الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كريم ثابت: حياتنا منهوبة ونعيش زمن الاقتحام

كريم ثابت: حياتنا منهوبة ونعيش زمن الاقتحام
21 يوليو 2018 22:01
محمد نجيم (الرباط) قدم الفنان التشكيلي المغربي كريم ثابت، مؤخراً، أحدث أعماله الفنية بمعرض «ملتقى نوافذ الدولي للفنون» بمدينة سطات المغربية، والذي شاركت فيه أسماء فنية وازنة من السعودية وتركيا والجزائر وبريطانيا والمغرب ودول أخرى. وتأخذ أعمال ثابت الزائر إلى عوالم سحرية عبر ألوان فيها الكثير من الفرح والتفاؤل، والشغب اللوني، وهو في هذا المعرض كما في معارضه السابقة، يُلامس الزمن الجميل موقظاً طفولتنا البعيدة والنائمة في ذكرياتنا، ويقدم لنا عوالم من الفرح تعكسها البالونات الملونة والوجوه المنشرحة الضاجة بالسعادة والحياة، وكأن الفنان يعمل على استعادة براءة الطفولة وفرحها في عالم أصبح فيه الفرح عملة نادرة. وعن طغيان الفرح والألوان الفاتحة في أعماله يقول الفنان كريم ثابت لـ «الاتحاد»: دائماً ما حاولت أن أجعل من لوحتي فضاء رحباً فسيحاً مليئاً بالفرح والبهجة والسرور، فأنا أعمد باستمرار إلى اختيار ما يجعل اللوحة هروباً نحو السكينة، هروباً من عالم أصبح ضاجاً بكل أشكال المنغصات، عالم تنتهب فيه حياتنا، وأصبحنا معه نتوجس من أن يأتي صبح جديد مخافة أن يكون محملاً بما هو أبشع مما مضى، إنه عالم الاقتحام، أصبحنا نُقتحم في سعادتنا، في أحلامنا، في هدوئنا، في خلوتنا في كل ما يجعل الفرد يحس بالاختلاف، بالراحة والانسجام، لذلك قررت منذ ما يقارب الخمس سنوات، أن لا أستعمل في أعمالي الفنية إلا ألواناً مبهجة تدخل على مشاهديها ارتياحاً طفولياً لطيفاً يجعلهم ينسجون بألواني عالماً استعادياً، يعود بالمتلقي إلى طفولته، ليعيش من جديد ما لم يعشه أو ربما فاته في تلك المرحلة الذهبية من الحياة. وعن تميز الفنان وتفرّد رؤيته للأشياء وللعالم، يقول ثابت: لقد أصبح من المستحيل في عصرنا الراهن الحديث عن التفرد في أي مجال؛ فهذا هو عصر الانفتاح وتثاقف الخبرات، فقد تجد أعمالك مُستنسخة بشكل جد لافت للانتباه في مكان ما من هذا العالم، لأن الكل أصبح مطلعاً على تجارب وأبحاث الكل، إلا أنني ورغم ذلك أحاول ما أمكن أن أسير على نهج ونمط بحثي معين متفرد، وخاص، يمنح عملي خصوصية تميزه عما سواه، سواء كان ذلك على مستوى المادة أو اللون أو المضمون، فعلى مستوى المادة أجد نفسي دائماً مفتوناً بالاشتغال على المواد المختلفة والمتنوعة التي تضفي على العمل صبغة الواقعية والحضور الفعلي في العالم الخارجي. أما على مستوى اللون فأنا أفضل الألوان المبهجة الفرحة والتي تزيد العمل الفني بهجة وحضوراً، بينما الموضوع أحدده حسب رغبتي الآنية في التطرق لثيمة ما أو تصور معين أو سرداً لقصة تحاك خيوطها في ذهني، أو تجسيداً لوضعية معينة لمجموعة من الشخوص التي تتوارد على مخيلتي، فتجدني أضعها داخل اللوحة في وضعيات شاعرية أو رومانسية أو حتى هزلية، وذلك من أجل خلق فضاء يعج بالحياة والحركة. إن سند اللوحة هو المكان الوحيد الذي يجمع كل المتناقضات وكل المتآلفات في آنٍ واحد، وهو المكان الوحيد أيضاً الذي يضع فيه الفنان كل ما يفكر فيه بكل حرية. وعن طفولته، يقول: كانت طفولتي استثنائية بكل ما في الكلمة من معنى، لن أقول لك إنه كانت بها بعض العوائق بل إنها انطلقت منذ البداية بالعوائق، فقد حباني الله (والحمد لله) منذ سن الثالثة بمرض شلل الأطفال ففقدت القدرة على الوقوف والمشي، إلا أنني، بفضل الله، وبالرؤية الواعية لأبي وأمي استطعت التغلب على كل العوائق، وسرت في مساري الدراسي بصبر وعزيمة إلى أن بلغت الدكتوراه، كما أن مساري الفني عرف ولا يزال تطوراً إيجابياً أتمنى أن أحافظ عليه بالبحث والتجديد، كل هذا جعلني بالفعل أعتبر أن الفن بصفة عامة ليس فقط حديقة ننطلق منها لاكتشاف الذات والعالم فقط، بل هو ما يؤسس الذات والعالم معاً، إنه المحرك الديناميكي لكل الرغبات والهواجس الإيجابية التي تجعل من الفرد يعيش حالة زهو وحبور، تجعله يمتلك العالم ولو مجازاً، تجعله يعيش سعادة قصوى وهو يحدث في هذا الكون الشاسع شيئاً يستحق الانتباه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©