الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان ولعنة عمران

16 يناير 2015 01:41
جعفر عمران مهاجم عراقي لم يتمتع بكاريزما النجومية، ولم يعمر في دنياها، إلا زمناً قليلاً، إلا أنه بالنسبة لليابانيين الاسم المحفور في الذاكرة الرياضية الجمعية اليابانية، حتى صار مع تعاقب الأيام والسنين، لعنة تطارد مباراة المنتخبين حتى اليوم. الحكاية تعود إلى تصفيات نهائيات كأس العالم 1994، إذ احتضنت الدوحة مباريات المجموعة التي لم يخسر فيها العراق، إلا مباراة واحدة أمام كوريا الشمالية، إلا أنه لم يتأهل. وفي إطار تلك المجموعة، وفي الثامن والعشرين من أكتوبر 1993 حان موعد المواجهة المصيرية بين العراق واليابان، وكانت مصيرية لليابانيين، وفوزهم فيها يؤهلهم إلى النهائيات التي كانت تعني لهم حلماً كبيراً، وغير ذلك فإن التأهل سيكون من نصيب كوريا الجنوبية، التي سبق لها أن تعادلت مع العراق بهدفين. انطلقت المباراة وكانت سجالاً حتى تقدم اليابانيون 2-1، وظلوا كذلك حتى شارفت المباراة على نهايتها، وشرع الجمهور الياباني ينظم صفوفه، لانطلاق الاحتفال الكبير بالتـأهل، وأشارت ساعة الملعب إلى أن الدقيقة التسعين لم يبق من عمرها، إلا ثوان معدودة، وأن الحلم الياباني صار عصفوراً يتأهب للتحليق في سماء الملاعب الأميركية، حيث تقام النهائيات، ولكن هذا العصفور الجميل الذي تقمصه الحلم الياباني سرعان، ما هوى صريعاً بكرة رأسية من جعفر عمران عادلت النتيجة بهدفين لكل من العراق واليابان، لترتقي سلم التصفيات، وصولاً إلى النهائيات كوريا الجنوبية التي احتفت بعد ذلك بالمهاجم جعفر عمران أيما احتفاء إذ استقبلته، وأمطرت الهدايا الثمينة عليه مطراً غزيراً. ولم يعمر عمران طويلاً في المنتخب العراقي، إلا أن اليابانيين لم ينسوا أبداً ما صنعه، وكأنهم أضافوا ذكرى أليمة أخرى إلى ذكريات هيروشيما وناجزاكي، وظلوا يتذكرون واقعة الدوحة مع السنين، وبعد أن غاب جيل تلك التصفيات عن الميدان، وحل محله جيل جديد، تعالت نغمة الثأر وقبل كل مباراة بين المنتخبين العراقي والياباني، ينبري لاعب وربما أكثر، ليدلي بتصريح يذكرنا بأيام داحس والغبراء، إذ يقول إنه كان طفلاً أو يافعاً قبل عشرين سنة، يوم حرم عمران بلاده من تحقيق حلم الوصول إلى مونديال أميركا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©