الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كاهيل: الديون تراكمت على أبي ليصنع مني لاعباً محترفاً

كاهيل: الديون تراكمت على أبي ليصنع مني لاعباً محترفاً
15 يناير 2011 23:17
لاينسى نجم المنتخب الأسترالي “تيم كاهيل” المحترف في صفوف إيفرتون الإنجليزي التضحيات التي قدمها “الأب” من أجل وضعه على أول الطريق في مشواره الكروي والاحترافي الذي توجه بالتألق على المستويات كافة، ولا يزال تأثير البدايات بما حملته من معاناة مالية واجتماعية يؤثر في سلوكيات وأخلاقيات النجم الكبير المولد في سيدني قبل 31 عاماً لأب من أصول أيرلندية وأم من جزر ساموا، فهو دائماً في طلعية حملات التبرعات للفقراء، وضحايا الكوارث الطبيعية، وغالباً ما يحرص على التصدي للمبادرات الإنسانية سواء في إنجلترا أو أستراليا، ويستغل شهرته لمد يد العون للمحتاجين، وكانت الطريقة الاحتفالية التي ظهر بها بعد الهدف الذي أحرزه مرمى المنتخب الهندي حينما وضع يديه على أذنه وكأنه يتحدث في الهاتف مجرد دعوة للملايين لاستخدام خطوط الهواتف المخصصة للتبرع لضحايا الفيضانات في أستراليا. صحيفة “دايلي ميل” التي حرصت على الوجود في الدوحة لنقل أجواء كأس آسيا، وتأثيرات قرار “الفيفا” بمنح قطر حق تنظيم مونديال 2022، والتقت مع كاهيل ، لتكشف في حوار مطول معه الجانب الإنساني والاجتماعي في مسيرته الكروية باعتباره رمزاً كروياً كبيراً في الجيل الحالي للكرة الأسترالية. فقد تمكن كاهيل من رفع عدد أهدافه الدولية مع المنتخب الأسترالي إلى 23 هدفاً في 47 مباراة دولية، وهو أول لاعب في تاريخ الكرة الأسترالية يسجل هدفاً في كأس العالم، وقد حدث ذلك في مونديال 2006 بمرمى المنتخب الياباني، كما تشير السيرة الذاتية للنجم الأسترالي إلى أنه كان على وشك الانضمام إلى المنتخب الأيرلندي في مونديال 2002، إلا أن لوائح “الفيفا” التي سمحت له بتمثيل منتخب “الميلاد” جعلته يفضل الانضمام إلى أستراليا. والآن يعد كاهيل أحد أهم النجوم الذين يخطفون الأضواء في الحدث القاري الكبير، خاصة أنه يملك البعد الأسترالي، والآسيوي، والإنجليزي، وربما لا يوجد لاعب في البطولة يملك الشهرة على كل هذه المستويات سوى النجم الكوري الجنوبي بارك جي سونج لاعب المان يونايتد، وقد تسبب غياب كل منهما في ضجة كبيرة في أروقة وردهات الدوري الانجليزي، خاصة أن إيفرتون ومان يونايتد يعتمدان عليهما في التشكيلة الأساسية، ولكن الرغبة في تمثيل الوطن تتغلب على الرغبة في تحقيق المزيد من الأمجاد على المستوى الاحترافي في أحد أهم دوريات العالم. كاهيل تحدث قائلاً: “أشعر بسعادة غامرة لوجودي في الدوحة للمشاركة في كأس آسيا، فتمثيل المنتخب شرف كبير، كما أن تحقيق قدر من الشهرة على المستوى الآسيوي يعد ميزة كبيرة، وهدفاً مهماً أسعى إلى تحقيقه، لدي قناعة بأن مستقبل كرة القدم سيكون لآسيا والشرق الأوسط، وكلما تحركت في أروقة البطولة أواجه سؤالاً مكرراً عن أهمية وجودي في بطولة كأس آسيا، وفي كل مناسبة أقول إنني ضحيت ببعض مباريات الدوري الإنجليزي على الرغم من مشاركتي في التشكيلة الأساسية لإيفرتون قبل القدوم إلى الدوحة، وفي عالم الاحتراف يعد ذلك مخاطرة كبيرة، فقد يعود اللاعب بعد فترة كبيرة من الوجود مع منتخب بلاده ليجد نفسه خارج التشكيلة الأساسية للفريق الذي يحترف به، ولكنني أحرص على الوجود في الأجواء الكروية الأسترالية دائماً، لأنني أعلم أنني سوف أعود إلى أحد الدوريات الآسيوية عقب نهاية مشواري الاحترافي في أوروبا”. أقر تيم كاهيل بأن وجوده إلى الآن في صفوف المنتخب الأسترالي، ورغبته في الاستمرار خلال السنوات المقبلة، يجعلانه يستمتع بدور القدوة للنجوم الجدد في صفوف الكانجارو، وفسر كاهيل ذلك قائلاً: “في رصيدي مشاركات مونديالية وقارية أعتز بها كثيراً، وأريد من عناصر الجيل الجديد أن ينظروا جيداً إلى تيم كاهيل لكي يعلموا أنه من أصول اجتماعية ومادية متوسطة، ونجح في الوصول إلى هذا المستوى في التمثيل الدولي للمنتخب الأسترالي، كما نجح في الاحتراف بأحد أفضل دوريات العالم، ولم يكن هناك إمكانات مالية أو شيء يساعدني أكثر من الحماس والرغبة، ومساعدة الأهل وإصرارهم على جعلي لاعباً محترفاً”. وأضاف النجم الأسترالي: “أبي وأمي كانا يعملان لكي نعيش أنا وإخواني وأخواتي، وتسببت رغبتي في ممارسة كرة القدم في تحمل الأسرة لأعباء مالية إضافية، فقد كان يلزمني 3 أحذية لممارسة الكرة، وقمصان، وغيرها من الملابس والمستلزمات، ولن أنسى الديون التي تراكمت على أبي حينما وافق على رحيلي إلى نادي ميلوال الإنجليزي لخوض تجربة احترافية بلا مقابل في بادئ الأمر، وتحمل أبي نفقات السفر والإقامة وغيرها إلى أن وافق ميلوال على ضمي إلى صفوف الشباب عام 1997، وفي العام التالي لعبت للفريق الأول، لأستمر في صفوفه حتى 2004، ثم كانت الخطوة الكبيرة بالانتقال إلى إيفرتون، والآن بعد هذا المشوار أصبح لدي اسم لا أتردد في استخدامه من أجل إرسال رسائل معينة لمساعدة ضحايا الكوارث والفقراء، أنا سعيد بما وصلت إليه، وسعادتي أكبر لأنني أملك ما يمكنني استخدامه لتحقيق أغراض إنسانية”. وتحدث عن المأساة الحالية التي يعيشها الآلاف في أستراليا جراء الفيضانات، فقال: “أتمنى أن يترجم ما فعلته في مباراة الهند إلى مساعدة حقيقية للآلاف من ضحايا الفيضانات في أستراليا، فخلال الوقت الذي كنت أستيقظ أنا ورفاقي الدوحة وننعم بنعمة الحياة، كان العشرات يواجهون الموت في بلادي، وغرقت بعض الملاعب التي لعبت عليها، وهو ما دفعني إلى التفكير في تقديم كل ما أستطيع للتخفيف من معاناة هؤلاء الضحايا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©