الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلاقات «الإماراتية - الصينية» آفاق جديدة للمستقبل.. وزيارة الرئيس الصيني محطة فارقة

العلاقات «الإماراتية - الصينية» آفاق جديدة للمستقبل.. وزيارة الرئيس الصيني محطة فارقة
20 يوليو 2018 01:18
أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) أكد سعادة الدكتور علي بن تميم المدير العام لـ «أبوظبي للإعلام» أهمية زيارة فخامة الرئيس الصيني تشي جين بينغ التي بدأت للدولة أمس الخميس، مشيراً إلى أن هذه الزيارة التاريخية تعكس مدى عمق العلاقات بين البلدين التي تشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية خلال السنوات الماضية ، وخاصة على الصعيد الثقافي الذي أكدته الرغبة الكبيرة من الجانب العربي في تلقي الثقافة الصينية على نحو كبير. جاء ذلك في الندوة التي نظمتها «أبوظبي للإعلام» واستضافتها جريدة «الاتحاد» بمقرها في أبوظبي صباح أمس، بعنوان «العلاقات الإماراتية الصينية ... الواقع والآفاق»، وبحضور نخبة من الشخصيات، أبرزهم عمر البيطار سفير الدولة الأسبق لدى بكين، وحمد الكعبي المدير التنفيذي لدائرة النشر في «أبوظبي للإعلام» ، وعبدالرحمن عوض الحارثي مدير تلفزيون أبوظبي، والدكتورة يوتنيج وانج أستاذة العلوم الاجتماعية بقسم الدراسات الدولية في الجامعة الأميركية بالشارقة، والأستاذ الدكتور شاو جين تشاي رئيس مجلس إدارة «ياب سنتر» لدراسات البلوك تشين»، وعدد من الإعلاميين والكتاب ورؤساء الأقسام بجريدة الاتحاد، والذين أكدوا أن «العلاقات الإماراتية - الصينية» تشهد تطوراً كبيراً وأن زيارة الرئيس الصيني تعد محطة فارقة في تلك العلاقة. وقال سعادة الدكتور علي بن تميم في افتتاحه للندوة: «لدينا عمق حيوي ومهم تجاه الثقافة الصينية، واليوم نرى رغبة من الشباب والفتيات الإماراتيين في تعلم اللغة الصينية وثقافتها، وبدأنا نمتلك نوعاً من الشجاعة في كسر مركزية الثقافات مثل تعلم اللغات، ولدينا في دولة الإمارات نماذج عديدة مشرفة في تلقي الثقافة الصينية. وخلال السنوات القليلة الماضية تم إطلاق مشروع «كلمة للترجمة» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأسس هذا المشروع لبناء جسور ثقافية حيث بدأنا منذ ثلاث سنوات اختيار مجموعة من الكتب لأدباء إماراتيين لنقلها وترجمتها إلى اللغة الصينية وهناك مشكلة حقيقية وتحد كبير في تمثيل الثقافة الصينية على الرغم من أن حضور الثقافة الصينية قديم، حيث إن القدماء من العرب تلقوا بإيجابية هذه الثقافة، ونريد الآن الحديث عن واقع هذه العلاقات الاستراتيجية مع الصين وفي الوقت نفسه نبحث في آفاق وطموح هذا الواقع الإيجابي». وأضاف:«هذا الواقع من العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والصين أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيب الله ثراه، بزيارته للصين مطلع تسعينيات القرن الماضي والتي أسست لعلاقات حاضرة، نراها على الصعيد الثقافي في الأسبوع الإماراتي - الصيني، ونراها اليوم في إطلاق النسخة العربية من كتاب الرئيس الصيني تشي جين بينغ الذي تناول «الحكم والإدارة». واعتقد أنه كتاب في الواقع يتناول الحِكّم والإرادة الصينية التي تذهب بعيدا في طرح التاريخ المشترك. ومن اللافت للنظر في هذا الكتاب مجموعة من المعطيات التي تجسد جسور العلاقات الإماراتية الصينية على المستويات الفكرية والسياسية، وما تناوله الكتاب حول دور دولة الإمارات في المجالات كافة، والذي انتهى إلى أن الحكم والإدارة تقوم على غايات السعادة». علاقات استراتيجية وتحدث عمر البيطار سفير الدولة السابق لدى جمهورية الصين الشعبية، عن زيارة فخامة الرئيس الصيني، قائلا:« الزيارة تاريخية حيث إنها الأولى بعد أن تمت إعادة انتخابه رئيساً للصين، واعتقد أن معرفة الصين وفهم تركيبتها من أهم وأبرز العوامل التي تساعد في تعميق العلاقات بين البلدين حيث إن الحضارة الصينية عمرها أكثر من خمسة آلاف عام إلا أن الصين الحديثة منذ عام 1949 تعتبر دولة حديثة ونامية ولكنها تطورت بسرعة فائقة والمفتاح الأساس لفهم الصين الحديثة قائم بداية على فهم الاشتراكية بخصائصها الصينية التي واجهت الرأسمالية في العالم وتغلبت عليها وربما من غاص في الاشتراكية الصينية يرى أنها مشابهة لنظام الاقتصاد الإسلامي، وأن الصين الحديثة أسسها الزعيم الراحل ماو سي تونج وفق «الماركسية اللينينية» ، إضافة لأفكار ماو تسي تونج نفسه وكان لها الأثر العميق في التباين مع الشيوعية في الاتحاد السوفييتي». وأضاف: «هناك خمسة أجيال من القيادات في الصين لهم بصمات عميقة في تاريخ الصين الحديث وماو تسي تونج ومن بعده جاء دينج تشاو بينغ الأب المحدث للصين (الدولة التي عانت معاناة كبيرة ولا تقارن بمعاناة الكثير من الشعوب) ولكن الأجيال الخمسة مرت بمراحل ماو تسي تونج والماركسية اللينينية ودينج تشاو بينغ الذي أطلق ما يسمى بـ «الانفتاح والإصلاح» وبعد ذلك أتى جيانج زيمين القائد الذي طور هذه النظرية ومن ثم انتقلت للجيل القيادي الرابع تحت قيادة هو جينتاو الذي كان الرئيس تشي جين بينغ نائباً له وفي عهده جنت الصين نجاحات كبيرة وأصبحت الصين ثاني اقتصاد، ثم جاء الرئيس تشي جين بينغ ليضيف فلسفته وأفكاره ونحن هنا يجب أن نستحضر الماضي حتى نفهم الحاضر لننطلق إلى المستقبل برحلة آمنة. ولا أجد اليوم إلا أن أنطلق بأفكار محددة تتركز على رؤية قيادتنا الرشيدة منذ 45 عاماً ونرى دولة الإمارات العربية المتحدة دولة متميزة في جميع مقوماتها وتغلبت في تطورها على عدة نماذج أخرى، ولربما المثل الوحيد الذي يشابه الإمارات هي الصين بالرغم من حجمها، والتي أسست لعلاقات مع جميع دول العالم شرقاً وغرباً، فيما أسست الإمارات لعلاقات قديمة ومتميزة مع الصين من بدايتها، لأن المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه «قلبه أوسع من السماء» بتعبير الرئيس الصيني الذي استخدم أفكار فيكتور هوجو، حيث كان المغفور له رئيس يتميز بإنسانيته ووصل إلى قلوب جميع الأفراد وشعوب العالم قبل حكوماتهم، وكانت نظرته عميقة». حدث تاريخي وأشار السفير البيطار إلى أن «وصول الرئيس الصيني إلى الإمارات في زيارته الرسمية يعتبر حدثاً تاريخياً ومهماً، فهي أول زيارة دولة للرئيس بينغ بعد إعادة انتخابه، وزيارته تعتبر مهرجاناً احتفالياً كبيراً لرئيس أكبر دولة نامية في العالم وهي تتوج لمسيرة العلاقات بين البلدين على مدار العقود الماضية، مؤكداً أن مقال الرئيس الصيني الذي نشر في الصحف الإماراتية قبيل زيارته اقترب إلى مغازلة الإمارات وامتدحها ولم يترك مجالاً إلا وتطرق إليه، فجاء المقال مؤثراً وعميقاً ومعبراً عن مدى احترام الصين وحبها لدولتنا العزيزة، ودلالات هذا الأمر هو إعجاب الصين بما حققته قيادتنا من نجاحات وتقدم في الإمارات وجعلها نموذجاً للدول النامية وجعلها أيضاً مدرسة تتعلم منها الصين أيضا حيث إنهم لديهم شغف في التعلم من النماذج الناجحة وهذا أهم الأسس التي جعلت الصين تقبل علينا. ولفت إلى أن العلاقات مع الصين اليوم فوق الطبيعية حيث إنها تكاملية ذات رؤية استراتيجية شاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا ننسى أن النموذج الصيني مع بداية أزمة انهيار الاقتصاد العالمي كانت تحقق الصين نمواً سنوياً بمعدل يزيد على 10%، وهذا يعد أحد خصائص الاشتراكية بخصائص صينية مقارنة بالرأسمالية العالمية. وأكثر من ذلك ففي عام 2010 في عمق الأزمة العالمية أصبحت الصين ثاني أقوى اقتصاد في العالم والآن في عام 2017 الفارق ما بين الصين والمركز الثالث «اليابان» في الناتج المحلي الإجمالي ثمانية تريليونات دولار، وما بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية التي تحل في المقام الأول تقلصت الفجوة لتصبح ما بين تسعة تريليونات دولار وستة تريليونات دولار في الناتج المحلي الإجمالي. وخلال العقد القادم ستصبح الصين في المركز الأول عالمياً وهذا أحد العوامل التي انتجتها الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي علينا أن نفهمها جيداً». الإمارات الأولى عربياً وعن الصين وعلاقاتها بالإمارات، قال البيطار: «إن دولة الإمارات تعتبر الدولة الأولى عربياً التي تؤسس لشراكة استراتيجية مع جمهورية الصين الشعبية، فقبل أن أتحرك بتوجيهات القيادة الرشيدة لتأسيس العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وجدت دولة واحدة في الوطن العربي هي «جمهورية مصر العربية» لديها علاقة حوار استراتيجي. وبهذا المفهوم تكون دولة الإمارات لها السبق في إقامة هذه العلاقة الاستراتيجية ولم تأت لمجرد الصدفة أن تُقدم الصين على العلاقات الاستراتيجية مع الإمارات في عام 2012 خلال زيارة رئيس مجلس الدولة ون جيا باو إلى دولة الإمارات، وكانت بناء على خطط مسبقة ووعي كامل وليست مجاملة وفازت الصين بالثقة المطلقة وهنيئاً لقيادتنا الرشيدة ولشعبنا الأصيل، التي أسست لعلاقات ثابتة وراسخة مثل السفينة الضخمة التي تبحر في المحيط وسط الأعاصير والعواصف بثبات نحو المستقبل الآمن، فدولتنا نموذج مثالي لمجتمع المصير المشترك وهذه إحدى الركائز التي أسس عليها فخامة الرئيس بينغ في كتابه «المصير المشترك»، حيث أدرك أن العالم إما أن ينهار جراء النزاعات والحروب الكبرى وإما أن يتحد لمجابهة المصاعب التي ستواجهها البشرية في العقود القادمة. ونحن مثال للعلاقات بين الإمارات والصين في التعاون من أجل مصير مشترك. وفي مئوية الشيخ زايد نتذكر رؤيته وقلبه الكبير وقيمه ومثله، فقد مد رحمه الله جسور العلاقات مع الصين وزيارته التاريخية لها في عام 1990 وأمر ببناء وتشييد مركز الشيخ زايد لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، مدركاً أثر الثقافة والعلاقات الإنسانية والفهم المشترك مع الشعوب الأخرى، وهذا المركز هو منصة تفتخر به الدول العربية حيث إنه ليس من السهل أن تقيم منصة ثقافية في الصين ونحن نفخر بذلك»، لافتاً أن الكتب المترجمة من اللغة العربية إلى الصينية والعكس أغلبها يقوم بها مركز الشيخ زايد في الصين ولديه أكبر مطبعة، ونفتخر أن عدد الخريجين من هذا المركز يزيد على الألف طالب وطالبة على مستوى الشهادات الجامعية (البكالوريوس والماجستير والدكتوراه) والأهم من ذلك هو أن هناك أكثر من 50 دبلوماسياً ومسؤولاً حكومياً صينياً من خريجي مركز الشيخ زايد الذي أصبح منصة للدول العربية ومنصة للاتحاد الأوروبي بتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإعادة تأهيل وتجديد المركز في عام 2010 ، وقام بإعادة افتتاحه في زيارته عام 2012 بحُلة جديدة». علاقات اقتصادية وتابع البيطار : «من النواحي الاقتصادية، فإن القائمة تطول حيث تأسيس صندوق الاستثمار المشترك مع الصين بقيمة 10 مليارات دولار، حيث إن الصين حذرة جداً وتقيم علاقات للاستثمار مع دول ربما لا تتجاوز 100 مليون دولار أو 200 مليون، وما تشاركها مع الإمارات بهذه القيم الاستثمارية إلا لثقة الصين في دولة الإمارات. لقد أوجدت الصين آليات اقتصادية جديدة تفيد الاقتصاد المحلي والعالمي مثل مبادرة «الحزام والطريق» والذي جاء متزامناً مع زيارة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للصين عام 2012 وطرح سموه لهذه الفكرة في إعادة طريق الحرير وربما تجديد الماضي الناجح هو شيء يفيد المجتمعات وعدد الدول التي تشارك في المبادرة اليوم تصل إلى 90 دولة. والصندوق الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية هو بنك دولي جديد والإمارات ثالث دولة تتم دعوتها للمشاركة في هذا الصندوق الذي يشارك فيه الآن أكثر من 60 دولة. والبنك الآسيوي غير مُسيّس ويساهم في بناء اقتصادات الدول المجاورة للصين وكان هناك تخوف من أن يفقد هذا البنك شركاءه في الغرب إلا أن المفاجأة في أن جميع دول الغرب عدا الولايات المتحدة هم شركاء أساسيون في هذا البنك. واليوم تعيد أميركا واليابان النظر في هذا الأمر كما أن الحرب الاقتصادية ستنتهي بحيث تجبر العوامل الجيو سياسية الولايات المتحدة إلى إعادة التعاون مع الصين لأن هذا النموذج هو الأفضل للجميع». وأضاف: «من ناحية البعد الجوي والبري للحزام والطريق، فنحن بإيعاز من القيادة الرشيدة اقترحنا على الصين أن يكون المحور الجوي رابطاً جديداً، وما يربط الإمارات بالصين الموقع الاستراتيجي لأن الصين تحتاج لشريك قوي في منطقة مهمة لبناء مستقبل اقتصادي آمن. كما أن لنا امتيازات خاصة في الجو حيث إن للإمارات أكثر من 100 رحلة أسبوعياً. وكذلك الطرق البحرية حيث نقل البضائع وتعد الإمارات الوجهة الأولى للبضائع الصينية في منطقة الشرق الأوسط. وأهم ما يعزز العلاقات هو إعفاء المواطنين الإماراتيين من تأشيرة الصين وقرار الإمارات بإعفاء الصينيين أيضا من تأشيرات الدخول إلى أراضيها». مبادئ التعايش السلمي واختتم السفير البيطار حديثه، قائلا: «إن العلاقات الاستراتيجية والمستدامة ومبادئ التعايش السلمي حيث إن الصين تعشق السلام الذي يساهم في تطور المجتمعات وهو من التحديات الكبرى. فقد نجحت الصين في رعاية شعب قوامه مليار ونصف المليار إنسان، والأرقام تتحدث عن نفسها حيث تجاوز التبادل التجاري 54 مليار دولار في عام 2014. وفي تقديري سيتضاعف هذا المبلغ في هذه الزيارة التي تتوج العلاقات لتحقيق ما لا يتم من قبل. علاقات استراتيجية وقال حمد الكعبي المدير التنفيذي للنشر في «أبوظبي للإعلام»: «إن العلاقات بين البلدين تطورت بشكل لافت وهذا يأتي من منطلق العلاقات الراسخة بين الإمارات والصين والتي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ويكملها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ويدعمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة». وأضاف الكعبي « ما نتطلع إليه اليوم هو الاهتمام بتقوية العلاقات الثقافية بين الشعبين الإماراتي والصيني، ولعل ما نراه من اتفاقيات وشراكات في جميع المجالات دلالة على أن العلاقات ليست فقط تاريخية وإنما هي استراتيجية وتحمل الكثير من التطور في المستقبل». دور الإمارات وعن العلاقات التعليمية والثقافية بين البلدين، تحدث الدكتور شاوجين تشاي رئيس مجلس إدارة «ياب سنتر» لدراسات «بلوك تشين» قائلا: « أرى أن هناك تفاهماً كبيراً بين البلدين لأهمية البعد الثقافي والتعليمي. ولدينا في الصين معرفة بالثقافة الإسلامية حيث إن هناك مواطنين صينيين مسلمين الأمر الذي يعزز التقارب مع الثقافة العربية والإسلامية. ونجد أن بعض دول العالم لديها «الإسلاموفوبيا» وتغلق على نفسها إلا أنه في المقابل نجد دولة الإمارات نموذجاً منفتحاً وجديداً في العلاقات التي تقوم على أسس الازدهار والشفافية والسلم ولا يسعنا أن ننسى دور دولة الإمارات في عام 2008 وتقديمها لـ 50 مليون دولار في أزمة الزلزال الذي وقع في الصين ذلك العام لتوفير بيوت ومساجد للصينيين». وأضاف «عندما أتيت إلى الإمارات شاهدت رؤية جديدة تتمثل في شعب مضياف محب للسلام والتعايش ووجدت أيضاً بلداً متطوراً ولديه تعددية ثقافية، ومنذ ثلاث سنوات يأتي الحوار الصيني - الإماراتي ليكون خير دليل. إضافة إلى أن أعداد السائحين الصينيين (مليون سائح) والتي تجسد تسامح شعب الإمارات وكم أنه مجتمع مسالم ومتطور. ونجد أيضاً معهد كونفوشيوس الذي يسهم في زيادة أعداد الدارسين للغة الصينية، ومبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لتدريس اللغة الصينية في 100 مدرسة، وكذلك رؤية سموه لمبادرة «الحزام والطريق» لإحياء طريق الحرير التي أسهمت دولة الإمارات في هذه المبادرة مساهمة واضحة». مستقبل التعاون وبشأن الحديث عن المستقبل، أشار الدكتور تشاي إلى أن ندوة جريدة «الاتحاد» تجسد ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين، وقال:« إنني أرى أن المستقبل يحمل الكثير والمزيد من التطور لا سميا وأن الأجيال القادمة لديها معرفة عالمية أكثر من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وهنا ما يسمى بطريق الحرير الرقمي «Digital Silk Road، والذي يجد فيه الشباب فرصة للتعرف على الثقافات المختلفة»، لافتا إلى أن دولة الإمارات بحلول عام 2071 ستصبح قوة في مجال تكنولوجيا المعلومات لا سيما مع تطلعها لإرسال رحلات للمريخ والفضاء.. وعليه يمكن تركيز الجهود في مجال تبادل المعرفة والخبرات في هذا الشأن بين البلدين». أجيال ولدت في الإمارات من جانبها، قدمت الدكتورة يوتنيج وانج أستاذة مساعدة العلوم الاجتماعية بقسم الدراسات الدولية في الجامعة الأميركية بالشارقة، استعراضاً لأهمية التعاون بين البلدين في مجال الثقافة والتعليم قائلة: «إنني أكملت تسع سنوات من العمل في الإمارات أستاذة لعلم الاجتماع السياسي. الإمارات بلد فريد ومتميز بالتنوع الثقافي وإنني في دراستي أهتم بالمجتمع الصيني الذي يعيش في دولة الإمارات، حيث إنهم يعيشون هنا وأجيال ولدت وتعيش في الإمارات علاوة على وجود مسلمين صينيين وهذا الأمر جعل التواصل بين المجتمع الصيني والإماراتي أسهل علاوة على الروابط التاريخية والاجتماعية القوية». وأضافت:« إذا عقدنا مقارنة بين عامي 1990 و 2000 نجد زيادة واضحة في أعداد الصينيين الذين يقيمون في الإمارات وكذلك أعداد الشركات الصينية.. كل ذلك يعد جسوراً لزيادة العلاقات القوية متانة، علاوة على تعليم اللغة الصينية في الإمارات والتي أصبحت منتشرة عن الماضي، وأن نجد أطفالاً إماراتيين وشباباً وفتيات يدرسون اللغة الصينية.. كل ذلك يعكس مدى التقارب بين المجتمعين وهذا التفاهم يزيد من التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية أيضاً في المستقبل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©