الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

القادمون من الخلف

15 يناير 2011 23:17
ضرب منتخبا الأردن وسوريا الشقيقان أروع الأمثال والعبر وهما يدافعان عن حظوظهما في بطولة أمم آسيا الدوحة 2011، بعد الأداء القتالي والرجولي في الملعب، وتمكن الفريقان من فرض احترامهما على الجميع، والكشف عن وجه جميل للكرة العربية مختصرين مسافات وفوارق فنية ومادية بين أقرانهما في الخليج، وكذلك الآسيويين مثل اليابان وكوريا وغيرهما من الفرق التي تملك تاريخاً في البطولات القارية والعالمية. الجميل في الأمر أنك عندما تشاهد سوريا أو الأردن تستمتع بالمباراة وبالروح المتميزة من قبل اللاعبين، ووقتها تذوب الفوارق وتتذكر فقط منطق كرة القدم الذي يقول بقدر ما تعطي الكرة في الملعب تعطيك نتائج إيجابية. في المباراة الأولى أمام اليابان، كانت الأردن قاب قوسين تحقيق الفوز على المارد الياباني الذي أبهر العالم في مونديال جنوب أفريقيا لولا الدقيقة المجنونة في كرة القدم التي حالت دون تحقيق الفوز، وخرج «النشامى» متعادلاً أمام اليابان، وفي اللقاء الثاني أكد الأردن للجميع أنه جاء إلى الدوحة ليقول نحن هنا، وإنه فريق معد بطريقة جيدة ويملك أدواته جيداً، عندما تمكن من الفوز على المنتخب السعودي أحد المنتخبات العريقة والخبيرة في كأس آسيا. أما المنتخب السوري، فكسب السعودية في المباراة الأولى وقبلها كسب احترام الجميع بالمستوى الفني الرائع، وفي اللقاء الثاني خانه التقدير بعد تسجيل هدف التعادل أمام اليابان، ولم يفطن للوجه السيئ للمستديرة وخسر اللقاء بفارق الخبرة فقط. إن مقاييس كرة القدم لا تعترف بإنصاف اللاعبين، ولا بأنصاف الجهد المبذول في الملعب، ولا تعترف بالهالة الإعلامية التي تسبق الفرق قبل انطلاقة البطولات ولنا في ذلك العديد من العبر، ودائماً ما تميل إلى كمية الجهد والعطاء المبذولين في الملعب التي تعتبر السلاح الأقوى. أياً كان الفريق العربي الذي سيتأهل من المجموعة الثانية، فكلاهما يستحق التأهل إلى الدور الثاني للبطولة، وكلاهما يستحق التقدير والاحترام على ما قدماه من روح قتالية وعطاء داخل المستطيل الأخضر، ولولا سوء التركيز في اللحظات الأخيرة لمباراتيهما أمام اليابان لكان الأمل كبيراً في وجود «أبناء الحارة» و»النشامي» في الدور الثاني للبطولة الآسيوية. من المبكر القول إن «آسيوية» الدوحة هي بطولة المفاجآت، لكن يمكننا القول إن ما قدمه «النشامى» حتى الآن مفاجأة تستحق أن يرفع الجميع لهؤلاء القبعة. ونقول للقوى التقليدية الكروية في آسيا احذروا «القادمين» من الخلف بعد أن رأينا بأعيننا الإصرار العجيب على تصدر المشهد من فريق «النشامى» الذي بات من حقه النظر لبعيد في هذه البطولة. إبراهيم العسم (الإمارات) | alassam131@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©