السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تدني درجات «الفصل الأول» يدفع طلاباً لـ «الدروس الخصوصية» و «الملخصات»

تدني درجات «الفصل الأول» يدفع طلاباً لـ «الدروس الخصوصية» و «الملخصات»
19 يناير 2014 00:33
مريم الشميلي (رأس الخيمة) - يعتقد الكثير من الطلاب والطالبات، خاصة في الثانوية العامة، أن نجاحهم مرهون ومرتبط بعاملين أساسين، هما: الدروس الخصوصية، أو الملخصات المدرسية. ورغم عدم اقتناع أولياء الأمور بتلك النظرية إلا أن تدني درجات بعض أبنائهم في نتائج اختبارات الفصل الدراسي الأول، اضطرهم إلى اعتمادها، والبحث عن بديل ومنقذ لتفادي حدوث كارثة الرسوب. وأصبح أولياء أمور بين خيارين، أحلاهما مر، إما الامتناع عن الدروس الخصوصية ومن ثم شكوك وهواجس رسوب الأبناء، وإما الخضوع لجشع بعض المدرسين، واستنزاف الجيوب. في موازاة ذلك، يرى مدرسون خصوصيون، رفضوا ذكر أسمائهم، أن الطالب يفد إليهم بمحض إرادته، وبموافقة ولي أمره، عازين لجوءهم إلى هذه الدروس إلى ضعف الرواتب وتدني الأجور. في المقابل، يلوح مديرو مدارس بقانون منع هذه الدروس، مهددين بأن للمدرسة رفع تقرير إلى المناطق التعليمية بأي حالة من هذا النوع يتمّ رصدها، ومن ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة والرادعة. بداية، قالت منى حمدان السلحدي طالبة بالقسم العلمي في مرحلة الثاني عشر: إن مسألة نجاحها تعتمد وبشكل كبير على حصولها على الدروس الخصوصية، خاصة بعد النتائج غير المرضية التي حصلت عليها في تقويم امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول. وأشارت إلى أنها وعددا من زميلاتها اتفقن منذ بداية الفصل الدراسي الثاني على التوجه إلى بعض المدرسات لإعطائهن الدروس الخصوصية في عدد من المواد الدراسية، مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء واللغة الإنجليزية. واتفقت معها خديجة مال الله، في القسم الأدبي، على أن الطلاب يحتاجون لدروس خصوصية، خاصة بعد النتائج السيئة التي حصل عليها الكثير من الطالبات في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية؛ الأمر الذي سبب لهن إحباطاً، وأجبرهن على الالتحاق بأحد المعاهد لتفادي مسألة الرسوب في المادتين. ونوهت إلى أن الكثير من زميلاتها نصحنها مسبقا بالدروس الخصوصية، وأشرن إلى مالها من تأثير إيجابي على مستواها الدراسي، بينما كانت ترفض المبدأ، لكنها في النهاية انصاعت له لأنه حلها الوحيد حاليا. وأشارت إلى أن تحصيل زميلاتها ممن يحصلن على دروس خصوصية ارتفع كثيرا هذا العام في عدد من المواد مقارنة بالأعوام السابق، خصوصا وأن معظم الأسئلة التي يتم تدريبهن عليها تأتي في الامتحان المدرسي. من جانبه، أكد الطالب عيسى خميس الشحي بالقسم الأدبي أنه يفضل التوجه للحل الثاني وهو الملخصات الدراسية التي يعتبرها وعدد من زملائه الحل السهل والسريع خصوصا، وأن أغلب الأسئلة والأجوبة تأتي في الاختبار الأمر الذي لمسه في امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول. الأمر نفسه، أكده زميله عبدالله الهنجي في المرحلة الثانوية بالقسم الأدبي، مضيفاً أنه يعتمد خلال مذاكرته للفصل الدراسي الثاني على فكرة الملخصات المدرسية التي اعتاد عليها الطلاب منذ سنوات وانتعشت في السنوات الأخيرة بشكل أكبر، اعتقاداً منه بأنها الوسيلة المنقذة من دوامة الامتحانات التي ستبدأ الشهر المقبل. ووصف الهنجي هذا الحل بأنه يمثل الطريقة المثلى التي قدمها لهم معدو هذه الملخصات من أجل حصد التقديرات والدرجات العالية. ولم يكن الهنجي الوحيد الذي يسلك هذا النظام، بل هناك العديد من طلاب المدارس بمختلف المراحل يسيرون على هذا المنوال، ومن يتوجه إلى مكاتب توزيع الكتب أو المكتبات سيلاحظ مئات الكتب والملخصات والمذكرات الدراسية التي تغطي مختلف المناهج الدراسية وبمختلف الأسعار ولكل المراحل الدراسية. وحول مسألة اتجاه عدد من معلمي المدارس لنظام الدروس الخصوصية، أكدوا أنها مسألة اضطروا إليها بسبب تدني الأجور التي يحصلون عليها، موضحين أن وجود دوام آخر بعد الدوام الرسمي في المدرسة وتعليم الطلبة يبيح للمعلم وضع الرسوم المالية التي يستحقها، ناهيك عن المجهود المضاعف الذي يبذله مع الطلبة من أصحاب تدني المستوى والطالب الضعيف. وقال المعلم (ع. ر): إن الطالب يأتي إلينا بمحض إرادته وبموافقة من ولي الأمر، مشيراً إلى أن هناك أسبابا كثيرة ساعدت على انتشار نظام الدروس الخصوصية، وعلى رأسها ضعف الرواتب وتدني الأجور والتأخر في تسديدها، رغم إلزام وزارتي العمل والتربية جميع مدارس رأس الخيمة الخاصة بتحويل رواتب العمال إلى البنوك وفق قانون حماية الأجور. بدورهم، أكد عدد من مديري المدارس الخاصة أن هناك قانونا يحاسب عليها المعلم، والذي يتيح للمدرسة رفع تقرير لإدارة قسم التعليم الخاص بالمنطقة، واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقه، في حال عرف أنه يقدم دروسا خصوصية للطلبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©