الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء : مشاريع أردوغان العمرانية الضخمة السبب الرئيسي للأزمة التركية

4 يونيو 2013 21:55
? اسطنبول (أ ف ب) - قال خبراء إن المشاريع المعمارية الضخمة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تعد السبب الأول في اندلاع حركة الاحتجاج التي تهز منذ أيام عدة مدينة إسطنبول. وقال سيمتين كوشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة أنقرة “يمكن أن نرى بوضوح في هذا المشروع الخلطة الليبرالية الإسلامية الذي تدافع عنها الحكومة، فهو من جهة يتحدث عن مركز تجاري كبير، ومن جهة أخرى عن مسجد كبير يشكل رمزا لأمجاد المجتمع الإسلامي”. وما يزيد من القوة الرمزية لهذا المشروع وجوده على مشارف ساحة تقسيم التي كانت لعقود ساحة للتعبير عن الرأي في الصراعات الاجتماعية كلها. واكد أستاذ العمارة في جامعة ميمار سينان في إسطنبول مراد كمال يلتشينتان أن الهدف من هذا المشروع “جعل ساحة تقسيم مكان اكثر محافظة واكثر رأسمالية، فالأمر هنا يتعلق بتصفية حسابات مع التيار الإصلاحي”. كما أطلقت الحكومة مشروعا آخر لبناء مسجد ضخم يتسع لنحو ثلاثين ألف شخص على أعلى تل في إسطنبول هو تل تشاملجا، أو تل العرائس الذي يطل على مضيق البوسفور. لكن بعيدا عن حديقة غيزي وبناء المساجد فإن لأردوغان وحزبه العدالة والتنمية طموحات أخرى في إسطنبول. ففي شمال المدينة، دشن رئيس الوزراء رسميا الأسبوع الماضي أعمال بناء جسر ثالث يربط بين ضفتي البوسفور بتكلفة تقدر بنحو 3 مليارات دولار. ويندرج الجسر في إطار مشروع عملاق يشمل بناء مطار ضخم يمكن أن يستقبل 150 مليون مسافر سنوياً، وقناة تربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة لتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور، ومدينتين جديدتين تضم كل منهما مليون نسمة على ضفتي هذه القناة. وانطلقت الحركة الاحتجاجية من منطقة خضراء صغيرة تضم نحو 600 شجرة في وسط الضفة الأوروبية لمدينة إسطنبول لتمتد على الأثر الى أنحاء البلاد كافة، وتنفث عن كل الغضب المكتوم على الحكومة. فقد احتل أول المتظاهرين حديقة غيزي لمنع إزالتها من اجل إعادة بناء ثكنة عسكرية عثمانية مكانها لاستخدامها كمجمع يضم مركزاً ثقافياً، وآخر تجارياً، وأخيراً مسجداً، كما اكد اردوغان الأحد. وحذر تايفون كهرمان رئيس غرفة إسطنبول العمرانية الذي نصبت جمعيته خيمة في حديقة غيزي من أن “الهدف من هذا المشروع هو فتح أراض جديدة للبناء”. وأضاف كهرمان “في المدينة، لم تعد هناك أراض للبناء. لذلك تقوم الدولة بتخصيص كل الأراضي الأميرية، وتضع مشاريع بنى تحتية عملاقة تتيح لها الإعلان عن طرح أراض جديدة للبناء”، معربا عن الأسف للمذبحة المتوقعة لغابات شمال اسطنبول التي تعد “ثروة طبيعية شديدة الأهمية للمدينة”. وخلف هذه المشاريع الضخمة مثل مشاريع الترميم العمراني الأقل شهرة، يندد الكثيرون بهيمنة بعض المجموعات الاقتصادية الكبرى القريبة من حزب العدالة والتنمية على المدينة. وقال سامي يلماز تورك السكرتير العام لغرفة المعماريين في إسطنبول “من الواضح أن المشروع العمراني ليس مصمماً لتوفير سكن افضل للسكان، وإنما لنقل بعض الـملاك الى أيد أخرى”. وذكر بأنه في العديد من الأحياء التي تم “تجديدها” أرغم سكان المنازل المتواضعة على البحث عن مساكن أخرى في ضواحي المدينة تاركين المكان لسكان اكثر ثراء، الأمر الذي استفادت منه كثيرا شركات التطوير العقاري. من جانبه، أوضح كهرمان “هناك كثير من الأمثلة في إسطنبول، حيث بيعت أراض تابعة للبلدية ليجري على الأثر تعديل خطة الإشغال للسماح ببناء ناطحات سحب”. وأضاف الخبير المعماري أن “الناس يدركون ذلك، ويتحركون ضده بقوة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©