الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«خلف الكواليس».. تفاعل «العام والخاص» في الإنتاج السينمائي

«خلف الكواليس».. تفاعل «العام والخاص» في الإنتاج السينمائي
23 يوليو 2018 22:00
نوف الموسى (دبي) دعم البيئات الإبداعية، ظل دائماً سؤالاً جوهرياً، في الحراك الثقافي والفني بالإمارات.. وتعددت الأبعاد النوعية المؤثرة على تلك البيئات، والتي من شأنها أن تضمن استمرارية التنامي بشكل مستقل، ونابع من داخل المجتمع نفسه.. يوازي ذلك سلسلة من التلاقي التفاعلي للجهات الخاصة، محققاً منظومة متكاملة بين «الفرد» و«الفضاء» و«الخلق الإبداعي» بكافة أشكاله التعبيرية، وأبرزها على المستوى المحلي والعالمي هو «الكيفية الاحترافية لصناعة الصورة». واللافت أن القطاعات الناشئة في الإمارات، مثل شركة Behind The Seence TV&Cinema Production، وما يمكن ترجمته بـ «خلف الكواليس» للإنتاج التلفزيوني والسينمائى، عمدت إلى توسيع نطاق خدمة تقديم المنتج الفني، نحو المساهمة في إنشاء بيئات مهنية وتعليمية، بالتعاون مع جهات متخصصة، أهمها «مدينة دبي للاستوديوهات» و«هيئة دبي للثقافة والفنون»، ما يدفع للتساؤل حول الطريقة التي سعت إليها شركة ناشئة لتقديم «البروفايل» الخاص بمستوى ما ستقدمه في السوق؟ وما هو مستوى جاهزية الجهات الخاصة للتفاعل مع الشركات الناشئة عبر مشاريع مجتمعية؟ في زيارة قامت بها «الاتحاد» لورشة «الإنتاج السينمائي»، التي قدمها الأكاديمي الدكتور هشام جمال، وكيل المعهد العالي للسينما، بأكاديمية الفنون، في «أن فايف للإعلام»، بمدينة دبي للإنتاج، تم الإطلاع على تفاعل المشاركين مع الورشة، التي تأتي ضمن سلسلة متواصلة من الورش في مجال التمثيل والإضاءة وتصحيح اللون والكتابة والصوت، وغيرها من التفاصيل التقنية والأدائية والتمويلية في مجال السينما، فهل يمكن أن تكون الورش التعليمية، ردة فعل على انكماش المهرجانات المحلية؟ اعتبر المصور محمد سالم، مدير في شركة Behind The Seence TV&Cinema Production، أن إقامة الورش في مجال السينما، بدأ قبل الإعلان عن تأجيل أو انحسار فعاليات سينمائية، مثل مهرجان دبي، بل على العكس، فإن الورش جاءت نتاج الوعي الذي أبداه جيل الشباب في الإمارات، إلى جانب الدعم الأهم والأبرز من قبل «مدينة دبي للاستوديوهات». وأضاف سالم: «أعتقد أنه دائماً ما كانت الجهات الخاصة موجودة للتفاعل معنا، ولكننا لم ندرك وقتها الطريقة الصحيحة، لإحداث التعاون»، مشيراً إلى آلية الوعي بالمنحى الاحترافي في تقديم الشركة الناشئة لنفسها، خاصةً في ما يتعلق بالدعم المجتمعي، موضحاً أن «البروفايل»، يحتمل البعد التجاري، أو ما يسمى بالـBusiness Style. والتركيز بشكل أساسي يتمثل في ما تقدمه من خدمة، وأن الدعم يذهب للجهات الصحيحة، وللمستفيدين الفعليين، وبالطريقة الاحترافية الأمثل. وأشار المصور محمد سالم إلى أن خطوتهم الآنية هي مد جسر التواصل بين طلاب الورش، وصنّاع الأفلام، وجلوسهم جميعهم على طاولة واحدة للنقاش، والوصول إلى إنتاج الأفلام والمشاركة بها، في مختلف المحافل، حيث أطلقت الشركة أخيراً، مسابقة «سينيمينا» في مجال صناعة الأفلام، لإثراء التواصل الإبداعي، القابل لفتح فضاءات التجربة السينمائية لآفاق مغايرة. ومن القطاعات الخاصة الداعمة للورش التعليمية شركة «فوجي» ـ الشرق الأوسط، وبحسب القائمين على الدعم المجتمعي في الشركة، فإن اهتمامهم ينصب على الجهات التي تخدم المجتمع دون مقابل، إضافة إلى رؤيتهم القائمة على الدور المفصلي في دعم بيئة المصورين، سواء على مستوى المنظومة التقنية أو الثقافة المعرفية، موضحين أنه في السنوات الثلاث الأخيرة، شهد القطاع الرقمي اهتماماً كبيراً من قبل الهواة والمحترفين الشباب، بعد أن مات «الفيلم» تقريباً، وأن الطرق التي تتبعها الشركة لإحداث التواصل مع الشركات الناشئة أو المصورين المستقلين، يكون غالباً عبر شبكة تواصلها الممتدة في الأحداث والفعاليات الكبرى، إلى جانب الدعايات، ومنصات التواصل الاجتماعي. وحول أهمية الوعي بعمليات الإنتاج السينمائي، اعتبر الدكتور هشام جمال، أن إدراك مفهوم الإنتاج السينمائي، يتجاوز كونه عنصراً تنفيذياً، باعتباره عنصراً إبداعياً، يحقق التوازن بين الصناعة والفن والتجارة. فمنذ ما يفوق العشر سنوات، والدكتور هشام يقدم ورشاً سينمائية متنوعة في الإمارات، وإنها المرة الأولى التي يقدم فيها مناقشة معرفية حول الإنتاج السينمائي، فالإنتاج برأيه يمثل عصب الصناعة السينمائية، ويستدعي الربط بالعمليات الإنتاجية من منطلق إبداعي وفني، وعدم حصره بالعوامل الاقتصادية والمالية. وضمن مداخلات المشاركين في الورشة التعليمية، يتبدى أن واقع الإنتاج السينمائي، بعيد تماماً عما يُطرح أحياناً في الورش، وبالمقابل، يرى الدكتور هشام جمال أن دوره كمعلم يقتضي، إعطاء الركائز الصحيحة لفعل الإنتاج السينمائي، الذي يختلف من بيئة سينمائية إلى أخرى. ويلفت إلى أن المسألة في الخليج مختلفة عما هي في مصر، فالإمارات أرض بكر تستطيع أن تزرع فيها مقومات سليمة للبدء بصورة صحيحة، بعكس الصناعة في مصر، التي تشكلت بهيئة شبه ثابتة، يصعب تغييرها بشكل سريع أو ديناميكي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©