 52% من النفط الخام الصيني و71% من الغاز الطبيعي. وتمتلك المؤسسة أصولاً ومصالح نفطية وغازية في 37 دولة في أفريقيا وآسيا الوسطى وروسيا وأميركا والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ. 14 عاماً وعلى مدار 14 عاماً، قامت دولة الإمارات والصين، بتأسيس عدد من الشراكات في قطاع الطاقة بالدولة، وقامت أدنوك ومؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي إن بي سي) خلال الأعوام الأربعة الماضية بتأسيس عدد من الشراكات المهمة في قطاع الطاقة، ففي عام 2014 أنشأت أدنوك و(سي إن بي سي) مشروع الياسات المشترك، الذي شهد إنتاجه الأول في وقت سابق من العام 2017، وتم شحن أول دفعة من النفط المستخرج منه إلى الصين في مايو الماضي. وشهد العام الماضي، عدداً من الاستثمارات المشتركة بين دولة الإمارات والصين في قطاع الطاقة، حيث وقعت «أدنوك» في فبراير 2017 اتفاقيتي امتياز على حصص أقلية في حقول أبوظبي النفطية البرية مع كل من الشركة الوطنية الصينية للبترول والشركة الصينية المحدودة للطاقة، كما وقعت «أدنوك» في نوفمبر من نفس العام اتفاقية إطارية مع الشركة الوطنية الصينية للبترول تغطي مجالات عدة للتعاون المحتمل، من بينها مشاريع بحرية ومشاريع تطوير الغاز الحامض. وحصلت الشركة الصينية للإنشاءات البترولية الهندسية التابعة لـ (سي إن بي سي) على عقد العمليات الهندسية والمشتريات والتشييد، وذلك ضمن خطط أدنوك لتطوير حقل باب العملاق لتعزيز زيادة معدلات الإنتاج بما يدعم تحقيق هدف أدنوك بزيادة قدرتها الإنتاجية إلى 3.5 مليون برميل يومياً بنهاية عام 2018. وفي مارس من العام الجاري، حصلت (سي إن بي سي) من خلال شركة «بترو تشاينا» التابعة لها على نسبة 10% في كل من امتيازي «أم الشيف ونصر» و«زاكوم السفلي» البحريين. وتعمل أدنوك على التوسع في أسواق الصين وآسيا، حيث تشير التوقعات إلى أن الطلب على المنتجات البتروكيماوية والبلاستيكية والتي تشمل بعض المكونات البلاستيكية الخفيفة المستخدمة في صناعة السيارات، والأنابيب ومواد العزل، سيتضاعف في آسيا بحلول عام 2040. وتعتزم «أدنوك» تطوير مصادر جديدة لإنتاج النفط والغاز، وتوسعة أعمالها في مجال التكرير والبتروكيماويات، والتي تهدف لمضاعفة طاقتها الإنتاجية من البتروكيماويات ثلاث مرات، لتصل إلى 14.4 مليون طن سنوياً بحلول عام 2025. المسح الزلزالي وأرست «أدنوك» في 19 يوليو الجاري، عقدين بقيمة 5.88 مليار درهم لتنفيذ أكبر مشروع مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد يشمل مناطق بحرية وبرية يغطي مساحة إجمالية تصل إلى 53 ألف كيلومتر مربع. وفازت بهذين العقدين شركة (بي جي بي)، الرائدة عالمياً في المسح الزلزالي والتابعة لمؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي إن بي سي)، والتي تمثلها في دولة الإمارات شركة المسعود للتوريدات والخدمات البترولية. ويأتي تنفيذ المسح الزلزالي ضمن جهود أدنوك المستمرة لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من الموارد الهيدروكربونية، وذلك تماشياً مع استراتيجيتها المتكاملة للنمو الذكي 2030. وسيغطي مشروع المسح الزلزالي الجديد مساحة إجمالية تصل إلى 53 ألف كيلومتر مربع، منها 30 ألفاً في المناطق البحرية و23 ألفاً في المناطق البرية، ما يسهم في توفير بيانات جديدة تضاف إلى بيانات المسح الزلزالي ثنائي وثلاثي الأبعاد التي تم الحصول عليها سابقاً من عدة مناطق في أبوظبي. يشار إلى أن مؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي إن بي سي) تعد واحدة من أكبر الشركاء الدوليين الاستراتيجيين لأدنوك، حيث تمتلك حصصاً في الامتيازات البرية والبحرية الرئيسية في أبوظبي تسري لمدة أربعين عاماً، إضافة إلى حصة 40% في شركة الياسات، المشروع المشترك مع أدنوك. أكبر مزود وتعتبر شركة (بي جي بي)، المملوكة بالكامل لشركة (سي إن بي سي)، أكبر مزود للخدمات الجيوفيزيائية في العالم، حيث تمتلك قدرات شاملة ومتكاملة في الحصول على البيانات الزلزالية وغير الزلزالية ومعالجتها وتفسيرها، وهي كذلك تعد المزود الرئيس لخدمات المسوحات الزلزالية لجميع شركات النفط الكبرى في العالم. ويمثل الإعلان عن تنفيذ أكبر مشروع مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد باستخدام أحدث تقنيات الاستكشاف تقدماً مهماً في جهودنا الهادفة إلى الاستفادة القصوى من كافة موارد النفط والغاز، التقليدية وغير التقليدية، في إمارة أبوظبي وذلك ضمن سعينا لتنفيذ استراتيجية أدنوك المتكاملة 2030 للنمو الذكي. كما يعكس النطاق الكبير لهذا المشروع التزام أدنوك بالاستثمار في مجال الاستكشاف والتطوير لتعزيز احتياطيات النفط والغاز، وزيادة الإنتاج على المدى البعيد. وتعد ترسية العقود من خلال مناقصة تنافسية تطوراً كبيراً في الشراكة الراسخة بين أدنوك ومؤسسة البترول الوطنية الصينية، ويساهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات، وجمهورية الصين الشعبية في قطاع الطاقة. وسيستخدم المشروع تقنيات رائدة توفر كثافة بيانات تفوق بخمس مرات حجم البيانات التي يتم توفيرها من خلال التقنيات والممارسات المستخدمة حالياً في هذا المجال، كما سيوفر صوراً ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للتراكيب الجيولوجية المعقدة على أعماق تصل إلى 25 ألف قدم تحت سطح الأرض. رفع الكفاءة وسيسهم استخدام التقنيات والطرق المتطورة في رفع الكفاءة وخفض زمن التشغيل، بما يعزز القيمة في عمليات أدنوك، ويقلل من المخاطر في مجال الصحة والسلامة والبيئة، ويساعد في الحد من تأثير تلك الأعمال على الحياة البحرية. وسيتضمن المشروع في المناطق البحرية استخدام سفن لتوليد موجات صوتية يتم استقبالها وتسجيلها بوساطة مجسات ولواقط في قاع البحر، كما سيستخدم المشروع آليات ثقيلة تصدر موجات زلزالية خفيفة ومجسات ولواقط يتم تركيبها فوق سطح الأرض لمسح المناطق البرية، ومن المخطط الانتهاء من المشروع بحلول عام 2024. سوق بروج تعد الصين أكبر سوق لصادرات بروج (المشروع المشترك بين أدنوك وبورياليس النمساوية)، حيث تقوم بروج بتصدير 1.2 مليون طن سنوياً من منتجاتها من البولي أوليفينات إلى الصين، أي ما يعادل ثلث مبيعاتها في جميع أنحاء العالم، فيما تعد شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» مجموعة أساسية من شركات الطاقة والبتروكيماويات المتنوعة، وتنتج 3 ملايين برميل من النفط الخام، و10.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً. وتعمل 14 شركة فرعية متخصصة ومشروعاً مشتركاً على تنفيذ أعمال المجموعة المتكاملة في الاستكشاف والإنتاج والتصنيع والمعالجة والتكرير والبتروكيماويات والتوزيع. ومن الجدير بالذكر أن «أدنوك» أعلنت، مؤخراً عن طرح ست مناطق لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز من خلال مزايدة تنافسية، وذلك في إطار استراتيجية أبوظبي لإصدار تراخيص المناطق الجديدة، وسيغطي مشروع المسح الزلزالي أجزاء من هذه المناطق، وسيتم توفير البيانات للفائزين بالمزايدات مقابل رسوم محددة. وسيقوم علماء الأرض في مركز «ثمامة» لدارسة المكامن البترولية التابع لأدنوك بتحليل بيانات نتائج المسح الزلزالي، واستخدامها في توصيف وبناء نماذج رقمية للمكامن الهيدروكربونية المحتملة، بما يساعد أدنوك على تحديد المكامن غير المستغلة وفرص تطوير وإنتاج النفط والغاز منها في المستقبل بأكثر الطرق فعالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©