تضاربت تصريحات مسؤولين وزعماء عشائر في محافظة الأنبار غربي العراق أمس، بشأن جهود تحرير الرمادي والفلوجة من تنظيم «داعش»، وسط أنباء عن إحكام جماعات متحالفة معه قبضتها على الفلوجة، فيما أدت هجمات وتفجيرات متفرقة في أنحاء العراق إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة 81 آخرين بجروح.
وذكرت مصادر عسكرية وعشائرية أن قوات الأمن العراقية ومجموعات من مسلحي العشائر تتقدم باتجاه الفلوجة لتحريرها من مسلحي «داعش»، فيما نصب قناصة التنظيم مواقع لهم أعلى البنايات لايقلاف تقدمها. ووجه أئمة الجوامع عبر مكبرات الصوت نداء إلى أهالي حيي العسكري والشهداء في المدينة لترك منازلهم تجنباً للصدامات والعمليات العسكرية التي قد تنفذ في الساعات المقبلة. وفجّر مسلّحون مركزين للشرطة الحيين، ما أدّى إلى تدميرهما بالكامل.
وقال مصدر في مجلس محافظة الأنبار إن وجهاء وشيوخ عشائر الفلوجة بدأوا أمس اجتماع «الفرصة الأخيرة» مع ممثلين للجماعات المسلحة في إحدى ضواحي جنوب المدينة، لإقناع المسلحين بالخروج منها وتجنيبها كارثة محدقة. وتتضمن خطة العشائر، انسحاب كل المسلحين من أهالي المدينة والقادمين من خارجها خلال شهر واحد، لتتسلم قوات الشرطة المحلية مسؤولية بسط الأمن، على أن يضمن الاتفاق توفير ممر آمن لانسحاب المقاتلين.
واعترف مسؤولون وسكان بأن مسلحي «داعش» وجماعات أخرى أحكموا قبضتهم على الفلوجة في تجاهل لمساعي إقناعهم بمغادرتها. وأوضح مسؤولون محليون ومصادر أمن وسكان وشيوخ عشائر أن عشرات من مقاتلي التنظيم تسللوا إلى المدينة حاملين مختلف أنواع الأسلحة الصغيرة وقذائف المورتر حتى صواريخ «جراد» والمدافع المضادة للطائرات، معظمها وصلت إليهم من المناطق الواقعة جنوب المدينة والخاضة لنفوذ عشائر معادية للحكومة العراقية.
وذكروا أن جماعات مسلحة دخلت في تحالف واسع مع «داعش» أو سعت إلى فرض نفوذها منذ أن خرجت المدينة عن سيطرة الحكومة، ومن بينها «كتائب ثورة العشرين» و«الجيش الإسلامي» و«جيش المجاهدين» و«جيش الراشدين» و«أنصار السنة» و«جيش رجال الطريقة النقشبندية» بزعامة عزة إبراهيم الدوري النائب الأول لرئيس النظام العراقي السابق. وزعت منشورات تعلن تشكيل لجان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال مسؤول محلي كبير طلب عدم نشر اسمه «مصادرنا في الفلوجة تشير إلى أن عدد المسلحين تجاوز 400 في الأيام القليلة الماضية ووصلت إليهم كميات أكبر من المدفعية المضادة للطائرات». وقال الزعيم العشائري المفاوض في المدينة الشيخ محمد البجاري «ولاء العشائر المنتشرة حول الفلوجة للحكومة المركزية، صفر». وأضاف «الآن لا يسيطر الجيش على أي شيء ولا يمكنه إغلاق أي طريق إلى المداخل الجنوبية للفلوجة».
وقال مسؤول محلي ومفاوض طلب عدم نشر اسمه «لا نتوقع أن يستجيب مسلحو داعش. جاءوا لبسط سيطرتهم على المدينة ولا سبيل لإخراجهم من دون قتال». وقال محافظ الأنبار أحمد الدليمي، خلال مؤتمر صحفي مع عدد من القادة الأمنيين، «إن العمليات العسكرية في الفلوجة ستبدأ بعد الانتهاء من عمليات الرمادي».
وقال مصدر أمني إن قناصين من «داعش» أوقفوا أيضاً تقدم قوات الشرطة والعشائر لاستعادة حيي الملعب و«شارع 60» في الرمادي ومنطقتي الكرمة والبوبالي شرق المدينة. وأوضح أنهم متمرسون وقد تلقوا تدريبات خارج العراق ولديهم أسلحة قنص متطورة وباستطاعة رصاصها اختراق الدروع الأمنية الواقية من الرصاص.
ميدانياً، ذكر مصدر في شرطة محافظة الأنبار أن قوة عسكرية عراقية قصفت مجلس شيخ قبائل جميلة رافع الجميلي في منطقة الكرمة شرق الفلوجة بقذيفتي دبابة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أقربائه وإصابة اثنين آخرين بجروح. وأضاف أن الجميلي هو أحد قادة اللجان التنسيقية للتظاهرات التي كانت قائمة في المحافظة احتجاجاً على النهج الطائفي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وقتل شخصان جراء القصف العسكري بقذائف الهاون على الفلوجة.
وذكرت مصادر أمنية وطبية أن 14 شخصاً قتلوا وأصيب 47 آخرون بجروح جراء تفجير 6 سيارات مفخخة وسقوط قذائف هاون في أحياء الطوبجي والمنصور والجامعة والعدل غربي بغداد، والنهضة والعطيفية وسط بغداد. كما اقتحم مسلحون سجن الأحداث في الطوبجي بعد اشتباكات عنيفة مع حراسه وتمكنوا من تهريب عدد غير معلوم من السجناء. وأحبطت قوات الجيش أحبطت محاولة مسلحين اقتحام «مول المنصور» في حي المنصور وتمكنت من فرض سيطرتها عيه بالكامل انتشرت في طوابقه كافة.
وذكرت الشرطة العراقية أن شرطياً قتل وأصيب 4 آخرون بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة تحت دوريتهم في التاجي شمال بغداد.
وقتل 3 أشخاص وأصيب 9 آخرون بجروح جراء تفجير عبوة ناسفة في سوق بلدة المداين جنوب بغداد.
وقال مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين إن 4 جنود أصيبوا بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة لدى مرور دورية للجيش العراقي في بيجي شمال تكريت، حيث أصيب أحد قادة قوات «الصحوة» العشائرية بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه. وأسفر انفجار عبوتين ناسفتين بالتعاقب لدى مرور دوريتين للشرطة في تكريت عن إصابة شرطيين بجروح.
وذكرت نقابة الصحفيين العراقيين بمحافظة ديال أن مراسل فضائية «الشرقية نيوز» في بعقوبة سيف طلال أصيب بجروح خطيرة جراء إطلاق مسلحين الرصاص على سيارته قرب تقاطع كاطون الرحمة شمال غربي المدينة.
وقال مصدر أمني في محافظة التأميم إن عبوتين ناسفتين انفجرتا بتتابع سريع في السوق الشعبي في دوميز جنوب كركوك، ما أدى الى مقتل شحصين وإصابة 10 آخرين بجروح. وقال مصدر أمني في محافظة نينوى، إن مدنياً قتل بنيران مسلحين على طريق الموصل-بغداد جنوب الموصل، وأصيب ضابط برتبة مقدم بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة تحت دورية شرطة في حي النجار غربي المدينة. وقتل جندي بهجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش تابعة للجيش شرقي الموصل.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن أن قوة من شرطة محافظة صلاح الدين اعتقلت 4 مطلوبين بتهمة الإرهاب في بلدتي الدور والعلم شرق تكريت. وذكر مصدر في شرطة محافظة واسط أن قوة شرطة اعتقلت 5 مطلوبين وفق قانون مكافحة الإرهاب العراقي في الصويرة شمالي المحافظة وضبطت كانت بحوزتهم 10 صواريخ «آر. بي. جي» مضادة للدبابات و10 قذائف معدة للتفجير.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية أن قوة من «قيادة عمليات الجزيرة والبادية» ألقت القبض على إرهابي سوري الجنسية، وتمكنت من حرق 3 زوارق تابعة لتنظيم «داعش» في قضاء القائم غرب الرمادي.
عدد اليوم
