عواصم (وكالات)
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن 7 ملايين سوري فروا من البلاد خلال النزاع الدامي الذي اندلع منذ أكثر من 7 سنوات، مبينة أن 1.7 مليون منهم يمكنهم العودة إلى ديارهم في «القريب العاجل» غداة كشفها عن إنشاء مركز مشترك مع دمشق، معني بعودة اللاجئين والنازحين، مشيرة إلى أنها أرسلت «مقترحات مفصلة» لواشنطن بشأن تنظيم عودة اللاجئين لسوريا بعد اتفاقات توصل إليها الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في هلسنكي قبل بضعة أيام.
وبدأت عصر أمس، عملية «تهجير» مقاتلين ومدنيين من محافظة القنيطرة قبالة هضبة الجولان، باتجاه إدلب، بموجب اتفاق أبرمته روسيا مع الفصائل المسلحة بالمنطقة، أعلن الجنرال ميخائيل ميزينتسيف رئيس المركز الوطني الروسي للدفاع، أن البنية التحتية في المدن السورية الكبرى وفي التجمعات السكانية، مدمرة بنسب تتراوح بين 40 إلى 70%، موضحاً أن أضراراً بالغة لحقت بالمرافق الاجتماعية والصحية وكذلك بقطاعي الصناعة والزراعة.
وأكد ميزينتسيف أن الحكومة السورية لن تتمكن وحدها دون مساعدة دول أخرى ومنظمات دولية، من تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين، إذ اقتصاد البلاد أصبح منهكاً تماماً، مضيفاً أن لدى روسيا «خططاً شاملة وطويلة الأمد» لحل المسائل المعقدة التي أفرزتها سنوات النزاع المسلح. وكشف أن روسيا قدمت للولايات المتحدة مقترحات حول تنظيم العمل لعودة اللاجئين السوريين من الأردن ولبنان، موضحاً بالقول: «ما يساعد على تحقيق التقدم في هذا الاتجاه، هو الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان بوتين وترامب خلال قمة هلسنكي، والتي شهدت تقديم مقترحات محددة إلى الجانب الأميركي حول تنظيم عملية عودة اللاجئين إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب».
من جهتها، أعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، عن استعدادها للتعاون مع روسيا وسوريا من أجل حل القضايا المتعلقة بعودة اللاجئين السوريين إلى قراهم وبلداتهم، وذلك بعد أخذها علماً ببيان السلطات في موسكو ودمشق، بشأن إنشاء مركز لمساعدة اللاجئين السوريين العائدين إلى مناطقهم.
وقال المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش، في تصريح بجنيف، إن نحو 13 ألف لاجئ سوري في دول مجاورة عادوا لديارهم في النصف الأول من 2018، إضافة إلى 750 ألف نازح داخلي عادوا إلى ديارهم في مختلف المناطق السورية. وشدد المسؤول الأممي على أن أي خطة روسية- سورية لعودة اللاجئين يجب أن «تتوافق مع المعايير الدولية»، على أن تكون العودة طوعية وآمنة وتحفظ كرامة العائدين، مناشداً جميع أطراف الأزمة بتوفير «ممر آمن لنحو 140 ألف مدني محاصرين بسبب القتال في جنوب غرب البلاد.
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبنانية، أمس، أن مئات اللاجئين السوريين الذين يعيشون في شمال شرق لبنان، سيبدأون في العودة إلى مناطقهم الأسبوع الحالي، بينما أكد رئيس بلدية عرسال، باسل الحجيري، أن حوالي 3000 لاجئ سوري سجلوا أنفسهم للعودة إلى سورية.
وكشفت المفوضية العليا للاجئين أن هناك أكثر من 6 ملايين نازح داخل سوريا، وبدأ عصر أمس، إجلاء المقاتلين المعارضين والمدنيين من مدن وبلدات القنيطرة، حيث غادرت نحو 20 حافلة إحدى المناطق بالمحافظة المحاذية للجولان المحتل، وذلك بعد استسلام المسلحين لشروط العودة إلى حكم الدولة أو المغادرة إلى إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال غرب البلاد، ورأى شاهد يتابع قرية القحطانية من الجانب الإسرائيلي من الحدود، رجالاً يعتلون شاحنات محملة بالمتعلقات ويغادرون القرية. ويحتمي عشرات الآلاف عند الحدود مع المنطقة التي تحتلها إسرائيل، منذ بدأ هجوم قوات الحكومة بدعم الميليشيات وروسيا، قبل شهر.
وينص الاتفاق الذي تم إعلانه صباح أمس الأول، على استسلام الفصائل عملياً مقابل وقف المعارك وعودة الجيش النظامي إلى النقاط التي كان فيها قبل 2011، بهذه المنطقة التي تتسم بحساسية بالغة لقربها من إسرائيل.. وأفاد المرصد الحقوقي أمس، بفقدان أحد السائقين السيطرة على حافلته أثناء تجمع القافلة، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص دهساً بينهم امرأتان، من الراغبين بالمغادرة. وإثر الحادثة، حصل توتر مع إطلاق مقاتلين النار على الحافلة، ما تسبب بإصابة السائق.