الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ارتفاع منسوب مياه المتوسط يهدد دلتا النيل

28 يناير 2010 00:58
قد تتعرض دلتا النيل في مصر لكارثة تدمر الأراضي الزراعية وتدفع السكان إلى هجرة جماعية إذا لم يتم التصدي لمشكلة التغير المناخي الذي يتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط, بحسب ما يقول الخبراء والمزارعون المصريون. وبدأ بالفعل تآكل الأراضي وانخفاض خصوبتها بسبب الأملاح في دلتا النيل التي تمتد من القاهرة حتى البحر المتوسط ويحدها من الجانبين فرعا نهر النيل والتي كانت على مر التاريخ مخزن حبوب مصر. وخلال العقد الماضي، زاد منسوب البحر 20 سنتيمترا. واذا ما ارتفع متراً إضافيا فسيؤدي ذلك إلى غرق 20% من أراضي الدلتا, بحسب دراسات للخبراء. ويقول تقرير حكومي مصري حديث حول شواطئ الإسكندرية انه “يتوقع ارتفاع منسوب مياه المتوسط بمقدار 30 سنتيمتراً بحلول العام 2025 وهو ما سيؤدي الى إغراق 200 كيلومتر مربع” ما سيضطر بدوره نصف مليون شخص الى النزوح. وبحلول نهاية القرن الحالي، سيصبح سبعة ملايين شخص على الأقل “نازحين من ضحايا التغير المناخي”. وتشكل أراضي الدلتا ربع المساحة الزراعية في مصر أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان (80 مليوناً). ويصدر جزء كبير من الإنتاج الزراعي للدلتا وهو ما يعود على البلاد بدخل كبير. وبدأ بعض المزارعين هجرة أراضيهم بينما يحاول البعض الآخر التصدي لمشكلة ملوحة التربة بتغطيتها بطبقة من الرمل لتكون بمثابة عازل عن الإملاح. ويقول السيد سعد وهو مزارع يملك قطعة أرض تقع بين رشيد والإسكندرية “إننا نشتري هذا الرمل الذي يكلفنا كثيراً، من أجل تكوين طبقة عازلة تتيح للمحصول أن ينمو ولكن الأمر أصبح صعبا للغاية”. وبدأت شركات هندسية متخصصة في دراسة هذه المشكلة. وأعد ممدوح حمزة وهو مهندس وخبير مصري في التربة دراسة لرفع مستوى الشاطئ مترين مع إنشاء حاجز يمنع في الوقت نفسه المياه من المرور والأملاح من التسرب الى التربة. وعرض ممدوح حمزة مشروعه على السلطات ولكنها لم تبت فيه بعد خوفا بصفة خاصة من أن يؤثر على الشواطئ السياحية للساحل.وتقر مصر بأنها تعاني من آثار التغير المناخي والارتفاع الحراري ولكنها تحمل المسؤولية للدول الصناعية الكبرى. ويؤكد محمد الراعي وهو خبير في المركز الإقليمي لمواجهة الكوارث أن “نصيب مصر من الغازات المسببة للارتفاع الحراري في العالم لا يتجاوز 0,6%”. ولكنه يضيف أن “التغير المناخي يشكل دون أدنى شك تهديداً للأمن الغذائي وللنظام الاجتماعي برمته”. ويتابع “اذا ما غمرت المياه بعض المناطق فينبغي تحويلها الى مزارع سمكية واذا كان هناك إمكانية لحماية مناطق أخرى فينبغي بناء حواجز”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©