سعيد ياسين (القاهرة)
عبدالله يوسف من كبار فناني البحرين، جمع بين التمثيل والإنتاج والإخراج المسرحي والتلفزيوني، إضافة إلى الرسم، الذي حصد عنه جوائز مهمة، وشارك في تأسيس مشاريع ثقافية وفنية، منها نادي البحرين للسينما، وجمعية البحرين للفنون التشكيلية.
وولد عام 1948، وعشق الفن منذ صغره، وكون مبكراً مع بعض زملائه فرقة مسرحية في أحد الأندية الصغيرة في المحرق، وكانت الجذوة الأولى التي أسهمت في بلورة فكرة تأسيس مسرح «أوال» عام 1970 كضرورة مستحقة في مرحلة زمنية مفصلية زاخرة بالفكر والفن والثقافة، وشكل محطات مسرحية مهمة، منذ مشروع «الثعلب والعنب» الذي لم ير النور، ثم مسرحية «أرض لا تنبت الزهور»، ووضع أسساً لمسرح جديد مغاير، وجاءت مسرحية «البراحة»، ثم «بنت النوخذة» لتضع ملامح التصور الشعبي المختلف أيضاً للمسرح الكوميدي في البحرين محولاً النص إلى فعل ينطق بالكثير، وهو يرى أن الفنون جميعها خيوط نسج لقماشة واحدة هي الإبداع، وأنها جميعها تتقاطع وتتداخل وتتجاوز وتتمازج ويكمل بعضها الآخر. ويؤكد أن الرهافة واللياقة واللباقة والحساسية والدقة المتناهية والبصيرة والبصر وملكة الملاحظة الخاطفة والمتأنية أمور من الضروري أن يحتويها وجدان المبدع، وهو ما أبرزه في العرض المسرحي «وجوه» الذي شارك في مهرجان المسرح الخليجي الذي أقيم في الكويت عام 1997، وحاز جوائز أفضل إخراج، وفي العرض التراثي «ولهان يا محرق» في ساحات وأزقة مدينة المحرق العتيقة، وحشد عدداً كبيراً من الممثلين والفنيين والفرق الشعبية، ما جعل جمهور البحرين، إضافة إلى السياح العرب والأجانب يتجاوبون معها. واتفق كل الذين تعاونوا معه على أنه يتمتع بالصدق والتفاني والإخلاص الفني، والصبر حرصاً منه على تقديم الأفضل. وبما أنه من الفنانين التشكيليين المميزين فقد أعطاه هذا لمحة فنية بصرية في أعماله المسرحية والدرامية، حيث كان يعتبر أن كل مشهد مسرحي، أو كل لقطة تلفزيونية هي في الأساس عملاً تشكيلياً، وهو ما يظهر في مسلسلاته التي شارك فيها بالتمثيل والإخراج، ومنها: «العربة» و«ملح ورماد» و«بن عقل» و«عويشة».
عدد اليوم
