الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صدقيني عن غير قصد

21 يوليو 2018 20:55
تعتريكَ الفوضى في المشاعر.. والعجز في الوصف.. وزحمة في التعابير.. وتارةً يخيّم الصمت عليك وعلى بنات أفكارك.. وكأن الزمن توقف.. وتلاشت كل الحروف والكلمات.. وتفقد مسارك لا تعلم من أين البداية وأين النهاية.. وتارةً يعتريك شعور بأنك أهنت تلك المشاعر بوصفها بين سطور وحروف وكأنك أضعت مقام المقال. تتحول الحروف والكلمات كألوان وريشة بين يدي فنان عندما نتذكر عمق تعابير حواسها بزوايا وجهها الدقيقة.. تُغمض عينيك عندما تتخيل لمعة عينيها ولهفة نظرتها وهي تنظر إليك وأنت تكبر لحظة بلحظة.. تشعر بحرارة عينيك عندما تتذكر دمعة أسقطتها من حرم عينيها بجهلٍ عن غير قصدٍ.. صدقيني عن غير قصد. نخجل من أي شكوى لمرضٍ يصيبنا عندما نتخيل أنين مخاضكِ وقوتك في تحمل ألم وأنت تدفعين بطفلك من أحشاء رحمكِ ليسقط بين يديكِ وتنسينا رحلة الموت بلحظة عند سماع صوت بكائه الأول. تأخذ شهيقاً، تنتفض فيه أوردة دمك عندما تتذكر أعباق أنفاسها وهي تلاهث وتتعب لترسم الابتسامة على محياك.. تنقض على شفتيك بحدة أسنانك عندما تتذكر أن يوماً ما قد تلعثمتَِ بكلمة أو لفظٍ قد مسَّ مشاعرها الطاهرة العفيفة بسوء عن غير قصد. صدقيني عن غير قصد يا غاليتي. تُطبق بيديك على أذنيك بندمٍ عندما تتذكر أن سمعك قد خانك ولم تنصت لقافية كلامها الموزون بالحكمة والنصيحة الصادقة.. تتبرأ من مشاعرك وتنكر حدسك عندما تتذكر أن في لحظة ما قد اتهمت حدسها وحسها بالمبالغة والخوف. في وسط كل ذلك.. أسجد لله عز وجل الكريم سجدة شكر لأن عبيرُك ما زلت أشتمه في ثنايا جسدي، ولأن عينيكِ ما زالتا تبصران جمال ملامحكِ في وجهي.. ولأني ما زلت أتلفظ بحروف اسمكِ. وأناديكِ.. الآن أصبح قلمي يتسارع بنبضات حروفه من الفرح والسرور.. لأني أعلم أنكِ سوف تقرأين حروفي الخجولة منكِ.. وأعلم أنك سوف تذهبين بسطوري لزمنٍ بعيدٍ ماضٍ ولكن انظري في محياي لتري مستقبلٍ يحفه حبك ورضاك يا غاليتي... الآن أترك ريشتي كفنان، وأمسك قلمي كعاشقٍ يتغزل بمعشوقته ويحنو لغاليته وأنتِ ليس الحبَ بل الحب هو أنتِ، ومن أحب غيركِ وأسماها حبيباً فهو ليس بجاهلٍ ولا غبياً ولا أهوجاً بل هو من فقد الإنسانية كلها وفقد نفسه. ومن التفت حوله بعد مرور هذا الشريط من الذكريات، وقد حرق الدمع عينيه وفطر الشوق قلبه لأمه التي غادرت الحياة الدنيا، فليتذكر أن يستودعه لرحمة الرحمن الرحيم التي تعجز أمامه كل رحمة أمهات العالم وأن يصله بجسر الصدقة وينور قبرها بأزهار صدقاته وحسن دعائه لها بالرحمة والمغفرة. سحر أيمن الحجيلة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©