الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تنظر بقلق إلى الانتخابات الإسرائيلية

10 فبراير 2009 03:17
تتخذ الولايات المتحدة موقفاً حيادياً رسمياً في الانتخابات الإسرائيلية التي تجري اليوم الثلاثاء، لكن بنيامين نتنياهو الذي ترجح الاستطلاعات فوزه ـ يعتبر الخيار الأقل جاذبية لمنصب رئيس الوزراء لدعم جهود السلام التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشرق الأوسط· وقال نيد ووكر الذي كان سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل خلال الولاية الأخيرة لنتنياهو كرئيس للوزراء من عام 1996 الى عام 1999 ''أعتقد أن نتنياهو سيواجه مشكلة في العمل مع هذه الإدارة'' في إشارة إلى إدارة أوباما· وأضاف أن آراء نتنياهو ''لا تتفق مع الأسلوب الذي تتحدث به إدارة أوباما حتى الآن''· ومن غير المرجح أن يرغب نتنياهو الذي توعد بانتهاج أسلوب أكثر تشدداً مع الفلسطينيين، في التحرك سريعا بصدد تعهد أوباما باستئناف محادثات السلام بوساطة أميركية· كما أن لزعيم حزب ''ليكود'' تاريخا من العلاقات التي شهدت الكثير من الخلافات مع آخر إدارة ديمقراطية في الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، الذي تشغل زوجته هيلاري كلينتون حالياً منصب وزيرة الخارجية، وستتعامل عن كثب مع الزعيم الإسرائيلي الجديد· وقال ووكر ''كلينتون نفض يده من نتنياهو · لا أدري ما اذا كان هذا سيؤثر على الوزيرة كلينتون· لكنه (نتنياهو) يجب أن يعي أهمية علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل وأن هناك حدودا''· وستكون وزيرة الخارجية تسبي ليفني منافسة نتنياهو،خياراً إنتخابيا أسهل لإدارة أوباما، إذ كانت كبيرة المفاوضين الإسرائيليين في المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية بشأن إقامة دولة فلسطينية في المستقبل· وقال شبلي تلحمي من جامعة ماريلاند والخبير في شؤون الشرق الأوسط: ''لا شك أن ليفني تبدو أكثر ميلا للمصالحة''· وقد تعثرت مفاوضات السلام في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، ثم توقفت حين شنت إسرائيل هجوماً دام ثلاثة أسابيع على قطاع غزة في ديسمبر الماضي· وتعرقل الساحة السياسية الفلسطينية المتشرذمة، جهود السلام التي تقودها الولايات االمتحدة· فحركة ''حماس'' التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية،تسيطر على قطاع غزة، بينما يسيطر الرئيس الفلسطيني المدعوم من الغرب محمود عباس على الضفة الغربية· وأشار تلحمي الى أن نتنياهو اكثر اهتماما بالمحادثات الإسرائيلية - السورية عن مفاوضات قيام الدولة الفلسطينية التي يلح زعماء عرب على الولايات المتحدة للوساطة فيها وإعطائها الأولوية· وقالت مارينا اوتاواي مديرة برنامج الشرق الأوسط في معهد كارنيجي للسلام الدولي، إنه بصرف النظر عمن سيفوز اليوم ، فقد عكرت حرب غزة صفو مناخ محادثات السلام· وأضافت ''حتى اذا حدثت معجزة وتقدم كديما (حزب ليفني) لن يحدث هذا فرقاً كبيراً· هناك حالة مزاجية تسود في الدوائر السياسية الإسرائيلية، بأن هذا ليس وقتا ملائما لتقديم تنازلات بل لاتخاذ خط متشدد''· ويقول دانييل ليفي وهو كبير باحثين في مؤسسة ''نيو اميركا'' إن السؤال الحقيقي لا يتعلق بمن سيفوز بالانتخابات الإسرائيلية، بل بكيفية تعامل واشنطن مع الصراع العربي - الإسرائيلي في مجمله· وأضاف ''الأهم كثيرا هو ما اذا كانت هناك إعادة نظر في واشنطن، ويجب أن يتم هذا ايا كان من يتولى السلطة''· وكيفية التعامل مع ''حماس'' والتوصل الى تهدئة قابلة للاستمرار في غزة، قضيتان أساسيتان بالنسبة لإدارة اوباما· وتمثل قضية المستوطنات اليهودية الشائكة في الضفة الغربية ، وتعهد نتنياهو بعدم اتخاذ سياسة متشددة إزاءها اختبارا للبيت الأبيض· وقال تلحمي ''على المدى القصير سيكون لمسألة من يفوز في إسرائيل أهمية· نتنياهو قال بالفعل إنه لن يجمد بناء المستوطنات وهذه قضية كبيرة''· وترى اوتاواي أنه اذا لم تتخذ إدارة أوباما خطوات حازمة بشأن المستوطنات، ستفقد مصداقيتها عند الحلفاء العرب الذين شعروا بأن ادارة بوش أعطت الإسرائيليين الضوء الأخضر، ونظر اليها على أنها لم تتصرف بالصرامة اللازمة· حتى الآن لم تظهر إدارة أوباما أي مؤشرات على الاختلاف عن نهج إدارة بوش مع إسرائيل· والحذر هو كلمة السر مع بدء كلينتون تولي مهام منصبها الجديد· وقال تلحمي ''في هذه المرحلة الإدارة غير مستقرة بعد· الانتخابات الإسرائيلية ستجبرهم على توضيح العملية التي سيديرون بها السياسة في هذه المنطقة بسرعة شديدة''·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©