الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

يوسف الحسن.. الفائز بجائزة القدس: لا إبداع من دون تعليم عصري.. وتفكير نقدي

يوسف الحسن.. الفائز بجائزة القدس: لا إبداع من دون تعليم عصري.. وتفكير نقدي
20 يوليو 2018 22:06
غالية خوجة (دبي) فاز مؤخراً، الكاتب والمفكر الإماراتي والدبلوماسي السابق، الدكتور يوسف الحسن، بجائزة القدس، وهي أرفع الجوائز التي يمنحها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وتمنح للمرة الأولى لكاتب إماراتي، منذ تاريخها الممتد لأكثر من أربعة عقود، والتي فاز بها عدد من كبار المفكرين والمبدعين العرب، منهم (عبد الوهاب المسيري، رائف نجم، ألفريد فرج، كوليت خوري، محمد سلماوي، عز الدين المناصرة د. نضال الصالح). ويشير بدايةً الدكتور الحسن، المؤلف لـ (38) كتاباً منشوراً، المؤسس والمدير العام السابق للمعهد الدبلوماسي، وأول رئيس تحرير لجريدة الخليج الإماراتية، وأحد روادها المؤسسين عام (1970)، إلى أن فوزه بالجائزة «يعني لي الكثير، أولاً هو فوز لكل كتاب وأدباء الإمارات، أعلنته اجتماعات اتحاد الأدباء والكتاب العرب في بغداد، وأهديه إلى روح المغفور له الشيخ زايد في مئويته، وهو القائد الذي سكنت القدس في وجدانه، كما أعلنت تبرعي بكامل القيمة المالية للجائزة لصالح مشاريع ثقافية مؤسسية في القدس». ويضيف الدكتور الحسن في حديثه لـ«الاتحاد»:«ثانياً فإن هذا الفوز هو إكليل اعتزاز وفخار، ومسؤولية في مواصلة العمل الفكري دعماً للقدس كمدينة عربية محتلة، ومقدسة للمسلمين والمسيحيين، وحقوق غير قابلة للتصرف أو التفريط». وعن موت المؤلف أو الكتاب أو القارئ، يرى الحسن أن «شهوة الموت» جاءتنا من مصطلحات أجنبية، دون أن نتثبت من دلالاتها في سياقاتها الأصلية، وتابع: قد «يموت» المؤلف حينما يتوقف عن الإبداع، وصناعة الأفكار وتوليد المعرفة، ويتحول إلى «تاجر كلام»، أو نجم «تويتري» يشتم وينقد ويقترح، ويعيد تركيب النصوص المنشورة على هواه، ففي هذه الأيام صار كل إنسان «مؤلفاً»، في ظل ثقافة الفضاء الافتراضي، بما فيه من إبهار واضطراب وافتقار للحوار العقلاني، وأكد: لأنني أتحدث عن (مؤلف/‏ مفكر)، له دوره في حركة التاريخ، وفي تاريخ الأفكار، فإنه لا أحد، ممن اشتغل بالفكر، يرغب في حضور جنازة المؤلف أو الكتاب، حتى لو غاب القارئ. وأضاف: في بداية الحرب الباردة، نشر دبلوماسي أميركي اسمه جورج كينان، مقالاً له في مجلة شؤون دولية، تحت اسم مستعار، اقترح فيه فكرة «سياسة الاحتواء» تجاه السوفييت، وتم اعتماد هذه الفكرة الإبداعية، التي أدت، بعد (40) عاماً إلى انهيار الاتحاد السوفييتي! واسترسل: موت القارئ، وبخاصة القارئ الورقي، لا شك أن هناك مخاضات جديدة، القارئ في عجلة من أمره بعد أن أغرقته ثقافة رديئة، وبروز سُلَط جديدة؛ الناشط الإعلامي، والداعية الديني والمحاور الفضائي..إلخ، ومنذ عقدين أو أكثر، ازداد الحديث عن «النهايات»، ولعلها، في محصلتها، تعكس رغبات السيطرة على المصير الإنساني، مثل أطروحة «نهاية التاريخ» لفوكوياما، و«نهاية الأيديولوجيا»، و«نهاية الإنسان» و«موت السياسة»، ونتذكر أن فلاسفة في القرن التاسع عشر، أعلنوا «نهاية الدين»، على ضوء الانفجارات العلمية، ونظريات التطور، وربما سنشهد في الربع الثاني من هذا القرن إعلانات جديدة، لنهايات جديدة، في ضوء فتوحات البيولوجيا والبيوتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. أمّا عن رؤيته للإبداع في الكتابة والبحث، فيقول الحسن: يتطلب الوضوح والعقلانية والتجديد، وتحرير الخيال، ولا إبداع من دون حرية وجدة وتفرد ومقاصد ذات منفعة إنسانية وجمالية وفعالية، ولا إبداع علمي أو فكري أو فني في المجتمع، من غير تعليم عصري، وتفكير نقدي، وثقافة السؤال، ومن غير إعادة النظر في الأسئلة الضرورية المعاصرة لكل أشكال التعبير الثقافي، ومعضلاته، وباتجاه الأفق الواسع المفتوح على المستقبل، ولنعترف بأنه بقدر ما في الفضاء الجيوسياسي العربي من اضطراب، فإن في المشهد الثقافي العربي، بما فيه الخليجي، قلقاً وارتباكاً أيضاً. وأكد على أن الثقافة ضرورة للدبلوماسي، وتصل إلى حد اعتبارها (فرض عين)، ضرورة لأداء وظائفه التقليدية، من تمثيل لدولته، وتفاوض، وبناء وتوثيق لعلاقات بلده مع الدولة المعتمد فيها، ومعرفة عميقة بهذه الدولة، ومجتمعها وشبكة العلاقات فيها، ومهارات في تحليل المعلومات وجمعها، وإحاطة بلده بكل ذلك، وحماية مصالح وطنه ومواطنيه، إضافة إلى وظائف مستجدة عصرية من بينها، الدبلوماسية الشعبية، وتقديم القوة الناعمة لوطنه، وكل ذلك يتطلب مهارات ثقافية، ووعياً ثقافياً، كما يشكل التخصص في إطار الدبلوماسية، عنصراً مؤثراً في نجاحها، واختتم: الدبلوماسية الثقافية، هي في جوهرها قوة ناعمة، تتطلب آليات ومبدعين وقيماً ملهمة للغير، وحواراً متبادلاً أفقياً ورأسياً، وبناء عناصر جذب مستدام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©