عبدالرحيم حسين، علاء مشهراوي (رام الله)
أوعز رئيس بلدية القدس نير بركات، إلى طواقم تخطيط متخصصة، بتقديم مخطط شامل لإقامة حي استيطاني جديد يتألف من 8 آلاف وحدة سكنية في منطقة عطروت خصما على أرض قرية قلنديا المحتلة شمال القدس. تزامناً مع منح سلطات الاحتلال موافقتها النهائية أمس على بناء 153 وحدة استيطانية في حي جيلو الاستيطاني بالقدس الشرقية المحتلة، حيث أعلن نائب رئيس البلدية ورئيس لجنة التخطيط والبناء فيها مئير ترجمان، أن «المقاولين يستطيعون البدء بالبناء غداً». واستشهد شاب فجر أمس وأصيب آخر بجراح بالغة في الرأس، برصاص الاحتلال في حادثين منفصلين قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بينما أصيب جندي إسرائيلي مساء أمس الأول، إثر تعرض قوة إسرائيلية لإطلاق نار خلال عملية اعتقال بمدينة جنين، حيث اعتقل جيش الاحتلال، 9 مواطنين بمداهمات واقتحامات شنّتها في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية. وفي حادث لم تتضح طبيعته ودوافعه، أفادت شرطة الاحتلال بمقتل شخص بانفجار سيارة بعد ظهر أمس، في بلدة كريات يام قرب مدينة حيفا، فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الشخص الذي قتل كان من بين 3 أشخاص أصيبوا جراء الانفجار.
وأعلنت بلدية القدس الإسرائيلية أمس، أنها منحت موافقتها النهائية لبناء 153 وحدة استيطانية في حي جيلو الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة.
وقال نائب رئيس البلدية ورئيس لجنة التخطيط والبناء فيها مئير ترجمان «يستطيع المقاولون البدء بالبناء غداً»، مبيناً أن القرار يأتي تزامناً مع إعلان بناء وحدات استيطانية جديدة بعد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. وأوضح أنه في الأيام أو الأسابيع المقبلة ستحصل 450 وحدة استيطانية، تشمل الوحدات التي تمت الموافقة عليها أمس، على تراخيص في حي جيلو الاستيطاني. ولفت ترجمان إلى أن هذه المشاريع «جمدت لسنوات» بسبب ضغوط مارستها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. ويقع حي جيلو الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة التي يتطلع الفلسطينيون أن تكون عاصمة لدولتهم العتيدة. ويعتبر المجتمع الدولي جميع المستوطنات غير قانونية، سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية أو لا، وأنها تشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق السلام.
في الأثناء، طالب رئيس بلدية القدس، طواقم التخطيط بتقديم خطة شاملة لإقامة حي استيطاني جديد يضم 8 آلاف وحدة سكنية في منطقة عطروت على أرض قرية قلنديا المحتلة شمال القدس. ويشمل المخطط 8 آلاف وحدة استيطانية تخصص «للتيار الحريدي» وهو جماعة اليهود المتدينين الذين يطبقون الطقوس الدينية، إضافة إلى منطقة صناعية وتجارية تقابل الحي الاستيطاني المذكور. وبحسب مصادر عبرية، فإن بركات بادر وطالب بوضع هذا المخطط، بحيث يتجاوب مع احتياجات وخصوصية هذا التيار، الذي يتألف من عائلات كثيرة الأولاد، والأخذ بعين الاعتبار التخطيط لوحدات استيطانية أيضاً للأزواج الشابة، بما مجموعه نحو 8000 وحدة استيطانية. وخصص لهذا الغرض قطعة أرض بمساحة عشرات الدونمات في منطقة عطروت شمال القدس، وصدرت التعليمات بتحويلها إلى منطقة سكانية. كما أضيف إليها تعليمات بالتخطيط إلى منطقة صناعية وتجارية، مقابل الحي الاستيطاني الجديد، بهدف توفير أماكن عمل وتشغيل لسكان الحي. وكانت منطقة عطروت مخصصة كمنطقة صناعية وتجارية فقط، لكن المخطط يقضي بتحويلها إلى حي استيطاني كبير ليستقطب عشرات آلاف اليهود الحريديم الجدد إلى مدينة القدس، ورفع مجموع عدد اليهود فيها.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أمس أن السلطة الفلسطينية ستتوجه الأسبوع المقبل لمحكمة الجنايات الدولية، لتقديم «إحالة بشأن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي». وأضاف المالكي، في حديث لإذاعة «صوت فلسطين»، أن لدى القيادة الفلسطينية مجموعة من النشاطات والفعاليات من أجل العمل على وقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية. وتابع «الأسبوع المقبل سنقدم إحالة لمحكمة الجنايات الدولية بشأن الاستيطان الإسرائيلي لكي تبدأ بالتحقيق الرسمي بهذا الخصوص»، مضيفاً بقوله «سننضم قريباً لمجموعة من المعاهدات والمؤسسات الدولية لتوفير الحماية لشعبنا وأرضنا، سنستنفذ كل الإمكانيات المتاحة».
عدد اليوم
