أبناؤنا الطلبة في مختلف مراحلهم الدراسية، بدأت إجازتهم الصيفية الطويلة، وبدأوا معها حالة من الشعور بالفراغ الذي يجب علينا أن نتلافى سلبياته، حتى لا يقع أبناؤنا في المحظور من السلوكيات الخاطئة. يمكن تلافي تلك السلوكيات، من خلال إيجاد أجواء مناسبة من الترفيه والتسلية كالأنشطة الرياضية، والبرامج الهادفة المتـنوعة والمفيدة، التي تنمي من قدراتهم ومواهبهم. فالشباب وما يمتـلكونه من قدرات وطاقات هائلة، نحن بحاجة لاستـثمارها الاستـثمار الأمثـل، وبشكل علمي وعملي، وفي المجالات كافة، للاستفادة منها في مسيرة التنمية والنهضة المستدامة. وهذه الطاقات تحتاج في صقلها إلى برامج مدروسة، تقام وتُـنفذ في فترة الصيف، لكي نبعِدُ عن أبنائنا الطلبة ذلك الفراغ، والذي غالباً ما يقع فيه بعض أبنائنا في مشاكل، تقلق الآباء، وتكلفهم الكثير من المتاعب، نحن في غنى عنها. ونتيجة هذا الفراغ، غالباً ما يلجأ الأبناء إلى ممارسة الألعاب الإلكترونية، من خلال الهواتف الذكية، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية ذات التقنية العالية التي يوفرها الآباء بسخاء لأبنائهم، وخاصة منهم الأطفال، الذين يستخدمونها بكل سهولة، لدرجة الإدمان عليها، ودون مراقبة من الآباء، ولذلك فَقَدَ الكثير من الآباء التحكم على سلوكيات الأبناء، في متابعة واستخدام تلك الأجهزة.
لا يجب إهمال هذه المراقبة، أو الانشغال عنها، بأي حال من الأحوال، فعدم المراقبة، من الآباء لأبنائهم، يؤدي إلى مؤثرات سلبية كبيرة، وعواقب خطيرة، يعاني منها الأبناء والآباء. فهذه الألعاب فيها الكثير من الأضرار على الصغار والكبار، ولكن الأطفال الصغار، هم الأكثر تضرراً، من مؤثرات تلك الألعاب. ولهذا، من الضروري جداً، أن نتابع طريقة استخدام أبنائنا لتلك الألعاب، وما تتضمنه من مشاهد ومعلومات، لأن أغلب تلك المشاهد والمحتويات، لا تتـناسب مع عقلية أبنائنا، ناهيك عدم تناسبها مع قيمنا وعاداتنا العربية والإسلامية، خاصة مشاهد العنف والرعب التي تحتويها تلك الألعاب، وفيها من الضرر الكثير على أبنائنا الأطفال الصغار، وأيضاً اليافعين. لهذا وغيره من الاعتبارات، يجب علينا أن نوفر لهم البدائل من الأنشطة والبرامج المناسبة والأكثر إفادة، التي تتناسب مع كل القدرات الطلابية، فمثـل هذه البرامج، يكتسبُ أبناؤنا الطلبة منها، الخبرات والمهارات والمعارف العلمية والعملية.
همسة قصيرة: الفراغ الروحي، هو المعضلة الكبرى لكثير من البشر.
عدد اليوم
