الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأسبوع «الإماراتي الصيني».. تزامن عالمي للحضور الثقافي

الأسبوع «الإماراتي الصيني».. تزامن عالمي للحضور الثقافي
22 يوليو 2018 23:10
نوف الموسى (أبوظبي) الاحتفال بالأسبوع «الإماراتي الصيني»، يتيح للثقافة فرصة فعلية لخلق فضاءات تعبيرية متنوعة، حول أهم أوجه الحوار الحضاري الإنساني، وهو بذلك مسؤولية مشتركة بين المثقفين العرب والصينيين من جهة، والمجتمعات المعرفية العالمية من جهة أخرى، لإنشاء منصات تتفرد بتراكم الفعل الثقافي، بدءاً بالتفاصيل اليومية الاعتيادية في حياة الفرد، وصولاً إلى المنتج الإبداعي بأشكاله كافة، وتأثيره على الوعي العام، إلى جانب ما يمكن أن يُحدثه من قدرة نوعية على تمازج الثقافات في مفاصلها المشتركة، فمثلاً قد تُلهم لوحة فنية لفنان صيني، متدرباً إماراتياً شاباً في مجال الفضاء، حول فلسفة نظرية الأكوان المتعددة، وهو ما يقودنا اليوم بشكل عملي، لنماذج أخرى، لما يمكن أن يجسده الأسبوع الإماراتي الصيني، من تزامن عالمي للحضور الثقافي، وبالأخص في «المجتمعات المتحفية»، فالأخير يشكل حضوراً استثنائياً في دولة الإمارات، كافتتاح متحف «اللوفر ـ أبوظبي»، والسؤال هنا: كيف يمكن أن يشكل حضور «برنارد الثاني فان ريسامبورغ «خزانة صينية»»، أحد مقتنيات اللوفر ـ أبوظبي، مع المنظومة الاحتفائية بالثقافة الصينية، وكيف هو الطريق لارتباطها بمتاحف عالمية؟ الإجابة عن السؤال عموماً، ليست موجهة لمؤسسة متخصصة بعينها، ولكنها وسيلة لإثراء القارئ نحو ما يمكن أن يستثمره في الأسبوع الإماراتي الصيني، إضافة إلى الدور الإعلامي للصحافة المكتوبة في توسيع الخيارات في مجال ممارسة الفعل الثقافي، ومن بين تلك الخيارات المعرفية: زيارة «المكتبة الصينية» في «منارة السعديات»، بالعاصمة أبوظبي، والتعرف إلى كتب سلسلة الصين الثقافية، من بينها كتاب بعنوان «النحت الصيني»، للكاتب تشاو ون بينغ، ترجمها للعربية لي وانغ يا، وقدم مراجعتها دو تشونغ، لـ دار النشر الصينية عبر القارات، ومن بين أهم موضوعاتها «الجيش تحت الأرض للإمبراطور تشين شي هوانغ»، وهي تماثيل جنود وخيول عظيمة اكتشفها بالمصادفة فلاح عندما كان يحفر بئر في الجانب الشرقي لضريح الإمبراطور تشين شي هوانغ في مقاطعة شنشي، وتقدر زمنية الاكتشاف: أي بعد وفاة الإمبراطور بأكثر من 2000 سنة، وقبل المضي قدماً في تفصيل التفسير الواقعية الصينية في النحت التقليدي، فإن الوصول إلى هذا البعد يجعل المتذوق للفنون عموماً يذهب نحو مقاربة الفنون الصينية بشكل عام، وإعادة طرح مسألة قطعة الخزانة الصينية الشهيرة في اللوفر ـ أبوظبي، وصولاً إلى «متحف العالم» في بريطانيا، وتحديداً مدينة «ليفربول»، التي تقيم إلى الآن معرضاً فنياً بعنوان «الإمبراطور الأول للصين ومحاربو التراكوتا»، لمجموعة منتقاة من المقتنيات الخاصة بضريح الإمبراطور، وما يمكن تفسيره في الآنية التفاعلية للثقافة والالتقاء، كالذي يمكن معايشته في الأطروحة أعلاه، أن هناك تجلياً عميقاً لفضاء مملوء بالاحتمالات لمستوى الدور الثقافي، متجاوزاً الحيز المكاني الجغرافي، إلى تواصل لا نهائي، وأثر متأصل في اللاواعي لدى الأفراد. الوصول إلى الإيمان بالفعل الثقافي، باعتباره تراكماً من المشاهدات اليومية للحياة الفنية والإبداعية والمعرفية، لن يجعلنا في الإمارات نقف عند حدود تعلم اللغة الصينية، فالحوار يستدعي إدراكاً عميقاً ليس لمعارض فنية ومقتنيات ضخمة، ولكن لكيفية ربط اللغة بالمقتنيات، وتحويلها إلى مساحة من النقاش، ودراسة أثرها على المخرجات الإنسانية. وللمتابع أن يتأمل أنها ليست المرة الأولى لمدينة أبوظبي في محاولتها الدائمة لإحداث اللقاء الثقافي العالمي، فبالرجوع على سبيل المثال، إلى القمة الثقافية في أبوظبي، نظمت دائرة الثقافة والسياحة وقتها، استضافة متفردة لمبدعين وفنانين من الصين، عزفوا وقتها على آلاتهم التقليدية، مقدمين رؤيتهم في ما يمكن اعتباره تواصلاً ثقافياً، من دون أن ينطقوا بكلمة صينية واحدة، عاكساً بعد الرؤية الواضحة التي تقدمها دائرة الثقافة والسياحة، لمشروع ممتد، سينتج على المدى البعيد، ذائقة فنية، تستوعب أن أوتار آلة الـ تشنغ الصينية، لابد وأن تحاور أوتار آلة العود، في قمة السلالم الموسيقية الجانحة للآلتين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©