الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الماتادور «يموت واقفاً».. و«العدل» أن يغادر البطولة !

الماتادور «يموت واقفاً».. و«العدل» أن يغادر البطولة !
20 يونيو 2014 00:28
إنه يوم جميل في حياة الكرة التشيلية، التي استطاعت أن تبهر المونديال بأداء راق للغاية، ونجحت في أن تفرض نفسها تماماً على المنتخب الإسباني «الجريح»، وذلك من خلال العديد من الأفكار الرائعة للمدرب خورخي سامباولي، الذي منح لاعبيه الثقة الكاملة ونجح في تحفيزهم بشكل رائع مستغلا حالة الإحباط الكبيرة في صفوف «الماتادور». لقد فهم لاعبو تشيلي ما يريده المدرب، وبات واضحاً أن الفريق يفكر في شيء واحد فقط وهو الفوز، ولو فكر المدرب التشيلي في غير ذلك لانعكس ذلك على اللاعبين في أرض الملعب، ولكن مؤشر الفريق التشيلي كان رائعا للغاية وفي ارتفاع من فترة لأخرى من خلال حالة التركيز العالية بين كافة اللاعبين، والروح القتالية التي خاضوا بها اللقاء كانت من أهم المميزات، وقد لاحظت هذه الروح على المدرب قبل المباراة ونجح في أن ينقلها بشكل ممتاز إلى أرض الملعب وفي أقدام لاعبيه، حيث شاهدنا إصرار اللاعبين على الجري وراء كل كرة، حتى وإن كانت لعبة «ميتة». ومن وجهة نظري أن هذه الروح العالية كانت ضرورية للغاية، خاصة وأن الإسبان محبطون بشكل كبير، ولم أرهم بهذا الاحباط من قبل، وكانت النتيجة القاسية التي تحققت في مباراة هولندا الأولى في المونديال بمثابة الضربة الموجعة التي جعلت «الماتادور» في حالة ضياع كامل قبل أن يلتقي تشيلي، وعقب تلك المباراة المأساوية للإسبان ضد هولندا، قلت لابد أن يستعيد لاعبو إسبانيا الثقة حتى يسيرون في البطولة بشكل جيد، لكن الثقة لم تعد، وبالتالي وقعت الخسارة الثانية، وضرب المنتخب التشيلي ضربته القاضية الثانية للإسبان. ويجب ألا نقلل من الانتصار الذي حققه المنتخب التشيلي، ولا نقول أنهم هزموا فريقا سبق أن خسر بخماسية، بل هم فازوا على بطل العالم، ومنتخب كان مرشحا قويا قبل انطلاق المونديال للحفاظ على لقبه، ولكنها كرة القدم التي تذهب بعيدا عن الأحلام والطموحات في أوقات كثيرة. وكانت هناك الكثير من الأفكار والخواطر والهواجس التي يبحث عنها ديل بوسكي ولاعبوه قبل لقاء تشيلي، منها كيفية استعادة الهيبة لبطل أوروبا والعالم معا، وهذه الأمور كانت تتطلب تدخلا سريعا من المدرب ديل بوسكي من خلال منحه الراحة لبعض اللاعبين وجلوسهم على دكة البدلاء، خاصة الحارس كاسياس، والذي ظهرت الضغوط كبيرة عليه بعد الأخطاء الكارثية التي تسبب فيها في لقاء هولندا، بل واستمرت الأخطاء ضد تشيلي، وبالتالي كان مفترضاً أن يجلس كاسياس بين البدلاء لفقدانه الثقة، وقد ظهر ذلك جليا سواء في مباراة هولندا أو التشيك بخروجه في توقيتات غريبة من مرماه. اهتزاز الثقة ولكن ما يؤلمني ليس كاسياس فقط، بل حالة الاهتزاز وعدم الثقة، والتي كانت كبيرة ومتنوعة بين لاعبي الفريق، وهو ما يوضح أنه مهما تدخل ديل بوسكي في مثل هذه الحالات فإن الثغرات ستكون موجودة في أكثر من مكان، طالما أن هناك فقدانا كبيرا للثقة بين أكثر من لاعب، وما فعله التشيليون يجعلني بالفعل أحتفل معهم بهذا الانتصار المتميز. وأكرر مجدداً أنه يوم تاريخي في الكرة التشيلية، ليس لأنه حقق الفوز على إسبانيا فقط، بل لأن الفريق قدم عرضا ممتعا من كل الجوانب ولم يمنح أي فرصة للفريق المنافس للظهور أو بالعودة للمباراة. ومن الملاحظ أن رغبة اللاعبين كانت قوية في تقديم الأفضل، حتى لو تغيرت مراكزهم في أرض الملعب، وخير دليل على ذلك جاري ميديل، والذي كان يلعب مدافعا، وأمام إسبانيا وجدته في خط الوسط، ووضح كأنه يلعب منذ سنوات طويلة في هذا المركز، وليس أمام إسبانيا، ويبدو أن اللاعب تدرب بشكل رائع على هذا المركز حيث قام بدور متميز للغاية طوال المباراة، حيث ساهم في دعم الهجوم وكان متناسقا مع زملائه في خط الوسط، مع تأدية للعديد من الأدوار الدفاعية الأخرى والتي جعلت الفريق بشكل عام يظهر أكثر تماسكا. ولم يكن جاري ميديل وحده متألقا، بل كان أوترو فيدال والعائد من الإصابة من فترة قصيرة له دوره الفعال في خطي الوسط والهجوم، وتوقعت منه ألا يظهر بهذه القوة، لكنه كان يلتحم في كل الكرات ولا يخشى الإصابة أن تعود، أضف إلى ذلك أليكسس سانشيز والذي قدم مباراة متميزة في كافة الجوانب وفعل كل ما يريده في الكرة ضد أبناء الإسبان. مغادرة عادلة وعندما ننتقل إلى الجانب الآخر من المباراة فإنني أرى أنه من العدل والإنصاف أن تغادر إسبانيا المونديال، ويمكن أن نطلق وصفا آخر على «الماتادور» الإسباني في المونديال بأنه «مات واقفاً»، ولن ألوم المدرب أو اللاعبين، خاصة وأنهم واجهوا فريقين قويين في بداية المشوار المونديالي، ولن نقول إن إسبانيا خرجت لأنها ضعيفة، بل لأن هولندا وتشيلي كانا أقوى للغاية، ولابد أن نمنحهما كل التقدير والاحترام على ما قدماه من عرضين رائعين أمام الإسبان، وضربة الهولنديين كان يمكن علاجها، لكن التشيلي لم يمنح ديل بوسكي ورفاقه الفرصة فطرحهم بضربة جعلتهم يودعون البرازيل في مفاجأة من العيار الثقيل بالطبع. وهناك نقطة مهمة للغاية لابد من التفكير والبحث فيها فيما يخص المنتخب الاسباني، وهي أن الدوري الأوروبي أنهك قوى المنتخب من خلال وجود أكثر من فريق استمر حتى نهائي البطولة، وهذه تأثيراتها جاءت سلبية وانعكست على أداء اللاعبين في أرض الملعب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©