الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد ذيب: أستعين في منحوتاتي بشجر شبيه بالغاف المحلي الشهير بصلابته

محمد ذيب: أستعين في منحوتاتي بشجر شبيه بالغاف المحلي الشهير بصلابته
28 يناير 2010 20:51
تميل النفس البشرية وترغب في كل ما يعلو بها، وتطمح إلى كل ما يرتقي بها ويجعلها محل اهتمام الأنظار والمحيطين بصاحبها والشعور بالتقدير من الآخرين. من هنا، اتجه محمد عمر ذيب إلى الإبداع الفني ونمّى موهبته في تحويل جذوع وأغصان الأشجار إلى قطع فنية، إلى أن بات عبر موهبته أحد المحترفين في فن تحويل الشجر إلى تحف فنية فريدة. لكل منا هوايته المفضلة التي يحرص على ممارستها والعمل على تطويرها وصقل مهاراته من خلال التواصل معها دون كلل أو ملل، سواء أكانت وليدة موهبة أو وراثة كالتي لدى محمد عمر ذيب (55 سنة)، الذي تمرست لديه الهواية التي اكتسبها بالوراثة من والده عندما كان يبلغ من العمر 17 عاماً في موطنة النمسا وبدأ الاحتراف بممارسة هوايته عام 1986. بدايات تتصف بدايات هواية ديب ببعض الطرافة، يقول: “بدأت هوايتي في تحويل الأشجار إلى قطع منحوتة عبر صنع رقعة الشطرنج وحجارتها كافة من خشب الشجر، كما قمت بصنع ونقش أبواب المنازل المصنوعة من الخشب، إلى أن باتت أعمالي الفنية الخشبية متنوعة الأشكال والأحجام والألوان والمواضيع”. وأشار ذيب إلى أنه مارس هوايته بصنع منحوتاته الخشبية من أغصان الشجر القاسية والقوية وذات القطر الكبير التي كان يستخدمها في موطنه، يوضح قائلاً: “إنها منحوتات من نوع خشب “ash”، الذي يشبه شجر الغاف المحلي في قوته وصلابته، وأتمكن من خلال التحكم بنحتها الوصول إلى المستويات الرقيقة التي أُريدها، حيث أتمكن من نحت غصن شجرة إلى أن أصل به إلى سماكة الورقة”. يضيف: “بعد مرحلة البدايات وتطور موهبتي وصقلها، بات لديّ أعمال تستوحي الضوء والظل، وأخرى ملبسة بعد نحتها بسبع طبقات من ماء الذهب، ومنحوتات خشبية أخرى في غاية من الروعة والجمال ترمز إلى منطقة رأس الرجاء الصالح البحرية التي قام أحمد بن ماجد “أسد البحار ابن جلفار” باكتشافها مع فاسكو دوجاما”. القلب والعقل يلفت ذيب إلى أن أعماله التي قام بصنعها يبلغ عددها 50 عملاً، يقول في ذلك: “لديّ أكثر من 50 منحوتة بعضها يعلق على الجدران والبعض الآخر يوقف فوق الأرض أو يستند إلى ركن ما، وجميع منحوتاتي تخاطب من يشاهدها عبر القلب والعقل، حيث قمت بعرضها في عدد من المعارض في دول أوروبا وبعض من الدول العربية وفي إمارتي أبوظبي ودبي فحظيت بإعجاب الجمهور”. وعن ساعات العمل في منحوتاته، يقول: “أنجز أعمالي يدوياً، حيث يستغرق العمل ما بين 90- 120يوماً بواقع 8 ساعات عمل متواصلة”. وعن خطته المستقبلية، أوضح ذيب أنه سيقوم بإعداد عدد من المعارض في الدولة لتمكين مجتمع الإمارات المتذوق فنياً بالاطلاع على أعماله واقتنائها، كما أنه حصل على عدة طلبات من الأهالي المواطنين في رأس الخيمة بافتتاح مركز متخصص لتعليم أبنائهم النحت على أغصان الأشجار لتخريج جيل متدرب ومؤهل في تحويل بعض الشجيرات إلى إبداعات فنية. الأشجار المحلية يرى ذيب أن الإمارات تتمتع بأشجار محلية تعتبر روعة في الجمال، حيث إنها بشكلها الطبيعي تعكس لوحات فنية تعمل على جذب الأشخاص إليها والاستظلال بفيئها، يقول: “من أشهر تلك الأشجار الغاف والسدر وغيرها من الأشجار البرية التي نبتت من رحم طبيعة أرض الإمارات البكر، إذ يمكن استثمار القليل من خشبها في صنع اللوحات والأعمال الفنية الإبداعية وفي الأثاث المنزلي وفي العديد من الصناعات الخشبية، كما أنها كانت ومازالت مرافقة لأبناء الإمارات من خلال استخدام أغصانها لإشعال النيران للطبخ وللتدفئة منها والتي كانت تستخدم في الماضي ضمن أساسيات الحياة اليومية، وتستخدم اليوم أثناء الخروج إلى البر للاستمتاع بالطبيعة الخلابة، لكن في المقابل من المهم جداً الحفاظ على البيئة وحماية تلك الأشجار بعدم الاستخدام المفرط والمؤذي لها”. لوحة فنية يصف ذيب الإمارات بأنها بفضل النهضة الشاملة تحولت إلى لوحة فنية، يقول: “بفضل الجهود الكبيرة والتوجيهات الحكيمة لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- وإخوانه حكام الإمارات تحولت الصحراء القاحلة إلى جنة تعيش نهضة عمرانية وصناعية وتعليمية وصحية وما سواها من نهضة شاملة عمت مختلف إمارات ومدن ومناطق وقرى الدولة، إضافة إلى انتشار الرقعة الخضراء في أرجائها”. يسترسل ذيب مشيراً إلى أنه زار عدد من الدول ولكن ما شاهده في الإمارات منذ أن حطت الطائرة التي أقلته في مطار دبي ومن ثم حين زار إمارة أبوظبي وبقية الإمارات وصولاً إلى إمارة رأس الخيمة شاهد الكثير من الإبداعات الفنية العمرانية بما يؤكد أن الإمارات تعتبر إحدى أكثر الدول تقدماً ورقياً في العالم بأسره على الرغم من حداثة نهضتها، كما تؤكد روعة الإحساس والإبداع لدي قيادتها الرشيدة في جعل الدولة محط أنظار العالم بأسره، حيث أصبح حلم أي إنسان في العالم أن يزورها أو يقيم بها ليتمتع بما تتميز به من مقومات الحياة الكريمة”. ماضٍ عريق تتميز حضارة الإمارات، كما قرأ وعرف ذيب بماض سياسي وعمراني وحضاري عريق يعود إلى آلاف السنين الماضية، يقول: “أكدت المقتنيات الأثرية التي تزخر بها متاحف الدولة التي قمت بزيارتها في أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة أن الإمارات تتميز بماض عريق يعود إلى آلاف السنين، كما أن البعثات المتنوعة الاختصاصات كشفت أن أبناء الإمارات في السابق كانوا يتمتعون برهافة الحس الفني الذي ساهم في تسخيرهم لمواد محلية مستخرجة من الأشجار التي حولهم وما سواها لصالحهم، حيث كانوا يقومون ببناء منازلهم من سعف النخيل كما كانت فراشهم المنزلية من أغصان وجريد أشجار النخيل التي تزخر بها الدولة مع بناء البيوت التي تعلوها البراجيل لتبريد الجو داخل المنازل من الطين، إضافة إلى توفير كافة مستلزماتهم الحياتية من الطبيعة رغم قسوة الحياة في الماضي”. يضيف ذيب: “إضافة إلى ذلك كله استفادوا من الأشجار في استخدام الدواء الشعبي لعلاجهم من مختلف الأمراض كالأشجار البرية والجبلية والساحلية المحلية”
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©