الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صيانة التكييف تقي من أمراض الجهاز التنفسي

23 يوليو 2018 23:21
منى الحمودي (أبوظبي) يستخدم الكثير من الأشخاص التكييف بصورة دائمة في المنازل والمكاتب، وتعزى إليه العديد من المشاكل الصحية من نزلات البرد أو الكحة الجافة إلى التعب والإرهاق والتهيّجات الجلدية، ويعتقد الكثير من الناس أن التكييف يساهم بنشر البكتيريا والجراثيم، وفي هذا الخصوص، أوضح الدكتور ياسر أبو السميد، الاختصاصي في معهد الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة لدى كليفلاند كلينك أبوظبي، بأنه على الرغم من أن هذه الفكرة تحمل شيئاً من الصحة، إلا أنها لا تُعطي صورة عن الحقيقة كاملةً، حيث تعمل أنظمة التكييف بشكل عام على إعادة تدوير الهواء نفسه، لذا في حال القيام بالسعال أو العطس من دون تغطية الفم أو الأنف بالشكل الصحيح، فيمكن عندها أن تنتشر هذه البكتيريا والجراثيم في الهواء، علماً بأن ذلك لا يُحتّم بالضرورة انتقالها إلى شخص آخر. وأشار إلى أن أكثر ما يُثير القلق في هذا الجانب، هو قِدَم أنظمة التكييف أو سوء صيانتها، إذ أنها من الممكن أن تتحوّل لأرضية خصبة لتوالد الفطريات وتشكّل العفن، حيث «ترتفع نسبة الرطوبة في وحدات التكييف التي إذا ما وجدت في وسط حار ورطب توفّر بيئة مثالية لنمو البكتيريا». وقال: «قد يؤدي ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو أمراض الجهاز التنفسي أو ضعف في جهاز المناعة، إلى تفاقم الأعراض أو الإصابة بالالتهابات». وأضاف: «على الرغم من مساوئ التكييف وأضرار هوائه على الصحة، إلا أنه يقدّم عدداً من المزايا والفوائد، إذ أنه يعمل على تنقية الهواء من الملوثات الخارجية التي تعمل بدورها أيضاً على إثارة الحساسية وأعراض أمراض الجهاز التنفسي لدى المصابين بها».? وحول العلاقة بين الغبار وهواء التكييف بين الدكتور ياسر بأن جزيئات الغبار تنتشر الهواء وتمتص الرطوبة الناتجة عن هواء التكييف، ويمكن أن يؤدي هذا الانخفاض في مستوى الرطوبة، بالتالي إلى الإصابة بجفاف العينين أو الجلد، في حين أن انتشار الغبار، ولا سيما بعد العواصف الرملية، حيث ترتفع كثافة الغبار، يمكن أن يُسبب مشاكل صحية للمصابين بأمراض الجهاز التنفسي أو الحساسية. وقال: «لا يختلف اثنان على أهمية التكييف في تبريد الهواء وتلطيف الجو، حيث يُعتبر التكييف أحد الوسائل بالغة الأهمية التي تساعدنا في التغلب على ظروف الطقس الحار وتفادي درجات الحرارة المرتفعة، إذ قد يؤدي التعرض للحرارة بشكل كبير إلى احتمالية الإصابة بالإجهاد الحراري وأمراض القلب كالنوبات القلبية»، مضيفاً: «هذا لا يعني بطبيعة الحال أنه يتوجب علينا العيش داخل بيئة مغلقة باردة ومكيّفة على مدار الساعة، إذ أنه يُحتمل أن يؤدي قضاء أوقات طويلة في بيئة باردة إلى إصابة الجسم بالتيبّس، إلى جانب الضرر الصحي الذي يُحدثه ذلك في مفاقمة أعراض الأمراض المزمنة كالتهاب المفاصل لدى المصابين بها»?. وتابع: «يساهم الوجود في بيئة باردة باستمرار في إضعاف قدرة الجسم على تحمُّل الحرارة، ما ينجم عنه التعرض للشعور بالتعب والإرهاق في حال قضاء بعض الوقت خارج المنزل أو في بيئة أقل برودة». وأكد الدكتور ياسر إلى أهمية إجراء صيانة للتكييف، حيث يمكن مواجهة العديد من الآثار السيئة التي يتركها هواء التكييف على الصحة، من خلال إجراء صيانة دورية لأنظمة التكييف، حيث أوصى بضرورة تنظيف التكييف قبل تشغيله للمرة الأولى عند الانتقال إلى منزل أو مكتب جديد أو في حال عدم تشغيله واستعماله منذ فترة، لكون أنه يحتمل في مثل هذه الحالات تراكم الغبار والعفن داخل نظام التكييف، لذا تلزم الاستعانة بفريق مختص في صيانة نظم التدفئة والتهوية والتكييف لفحص النظام وتنظيفه. كما يقترح الدكتور ياسر أيضاً اتباع النصائح والإرشادات التالية لتحسين صحة نظام التكييف، والحدّ من استعماله، منها تنظيف فتحات التكييف والمرشحات (الفلاتر) كل ثلاثة أشهر، بالاستعانة بشركة متخصصة في صيانة نظم التدفئة والتهوية والتكييف، والتي يجب عليها بدورها تبديل أي مرشحات قديمة ومستهلكة، المحافظة على نظافة المنزل والمكتب لتقليل الغبار والبكتيريا والجراثيم المتراكمة داخل التكييف، واستخدام جهاز ترطيب الجو المنزلي للمحافظة على رطوبة الجو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©